حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله ، ثنا سفيان قال : قال عمرو : كان ها هنا رجل أسمه نواس ، وكانت عنده إبل هيم ، فذهب nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فاشترى تلك الإبل من شريك له ، فجاء إليه شريكه فقال : بعنا تلك الإبل . فقال : ممن بعتها ؟ قال : من شيخ ، كذا وكذا . فقال : ويحك -والله- ذاك nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . فجاءه فقال : إن شريكي باعك إبلا هيما ، ولم يعرفك . قال : فاستقها ، فلما ذهب يستاقها قال : دعها ، قد رضينا بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا عدوى" . سمع سفيان عمرا .
هذا السياق تفرد به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقوله : (سمع سفيان عمرا) ، هو كما قال ، وقد قال عبد الله بن الزبير الحميدي : حدثنا سفيان ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، وزاد : وكان نواس يجالس nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وكان يضحكه ، فقال يوما ; وددت أن لي أبا قبيس ذهبا .
فقال له nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : ما تصنع به ؟ قال : أموت عليه ، فضحك [ ص: 213 ] ابن عمر .
إذا عرفت ذلك فالكلام عليه من أوجه :
أحدها : (نواس) بفتح النون وكسرها ، قال صاحب "المطالع" : عند nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي ، والكافة نواس ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي : نواس بكسر النون وتخفيف الواو ، وعند بعضهم : نواسي .
ثانيها : (الإبل) -بكسر الباء والتخفيف- اسم واحد يقع على الجميع ليس بجمع ولا باسم جمع ، إنما هو دال عليه ، وجمعها : إبال .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : إبلان ، ذكره في "المخصص" .
والهيم : هي التي أصابها الهيام : داء لا تروى معه من الماء ، بضم الهاء وبالكسر اسم الفعل ومنه قوله تعالى شرب الهيم [الواقعة : 55] وقيل : في الآية غير هذا ، وقيل : هو داء يكون معه الجرب ; ولهذا ترجم عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ويدل عليه قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر حين تبرأ إليه بائعها من عيبها : رضيت بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا عدوى" وقيل : الهيم جمع الأهيم والهيماء ، قال ذلك nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وهو : العطشان الذي لا يروى ، قال : ولا أعرف للعدوى في الحديث معنى ، إلا أن تكون إذا رعت مع سائر الإبل وتركت معها ظن بها العدوى ، وقد تكون من الهيام : وهو جنون يصيبها فلا تلزم القصد في سيرها .
قلت : للعدوى معنى ظاهر ; ولذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : رضيت بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صحة هذا البيع ، على ما فيه من التدليس والعيب ولا عدوى عليك ولا عليه ، ولا أرفعكما إلى حاكم ولا ظلم ولا اعتداء .
[ ص: 214 ] وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : الهيام : داء يصيب الإبل عن بعض المياه بتهامة يصيبها مثل الحمى . وقال الهجري : هو داء يصيبها عن شرب النجل إذا كثر طحلبه واكتنفت به الذبان ، جمع ذباب بضم الذال . قلت : وفي "نوادره" : الهيام : من أدواء الإبل مجرور الهاء ، وكل الأدواء بضم أولها ، ثم أوضحه أكثر مما ذكره عنه nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده وواحد الهيم أهيم ، وهيماء في المؤنث .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : (والهائم المخالف للقصد في كل شيء) : أي : يهيم ، يذهب على وجهه . واعترض ابن التين فقال : ليس الهائم واحد الهيم ، فانظر لم أدخل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا في تبويبه ؟
قلت : وجهه لائح ، فإن الإبل الهيم لما كانت تخالف القصد في قيامها وقعودها ودورها مع الشمس كالحرباء ، كالرجل الهائم العاشق . قال ذلك . ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال غير قول صاحب "العين" : الهيام كالجنون ، ويقال : الهيوم أن يذهب على وجهه ، والهيمان : العطشان . وقال الهروي : هيم ، أي : مراض تمص الماء مصا فلا تروى ، وقيل : لا تروى حتى تموت به . وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : التي لا تشرب من الماء إلا قليلا وهي عطاش ، ومنه فشاربون شرب الهيم [الواقعة : 55] أي : لأنه كالمهل يشوي الوجوه [الكهف : 29] فهم عطاش أبدا .
[ ص: 215 ] ثالثها : كلمة : (ويح) للرحمة ، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده ، وقيل : ويحه كويله ، وقيل : ويح تقبيح ، وفي "المجمل" عن الخليل : لم يسمع على بنائه إلا ويس وويه وويل وويك . وعن nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ويح : كلمة زجر لمن أشرف على الهلكة ، وقيل : لمن وقع فيها ، وكذا فرق nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي بين ويح وويل فقال : ويل تقبيح ، وويح ترحم ، وويس تصغيرها . وفي "التهذيب" : ويح : كلمة تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها ; بخلاف ودل : فإنها للذي يستحقها .
وقوله : (فاستقها) ، يحتمل أن يكون قاله مجمعا على رد المبيع أو مختبرا هل الرجل مغتبط بها أم لا ؟
وليس ذلك من الغش إذا بين له . وأما nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فرضي بالعيب والتزمه ، فصحت الصفقة فيه . وفيه : تجنب ظلم الصالح ; لقوله : ويحك ذاك nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .