2240 2369 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو، عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح السمان، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه، nindex.php?page=hadith&LINKID=652196عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماء، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك". قال علي : حدثنا سفيان - غير مرة - عن عمرو، سمع nindex.php?page=showalam&ids=12045أبا صالح يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 2358 - مسلم: 108 - فتح: 5 \ 43]
[ ص: 358 ] ذكر فيه أربعة أحاديث:
أحدها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي قال: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدح... الحديث. وقد سلف قريبا.
أما حديث سهل في الغلام والأشياخ: فصاحب الماء واللبن أحق به أيضا أولا ثم يستحقه المتيامن منه. وكان بين الحوض والقربة والقدح فرق؛ لأنه لو كان صاحب القدح أحق به أبدا لما استأذن الشارع الغلام الذي كان عن يمينه أن يعطي الأشياخ، وإنما تصح الترجمة في [ ص: 359 ] الابتداء أن صاحب الماء أولى به، ثم الأيمن فالأيمن أولى من صاحب الماء أن يعطيه غيره.
وإنما هذا فيما يؤكل أو يشرب من الموضع بين يدي الجماعة. وأما في المياه والآبار والجباب والعيون فصاحبها أولى بها في أن يعطي من شاء آخرا بخلاف حديث الغلام، وكذلك في مسألة أم إسماعيل أحق بمائها أولا وآخرا، وسيأتي في أحاديث الأنبياء، وهو مطابق للتبويب؛ لقولها: "ولا حق لكم في الماء".
وقال ابن المنير : استدلال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري به ألطف من ذلك؛ لأنه إذا استحقه الأيمن في هذه الحالة بالجلوس واختص، فكيف لا يختص صاحب اليد والمتسبب في تحصيله؟
والمراد بالرجال الذين يذادون عن حوضه هم المرتدون الذين بدلوا كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في "صحيحه" عن قبيصة فيما سيأتي، وقال ابن التين : هم المنافقون. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: هم المبتدعون. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : هم الذين لا سيما لهم من غير هذه الأمة.
(فإن قلت): كيف يأتون غرا محجلين والمرتد لا غرة له ولا تحجيل؟
فالجواب: أنه - عليه السلام - قال: " تأتي كل أمة فيها منافقوها" ، وقد قال تعالى: انظرونا نقتبس من نوركم [الحديد: 13] فصح أن المؤمنين يحشرون وفيهم المنافقون الذين كانوا معهم في الدنيا حتى يضرب [ ص: 360 ] بينهم بسور، والمنافق لا غرة له ولا تحجيل، لكن المؤمنون سموا غرا محجلين بالجملة، وإن كان المنافق في خلالهم.
وقال ابن المنير : ظن nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب أن وجه الدليل من حديث الحوض اختصاص صاحب الحوض بمائه، وهو وهم فإن تنزيل أحكام التكاليف على وقائع الآخرة غير ممكن، وأما استدلاله بقوله: "كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض" فما شبه بذودها في الدنيا إلا ولصاحب الحوض منع غير إبله من مائه، ولو كان المنع في الدنيا تعديا لما شبه به ذلك المنع الذي هو حق، وأخذه أيضا ابن التين من ذلك.
(فإن قلت): كيف خفي حالهم على صاحب الشريعة؟ وقد قال: "تعرض علي أعمال أمتي".
فالجواب: إنما يعرض عليه أعمال الموحدين لا المنافقين والكافرين، نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي، وقد يقال: إنهما ليسا من أمته.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال ابن التين : ليس هو ما يشبه الباب في شيء، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه: إذا كنت تمنع فضل الماء الذي لم تعطه بكدك وكدحك إنما هو رزق ساقه الله إليك فما الذي تسمح به بعد؟ [ ص: 361 ] خاتمة:
لما أعاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في ذكر الحوض ذكره معلقا من طريق عبيد الله بن أبي رافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وهذا الحديث مما كاد أن يبلغ مبلغ القطع والتواتر على رأي جماعة من العلماء يجب الإيمان به، فيما حكاه غير واحد، رواه عنه الجم الغفير منهم في "الصحيح": nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=98وجابر بن سمرة، nindex.php?page=showalam&ids=401وجندب بن عبد الله، nindex.php?page=showalam&ids=68وزيد بن أرقم، nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك، nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15113أبو القاسم اللكائي من طريق ثوبان، nindex.php?page=showalam&ids=11935وأبي بردة، nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر بن عبد الله، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري، وبريدة، وأخرجه القاضي أبو الفضل من طريق nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر، وحارثة بن وهب، والمستورد، وأبي برزة، وأبي أمامة، nindex.php?page=showalam&ids=4804وعبد الله بن زيد، وسهل بن سعد، وسويد بن جبلة، nindex.php?page=showalam&ids=1والصديق، nindex.php?page=showalam&ids=2والفاروق، nindex.php?page=showalam&ids=48والبراء، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة، وأسماء أختها، وأبي بكرة، وخولة بنت قيس، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر، والصنابحي في آخرين. [ ص: 362 ]
فائدة:
معنى (لأذودن) لأطردن، وفي رواية: "ليذادن رجال" أي: يطردون، قال صاحب "المطالع": كذا رواه أكثر الرواة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في "الموطأ"، ورواه يحيى ومطرف وابن نافع: "فلا يذادن" ورده nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح على الرواية الأولى، وكلاهما صحيح المعنى، والنافية أفصح وأعرف، ومعناه: فلا تفعلوا فعلا يوجب ذلك كما قال - عليه السلام -: " nindex.php?page=hadith&LINKID=652844لا ألفين أحدكم على رقبته بعير" أي: لا تفعلوا ما يوجب ذلك.
فائدة: قوله: "اليوم أمنعك فضلي" إلى آخره إشارة إلى قوله تعالى: أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون [الواقعة: 69] وفيه: أنه من باب المعروف لا الوجوب، وقال عبد الملك : هذا يخفى معناه، ولعله يريد أن البئر ليست من حفر هذا الرجل، وهو للسبيل وإنما هو في منعه ماءه غاصب ظالم، وهذا ليس يريد فيما حازه وعمله، ويحتمل أن يكون هو حفرها ومنع من صاحب الشنة، ويكون معنى: "ما لم تعمل يداك" أي: بنبع ولا إخراج.