روى nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: نزلت هذه الآية في الرجل يمر بالرجل فلا يضيفه فرخص له أن يقول فيه: إنه لم يحسن ضيافته ويؤذيه بما فعل به.
وقيل: إلا من ظلم الآية. [النساء: 148] يدعو على ظالمه أو يخبر بظلمه إياه أو يستنصر منه.
وقيل: إنه الصديق شتمه رجل فسكت، ثم أعاد فرد عليه.
وقال تعالى: والذين إذا أصابهم البغي الآية. [الشورى: 39] أي: بغي المشركين عليهم، في الذين انتصروا منهم بالسيف. أو إذا بغى عليهم باغ كره أن يستذلوا لئلا يجترئ عليهم الفساق، فإذا قدروا عفوا كما ذكر عن إبراهيم، وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد في "تفسيره" عن nindex.php?page=showalam&ids=16813قبيصة، ثنا سفيان، عن منصور عنه - كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، وفي رواية أخرى كما ذكرنا - ولفظه: قال منصور : سألته عن الآية قال: كانوا يكرهون للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم فيتجرأ الفساق عليهم، هذا يرد قول ابن التين : قول [ ص: 583 ] إبراهيم كانوا يكرهون أن يذلوا، زاد غيره: فيجترئ عليهم الفساق. وقد علمت أنه زادها لا غيره.
و (البغي): الظلم، فينتصر المظلوم ممن ظلمه، فيقتص منه جزاء سيئة سيئة مثلها، وقراءة العامة: (ظلم) بضم الظاء، أي: فإنه يذكر ما فعل به كما أسلفناه.
قال الحسن : لا ينبغي أن يدعو عليه وليقل: اللهم أعني عليه.
وقال قطرب : يريد المكره عليه فإنه موضوع عنه وإن كفر.
وقرئ بفتح الظاء، قال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : فإنه يجهر فيه اعتداء.
وقيل: إلا من ظلم [النساء: 148] فقال سوءا، فإنه ينبغي أن يأخذوا على يديه ويكون استثناء ليس من الأول.
وأما قول إبراهيم : إنهم كانوا يكرهون أن يستذلوا فإنه - عليه السلام - قد روي عنه هذا المعنى في استعاذته من غلبة الرجال ومن شماتة الأعداء. [ ص: 584 ]
وقوله: (فإذا قدروا عفوا) ، فإن العفو أجمل وأفضل لما جاء في ثوابه وعظيم أجره، وقد أثنى الله على من فعل ذلك فقال: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [الشورى: 43] وهذه السبيل امتثل الشارع في خاصة نفسه، فكان لا ينتقم لنفسه ولا يقتص ممن جفا عليه ولم يوقره، وقد جفا عليه كثير من الأعراب وقال له القائل: إنك ما عدلت منذ اليوم. فآثر الأخذ بالعفو وليسن لأمته.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي لما ذكر قول إبراهيم : سببه أنه قد تنتهك حرمته ويؤخذ ماله ويضيع حقه.
قال: ولما ولي الحجاج العراق قال: لا يؤم مولى. فقال أهل مسجد ليحيى بن وثاب (خ م ت س ق) وكان يؤمهم: قد أمر الأمير أن لا يؤم مولى وأنت مولى. فقال: ليس عن مثلي نهى. وكان أحد القراء وأحد العلماء فمضى إلى قرب قصر الحجاج فجلس يقرأ، فقال الحجاج ما له؟ قيل له: هو مولى وأنت نهيت لا يؤم مولى فقال: ليس عن مثل هذا نهيت، فرجع يحيى فصلى بهم صلاة يؤم ثم قال: إنما كرهت أن تذلوني، فهذا صار إلي فوالله الذي لا إله إلا هو لا أصلي بكم أبدا .