هذه الطريقة أعني : طريقة سعيد ، أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب اللباس عن عياش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16299عبد الأعلى ، عن سعيد : سمعت النضر [ ص: 563 ] يحدث nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال : كنت عند nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فذكره وروي عن هشام فيه ، فأدخل بين سعيد والنضر nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
قال الجياني : ليس بشيء ; لتصريح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره بسماع سعيد من النضر هذا الحديث وحده وعند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا عن أبي غسان nindex.php?page=showalam&ids=110وأبي موسى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن النضر مثله .
وسعيد بن أبي الحسن هو أخو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري مات قبل الحسن ، قال ابن سعد : مات سنة مائة ، ومات الحسن : بعده بعشر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13433ابن قانع : بتسع ، وليس لسعيد هذا في الصحيحين غيره ، ولا للنضر عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فيهما غيره .
إذا تقرر ذلك : فإنما كره هذا ; لأجل أن الصور التي فيها الأرواح كانت معبودة في الجاهلية ، فكرهت كل صورة وإن كانت لا روح لها ولا جسم ; قطعا للذريعة ، حتى إذا تقررت الشريعة وزالت الجاهلية أرخص فيما كان رقما أو ما وضع موضع المهنة ، وإذا نصب نصب العبادة كره ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب .
[ ص: 564 ] وقال النووي : كل ذلك حرام ، وما لا روح فيه فليس بحرام ، وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك وجمهور العلماء من الصحابة والتابعين .
وقال بعض السلف : إنما ينهى عما كان له ظل ، ولا بأس بالصور التي لا ظل لها ، وهو مذهب باطل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : النهي عن الصورة عام . وقال آخرون : يجوز منها ما كان رقما في ثوب ، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد .
قلت : وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فهم من قوله في الحديث : (إنما معيشتي من صنعة يدي) ، وأجابه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بإباحة صور الشجر وشبهه جواز البيع ، فترجم عليه .
واغتفر بعض العلماء تصوير اللعب للبنات ; لأجل تدريبهن . قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : أجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره ، إلا ما ورد في اللعب (النيات) لصغار البنات ، والرخصة في ذلك ، وكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك شرى الرجل ذلك لابنته ، وادعى بعضهم أن إباحة اللعب بهن للبنات منسوخ ، واستثنى بعض أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك -كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي- من ذلك ، ما لا يبقى كصور الفخار والشمع وما شاكل ذلك ، وهو مطالب بدليل التخصيص ، وكانت الجاهلية تعمل أصناما من العجوة حتى إن بعضهم جاع فأكل صنمه .
[ ص: 565 ] وقوله : ("وليس بنافخ") يؤخذ منه جواز التكليف بما لا يقدر عليه ، وليس مقصود الحديث التكليف ، وإنما القصد منه تعذيب المكلف ، وإظهار عجزه عما تعاطاه مبالغة في توبيخه وإظهار قبح فعله ، كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : ومذهب العلماء كافة في الشجر ونحوه لا يحرم ، إلا ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد فإنه جعل الشجرة المثمرة من المكروه ، ولم يقله غيره .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : ولما أبيحت التماثيل بعد قطع رءوسها الذي لو قطع من ذي الروح لم يبق ، دل ذلك على إباحة تصوير ما لا روح فيه ، وعلمنا أن الثياب المستثناة هي المبسوطة لا ما سواها من الثياب المعلقة والملبوسة ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة وصاحبيه ، وسيكون لنا عودة إلى ذلك في الصور في كتاب : الزينة إن شاء الله تعالى .
فائدة :
قوله : (فربا الرجل ربوة شديدة) أي : ذعر وامتلأ خوفا : قاله صاحب "المطالع" . وقال صاحب "العين" : يقال : ربا الرجل أصابه نفس في جوفه ، وهو الربو والربوة والربوة أي : بفتح الراء وكسرها وهو نهيج ونفس متواتر . قال ابن التين : معناه انتفخ كأنه حجل من ذلك .
[ ص: 566 ] فائدة أخرى :
صح أن أشد الناس يوم القيامة عذابا المصور ، ومقتضاه : أن لا يكون في النار أحد يزيد عذابه على عذابه ، وظاهره مخالفة قوله تعالى : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [غافر : 46] وقوله - عليه السلام - : nindex.php?page=hadith&LINKID=930996 "أشد الناس عذابا عالم لم ينفعه الله تعالى بعلمه" وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=684519 "أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام ضلالة" في إشباه لذلك ولا مخالفة ; لأن الناس الذين أضيف إليهم "أشد" لا يراد بهم كل نوع الناس ، بل بعضهم المشاركون في ذلك المعنى المتوعد عليه بالعذاب ، ففرعون أشد المدعين للإلهية عذابا . ومن يقتدى به في ضلالة كفره ، أشد ممن يقتدى به في ضلالة بدعة ، ومن صور صورا ذات أرواح أشد عذابا ممن يصور ما ليس بذي روح ، فيجوز أن يعني بالمصورين : الذين يصورون الأصنام للعبادة ، كما كانت الجاهلية تفعل ، وكما تفعل [ ص: 567 ] النصارى ، فإن عذابهم يكون أشد ممن يصورها لا للعبادة .
ونبه على ذلك nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي . وقد يقال : أشد عذابا بالنسبة إلى هذه الأمة لا إلى غيرها من الكفار ، فإن صورها لتعبد أو لمضاهاة خلق الله فهو خارج عن الملة ، فلذلك زيد في عذابه .