وفي لفظ : فجعلت ألقيه إليه . هذا الحديث يأتي في الأطعمة أيضا ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في الأطعمة ، وقال : حسن صحيح ، والنسائي في الوليمة .
[ ص: 197 ] وفيه : مؤاكلة الخدم وأن المؤاكل لأهله وخدمه مباح له أن يتبع شهوته حيث رآها إذا علم أن ذلك لا يكره منه وإذا لم يعلم ذلك فلا يأكل إلا مما يليه . وقد سئل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن ذلك فأجاب بهذا الجواب .
وفيه : دليل على جواز الإجارة خلافا لمن لا يعتد به ; لأنها ليست بأعيان مرئية ولا صفات معلومة .
وفي صنعة الخياطة معنى ليس في سائر ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من ذكر القين والصائغ والنجار ; لأن هؤلاء إنما تكون منهم الصنعة المحضة فيما يستصنعه صاحب الحديد والخشب والذهب والفضة وهي أمور من الصنعة يوقف على حدها ولا يختلط بها غيرها ، والخياط إنما يخيط الثوب في الأغلب بخيوط من عنده فيجتمع إلى الصنعة الآلة ، واحد منهما معناه التجارة والآخر الإجارة ، وحصة أحدهما لا تتميز عن الأخرى ، وكذلك هذا في الخراز والصباغ إذا كان يخرز بخيوطه ويصبغ هذا بصبغه على العادة المعتادة فيما بين الصناع ، وجميع ذلك فائدة في القياس ; لأن الشارع وجدهم على هذه العادة أول زمن الشريعة فلم يغيرها إذ لو طولبا بغيرها شق عليهم فصار بمعزل ، والعمل به ماض صحيح لما به من الإرفاق ، قاله أجمع nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي .
وفيه : الإجابة إلى الثريد ، وهو خير الطعام . والدباء -ممدود- : القرع ، جمع دباءة ، وفيه لغة بالقصر ، وأنكرها nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي .
ووقع في "شرح المهذب" أنه القرع اليابس . والخبر الذي جاء به الخياط كان من شعير -كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي- وإنما تتبعه من حوالي القصعة لأن الطعام كان مأكلا مختلفا ، فكان يأكل مما يعجبه منه وهو الدباء ويترك ما لا يعجبه وهو القديد .
قال ابن التين : وفيه : جواز ذلك إذا أكل مع خادمه إذا كان في القصعة شيء مفرد . وحديث : "كل مما يليك" ; لأنه لم يكن معه خادمه ، وكان في القصعة شيء متماثل .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : (فلم أزل أحبها من يومئذ) حقيق أن يحب ما أحب نبيه .
وقوله : (من حوالي القصعة) : يقال : رأيت الناس حوله وحوليه وحواله وحواليه ، والجمع أحوال . وإلقاء nindex.php?page=showalam&ids=9أنس له الدباء دليل على جواز مناولة الضيفان بعضهم بعضا ، ولا نكير على فاعله ، نعم ، المكروه أن يتناول شيئا من أمام غيره أو من مائدة أخرى ، فقد كرهه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، ويأتي في الأطعمة -إن شاء الله تعالى- كما نبهنا عليه .
[ ص: 199 ] فائدة : كان أيوب خياطا . وأول من خاط الثياب ولبسها إدريس - عليه السلام - ، وكانوا قبله يلبسون الجلود . وسيأتي أن إبراهيم كان عطارا ، وأن زكريا كان نجارا . وأجر موسى نفسه على الرعي صلى الله وسلم عليهم .