وحديثه أيضا: "نعم ما لأحدهم، يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده".
الشرح:
وقع في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عزو حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الأول لأبي موسى، وهو غلط، فإنه أسقط حديث أبي موسى وركبه على حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة. ولما كان للعبد في عبادة ربه أجر كان له في طاعة سيده ونصحه له أجر أيضا، لكن لا بالتساوي; لأن طاعة الرب أوجب من طاعة السيد. وفيه: حض المملوك على نصح سيده; لأنه راع في ماله وهو مسئول عما استرعى، فبان أن أثر نصحه طاعة الله وهذا يبين فضل أجره في طاعة ربه على طاعة سيده.
وقوله: (والذي نفسي بيده، لولا الجهاد .. إلى آخره)؛ هو من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي وغيره، وفيه دليل أنه لا جهاد على عبد إلا أن يتعين، ولا حج; لأنه غير مستطيع السبيل، وأما بر الوالدين [ ص: 226 ] فيلزم العبد منه من خفض الجناح ولين القول والتذلل ما يلزم المسلمين، وأما السعي عليهما بالنفقة والكسوة فلا يلزمه; لأن نفقته وكسوته على مولاه، وكسبه لمولاه ولا تصرف له في شيء إلا بإذنه.
وقوله: (نعم ما لأحدهم)؛ أي: نعم العمل، ووقع في نسخة الشيخ أبي الحسن: "نعم ما" بتشديد الميم الأولى. قالابن التين: ولا أعلم له وجها، وإنما صوابه: "نعما لأحدهم" بالتشديد، إذا وصلت تدغم مثل: نعما يعظكم به .
وقوله: (له أجران في العبد والأمة)؛ يعني: بتضعيفهما، قاله ابن التين، ثم قال: وقيل: معناه: له أجره مرتين على كل واحد من هذين الغرضين; لأنه زاد لربه إحسانا ولسيده نصحا فكان له أجر الواجبين وأجر الزيادة عليهما; لأن الدليل قد علم من غير هذا أنه على كل واحد أجر، فحمل على فائدة جديدة. وقال: والظاهر من الأخبار خلاف هذا، وأن الشارع إنما بين ذلك؛ لئلا يظن ظان أنه غير مأجور على العبودية، ويدل على ذلك قوله: "أيما عبد أدى.." إلى آخره، والنصح واجب عليه لسيده وليس هو زيادة على الواجب.
وقوله: (لأحببت أن أموت وأنا مملوك)؛ على هذا المعنى امتحان الله أنبياءه وأولياءه، ابتلى يوسف بالرق، ودانيال حين سباه بختنصر في جملة بني إسرائيل، وكذا ما روي أن الخضر وقع في الرق حين سأله سائل بوجه الله فلم يكن عنده ما يعطيه، فقال له: سألتني بوجه الله ولا أملك إلا رقبتي فبعني واستنفق ثمني، أو كما قال.