و (الأشهاد): جمع شهيد كشريف وأشراف أو شاهد كصاحب وأصحاب.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : فيه عظيم تفضل الله تعالى على عباده وستره لذنوبهم يوم القيامة، وأنه يغفر ذنوب من شاء منهم، بخلاف قول من أنفذ الوعيد على أهل الإيمان؛ لأنه لم يستثن في هذا الحديث ممن يضع عليه كنفه وستره أحدا إلا الكفار والمنافقين، وأنهم الذين ينادى عليهم على رءوس الأشهاد باللعنة لهم.
وسيأتي في كتاب الأدب في باب ستر المؤمن على نفسه حديث الباب والاستقصاء فيه.
وفي كتاب التوحيد في باب: كلام الرب تعالى يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ويأتي أيضا في: تفسير سورة هود، وهو حجة أيضا لأهل السنة أن أهل الذنوب من المؤمنين لا يكفرون بالمعاصي كما زعمت الخوارج.
والمراد بالظلم في الآية: الكفر والنفاق، كما ذكر في الحديث: وليس كل ظلم يدخل في معنى الآية ويستحق اللعنة؛ لأنه لا تكون عقوبة الكفر عند الله كعقوبة صغائر الذنوب، واللعن: الإبعاد، فدلت هذه الآية أن الكلام ليس على العموم وأنه يفتقر إلى ما يبين معناه. [ ص: 574 ]
وهذا الحديث يبين أن قوله تعالى: ثم لتسألن يومئذ عن النعيم [التكاثر: 8] أن السؤال عن النعيم الحلال، إنما هو سؤال تقرير وتوقيف له على نعمه التي أنعم بها عليه، ألا ترى أنه تعالى يوقفه على ذنوبه التي عصاه فيها ثم يغفرها له، وإذا كان ذلك فسؤاله تعالى عباده عن النعيم الحلال أولى أن يكون سؤال تقرير، لا سؤال حساب وانتقام.