ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه، ضل كل واحد منهما من صاحبه، فأقبل بعد ذلك nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، هذا غلامك قد أتاك".
[ ص: 170 ] فقال: أشهدك أنه حر. قال: فهو حين يقول:
يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت
وعنه لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق ... البيت.
قال: وأبق مني غلام لي في الطريق - قال:- فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم بايعته، فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة، هذا غلامك". فقلت: هو حر لوجه الله، فأعتقته.
وعن قيس قال: لما أقبل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة رضي الله عنه، ومعه غلامه وهو يطلب الإسلام، فضل أحدهما صاحبه بهذا، وقال: أما إني أشهدك أنه لله.
الشرح:
هذا الحديث من أفراده، وقيس هو ابن أبي حازم، عوف بن عبد الحارث أبو عبد الله الأحمسي، مات سنة أربع وثمانين. وقيل: في آخر سلطان nindex.php?page=showalam&ids=16044سليمان بن عبد الملك. وشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الثاني عبيد الله بن سعيد (خ، م، س) وهو السرخسي اليشكري مولاهم،
[ ص: 171 ] مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. وشيخه في الثالث: شهاب (خ، م، ت، ق) بن عباد وهو العبدي الكوفي: مات سنة أربع وعشرين ومائتين. وشيخ شهاب: إبراهيم بن حميد أبو إسحاق، مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم، عن مغيرة أن رجلا قال لغلامه: أنت لله، فسئل nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي والمسيب بن رافع وحماد بن سليمان فقالوا: هو حر، وعن إبراهيم كذلك. قال إبراهيم: وإن قال: إنك لحر النفس.. فهو حر. وعن الحسن أنه إذا قال: ما أنت إلا حر، قال: نيته، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي مثله.
وأما الإشهاد في العتق فمن حقه، والعتق قام عند الله، وجميع ما يراد به وجهه تعالى بالقول والنية، وإن لم يكن ثم إشهاد، وقد قالت امرأة عمران: رب إني نذرت لك ما في بطني محررا [آل عمران: 35] أي: لخدمة المسجد، فتقبلها ربها بقبول حسن ، فتم ما نذرته بدعوة الله [ ص: 172 ] تعالى، وقبل الله ذلك منها، فكان ما في بطنها موقوفا لما نذرته من خدمة المسجد، ولم تشهد غير الله.
وفيه أيضا من الفقه: العتق عند بلوغ الأمل، والنجاة مما يخاف من الفتن والمحن، كما فعل nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة حين نجاه الله من دارة الكفر ومن ضلاله في الليل عن الطريق أعتق الغلام حين جمعه الله عليه وهداه إلى الإسلام، وفيه: جواز قول الشعر وتوجعه من طول ليلته ومبيته فيها، وحمد عاقبتها إذ نجته من دار الكفر، ومنه المثل: (عند الصباح يحمد القوم السرى)، وظاهر رواية "الصحيح" أن أبا هريرة هو قائل هذا البيت. وقال ابن التين: فيه خلاف هل هو nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة أو غلامه.
وقوله: "هذا غلامك" إما أن يكون وصفه له، أو رآه مقبلا إليه، أو أخبره الملك.
وقوله: (يطلب الإسلام) يحتمل أن يكون حقيقة، فإنه لم يسلم وأسلم بعد، ويحتمل أن يكون المراد: يظهر إسلامه.