[ ص: 402 ] كذا هنا، وفي موضع آخر منه من غيره: فقلت: قدمت علي أمي وهي راغبة. وهو أتم.
أما الآية؛ فكانت في الابتداء عند موادعة المشركين، ثم صارت منسوخة بالأمر بالقتال، أو كان لخزاعة والحارث بن عبد مناف عهد، فأمروا أن يبروهم بالوفاء به، أو أراد النساء والصبيان، أمروا ببرهم لهم، فنزلت في قتيلة (في) امرأة أبي بكر، كان قد طلقها في الجاهلية فقدمت على ابنتها أسماء بنت أبي بكر في الهدنة فأهدت لها قرطا وأشياء، فكرهت قبوله، حتى ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت: وتقسطوا [الممتحنة: 8]: تعطوهم قسطا من أموالكم أو تعدلوا فيهم، فلا تغلوا في مقاربتهم، ولا تسرعوا في مباعدتهم.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير أن الآية نزلت في أم أسماء بنت أبي بكر، وكان اسمها قتلة بنت عبد العزى.
وقالت طائفة: نزلت في مشركي مكة، من لم يقاتل المؤمنين، ولم يخرجوهم من ديارهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: هو خطاب للمؤمنين الذين بقوا بمكة ولم يهاجروا، والذين قاتلوهم كفار أهل مكة.
[ ص: 403 ] وقيل: هم خزاعة، صالحهم على ألا يقاتلوه، والذين قاتلوهم أهل مكة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي: كان هذا قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة، فاستشار المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراباتهم من المشركين أن يبروهم ويصلوهم، فأنزلها الله. وفي تفسير الحسن: قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وابن زيد: ثم نسخ ذلك، ولا يجوز هذا اليوم في المشركين ولا متاحفتهم، إلا للأبوين خاصة; لأن الهدية فيها تأنيس للمهدى إليه، وإلطاف له، وتثبيت لمودته.
وقال ابن التين: اختلف في هذه الآية على ثلاثة أقوال; لأنه قال في السورة: لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء فذكر قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير: نزلت في أسماء، -يريد أمه- جاءت أمها قتلة بنت عبد العزى إليها بهدايا فلم تقبل هداياها، ولم تدخلها عليها، فسألت عائشة، فأنزلت الآية.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة في حديث الباب في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي: فأنزل الله تعالى لا ينهاكم الله الآية. [الممتحنة: 8]
[ ص: 404 ] وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "مستدركه"، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي عن nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني أن nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة بن سليمان، رواه عن هشام، عن أبيه مرسلا، وأن nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم قال فيه: عن سفيان، عن هشام، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء. قال nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني: والأول يعني: هشام، عن أبيه، عن أسماء. مسندا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري، nindex.php?page=showalam&ids=12156وأبو معاوية، وعبد الحميد بن جعفر، عن هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن أسماء. قالت: يا رسول الله.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "صحيحه" من حديث سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: اختلف في هذه الأم، فقيل: كانت ظئرا لها، وقيل: كانت من النسب.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: كان أبو بكر طلقها في الجاهلية، وكانت تسمى أم بكر، وفيها قيل:
تحيي بالسلامة أم بكر ... و (أنى) بعد قومي من سلام وتأتي تكملته في الهجرة، ولعل هذه كنية لها، لما تقدم أن اسمها قتلة، كذا قال، واسمها قتيلة، بضم القاف وفتح التاء المثناة فوق، بعدها مثناة تحت ساكنة، ثم لام، ثم هاء، ويقال: قتلة بفتح القاف، ثم مثناة فوق ساكنة، قال النووي: وهو الأصح الأشهر في اسمها من غير ياء مثناة تحت.
[ ص: 405 ] قلت: ولعل من قاله بالياء قاله على وجه التصغير. واسم أبيها عبد العزى بن عبد بن أسعد بن جابر بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وذكرها nindex.php?page=showalam&ids=15226المستغفري في جملة الصحابة، وقال: تأخر إسلامها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني: ليس في شيء من الحديث ذكر إسلامها.
وقد تأول بعضهم في قولها (راغبة)؛ أي: في الإسلام، قلت: وتأوله بعضهم على أنها راغبة في الصلة، أو راغبة عن ديني كارهة له.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في "جامعه": معنى "راغبة عن دينها، أو عن ملتي".
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: هو بالباء، من الرغبة في العطاء.
وقال بعض أصحابنا: معناه: هاربة من قومها.
واحتج بالآية قال: فلو كان أرادت المضي لقالت: مراغمة لا راغمة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء: تأول في الآية أنه الخروج عن العدو برغم أنفه. وراغبة، بالباء، أظهر في معنى الحديث.
ووقع في كتاب ابن التين: داعية. ثم فسرها بقوله: طالبة بري، ومتعرضة له.
[ ص: 406 ] وإنما بعث عمر الحلة إلى أخيه المشرك بمكة على وجه التآلف له على الإسلام; لأنه كان طمع بإسلامه، وكان التآلف حينئذ على الإسلام مباحا، وقد تآلف صناديد قريش، وجعل الله للمؤلفة قلوبهم سهما في الصدقات، وكذلك فعلت أسماء في أمها; لأن الله تعالى قد أمر بصلة الآباء الكفار، وبرهما بقوله: وإن جاهداك على أن تشرك بي [لقمان: 15] إلى قوله: وصاحبهما في الدنيا معروفا [لقمان: 15] فأمر تعالى بمصاحبة الأبوين المشركين في الدنيا بالمعروف، وبترك طاعتهما في معصية الله.
فائدة: قال nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي، ومن خطه نقلت: الذي أرسل إليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الحلة لم يكن أخاه، إنما هو أخو أخيه nindex.php?page=showalam&ids=3161زيد بن الخطاب لأمه أسماء بنت وهب، وهي أيضا أم عثمان بن حكيم بن أمية، وبنته أم سعيد بن عثمان، ولدت nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب وخولة، ويقال: خويلة بنت حليم أم السائب وعبد الرحمن، ابني nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون، وأبوها من خلفاء بني أمية.