وفيه من الفقه: كسر نصب المشركين وجميع الأوثان، وإنما قصد إلى ذكر الصليب وقتل الخنزير من أجل أنهما في دين النصارى المعتدين في شريعتهم إليه، فأخبر أن عيسى سيغير ما نسبوه إليه، كما غيره هو، وأعلمهم أنهم على الباطل في ذلك، فدل هذا أن عيسى يأتي بتصحيح شريعة نبينا، حاكما بالعدل بين أهلها.
ومعنى (يضع الجزية): يتركها، فلا يقبلها كما أسلفناه هناك; لأنا إنما قبلناها لحاجتنا إلى المال، وليس يحتاج عيسى عند خروجه إلى مال; لأنه يفيض في أيامه حتى لا يقبله أحد ولا يقبل إلا الإيمان بالله وحده.
وأما الساعة; فلو كسر صليب لأهل الكتاب المعاهدين بين أظهرنا لكان ذلك تعديا; لأن على ذلك يؤدون الجزية وإن كسره لأهل الحرب كان مشكورا، وكذلك قتل الخنزير.