15 15 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية، عن nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز بن صهيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ح، وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=650014قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". [مسلم 44 - فتح: 1 \ 58]
نا يعقوب بن إبراهيم ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية، عن nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز بن صهيب، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وثنا آدم ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=650014 "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".
الكلام عليهما من وجوه:
أحدها:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الأول، هو من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري دون nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن ابن المثنى وابن بشار، عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، وعن زهير عن nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16131شيبان بن فروخ، عن [ ص: 514 ] nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث كلاهما، عن عبد العزيز، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وفي لفظ له: "من أهله وماله".
ثانيها: في التعريف برواته غير ما سلف.
أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فسلفت ترجمته، وترجمة nindex.php?page=showalam&ids=11931أبي اليمان وشعيب.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج فهو أبو داود (ع) عبد الرحمن بن هرمز المدني القرشي التابعي الثقة.
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج لقب، مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ويقال: مولى محمد بن ربيعة. سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة وغيره من الصحابة، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وغيره من التابعين والأعلام.
مات بالأسكندرية سنة سبع عشرة ومائة، ووهم من قال: سنة عشر.
فائدة:
ليس في الكتب الستة من اسمه nindex.php?page=showalam&ids=13723عبد الرحمن بن هرمز سواه.
[ ص: 515 ] فائدة:
حيث يذكر مالك ابن هرمز أو يحكي عنه فليس هذا إنما هو عبد الله بن يزيد بن هرمز الفقيه، قليل الرواية ترجم له ابن سعد. ومات سنة ثمان وأربعين ومائة.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، فإنه روى عنه بواسطة، فاعلم ذلك، فإنه قد التبس على بعض الفقهاء ذلك.
فائدة:
الأعرج لقب لجماعة: هذا أحدهم، وثانيهم: nindex.php?page=showalam&ids=11974سلمة (ع) بن دينار، وثالثهم: ثابت (خ م ت ن) بن عياض، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد فهو: الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان، وأبو الزناد لقب له اشتهر به، وكان يغضب منه، القرشي مولاهم المدني أمير المؤمنين في الحديث، التابعي.
روى عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، nindex.php?page=showalam&ids=131وأبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وشهد معه جنازة، وغيرهم. وأرسل عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، nindex.php?page=showalam&ids=5842وعمر بن أبي سلمة، وعنه: هشام وجمع من التابعين وغيرهم. وجلالته وثقته مجمع عليها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعه [ ص: 516 ] من الأتباع مثل ما مع السلطان فمن سائل عن فريضة، ومن سائل عن الحساب، ومن سائل عن الشعر، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة طالب، من طالب فقه، وعلم، وشعر، وصنوف، ثم لم يلبث أن بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة.
وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من ذراع من علم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16968محمد بن سلام الجمحي: قيل لأبي الزناد: لم تحب الدراهم وهي تدنيك من الدنيا؟ فقال: إنها وإن أدنتني منها فقد صانتني عنها.
مات في رمضان فجأة في مغتسله سنة إحدى وثلاثين ومائة عن ست وستين سنة، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة ثلاث.
فائدة: لا أعلم في الكتب الستة من اكتنى بهذه الكنية سواه، ولا من اسمه nindex.php?page=showalam&ids=11863عبد الله بن ذكوان غيره.
[ ص: 517 ] فائدة ثانية: قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: أصح أسانيد nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة.
وأما سند حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الأول فأنس سلف قريبا وأما nindex.php?page=showalam&ids=16377عبد العزيز (ع) بن صهيب فهو بناني أعمى بصري. كان مولى لبنانة بن سعد بن غالب.
قال محمد بن سعد: كان يقال له: العبد.
وقال ابن الأثير: نسبة إلى سكة بنانة بالبصرة وهو تابعي. سمع أنسا، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة وقال : هو عندي في أنس أحب إلي من قتادة. اتفقوا على توثيقه. مات سنة ثلاثين ومائة.
وأما الراوي عنه فهو الإمام أبو بشر إسماعيل (ع) بن إبراهيم بن مقسم البصري. مولى عبد الرحمن بن قطبة الأسدي -أسد خزيمة- وأصله كوفي.
وعلية أمه وهي بنت حسان، مولاة لبني شيبان، وكانت امرأة نبيلة عاقلة. وكان صالح المري وغيره من وجوه أهل البصرة وقتها يدخلون عليها، فتبرز لهم وتحدثهم وتسائلهم. وزعم nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر أن علية جدته أم أبيه لا أمه.
[ ص: 518 ] روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس وغيره، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وخلق. قال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة: هو ريحانة الفقهاء، سيد المحدثين، وجلالته وثقته متفق عليهما. قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود: ما أحد من المحدثين إلا قد أخطأ إلا nindex.php?page=showalam&ids=13382إسماعيل ابن علية، وبشر بن المفضل. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16707عمرو بن زرارة: صحبته أربع عشرة سنة فما رأيته ضحك فيها، وصحبته سبع سنين فما رأيته تبسم فيها.
ولي صدقات البصرة، والمظالم ببغداد في آخر خلافة هارون. ونزل هو وولده ببغداد، واشترى بها دارا، وتوفي بها ودفن في مقابر عبد الله بن مالك، وصلى عليه ابنه إبراهيم. ولد سنة عشر ومائة، ومات سنة ثلاث وتسعين.
وأما الراوي عنه فهو nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف (ع) يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم العبدي القيسي، مولى عبد القيس الدورقي البغدادي الحافظ، أخو أحمد بن إبراهيم. واختلف في نسبته فقيل: أصله من فارس، وقيل: نسب إلى لبس القلانس الدورقية.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي: دورق: قلانس كان يلبسها، فنسب إليها، وقيل: كان الإنسان إذا نسك في ذلك الزمن، قيل له: دورقي، وكان أبوه قد تنسك. رأى nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد، وسمع nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة وغيره، وعنه أخوه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12013وأبو زرعة الرازي وغيرهما.
وآخر من روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وكان ثقة حافظا متقنا، صنف "المسند"، ولد سنة ست وستين ومائة، ومات سنة اثنتين وخمسين [ ص: 519 ] ومائتين، قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب: حدث عنه محمد بن سعد ومحمد بن مخلد الدوري وبين وفاتيهما مائة سنة وسنة واحدة.
فائدة:
في الكتب الستة يعقوب بن إبراهيم اثنان: أحدهما: هذا، وثانيهما: nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري (ع) الورع وسيأتي في العلم، وأما سند حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس الثاني فسلف.
ثالثها: في فوائده:
الأولى: الحب: الوداد، وأحبه فهو محبوب على غير قياس، ومحب على القياس، وكره بعضهم حببته. وحكاها nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه مع أحببته. والمحبة أيضا: اسم للحب، والحب: المحبوب، والأنثى: حبة، وامرأة محبة لزوجها ومحب عن الفراء.
الثالثة: معنى الحديث: لا يكمل إيمان أحدكم حتى يكون بهذه الصفة، فمن لم يكن هكذا فهو ناقص الإيمان. قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: معناه لا تصدق في [حبي حتى] تفني في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه هلاكك.
[ ص: 520 ] قال أبو الزناد: وهذا الحديث من جوامع الكلم الذي أوتيه عليه أفضل الصلاة والسلام; إذ أقسام المحبة ثلاثة: محبة إجلال وإعظام كمحبة الولد للوالد، ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الوالد لولده، ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس، فجمع - صلى الله عليه وسلم - أصناف المحبة في محبته.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال: معنى الحديث: أن من استكمل الإيمان علم أن حق الرسول آكد عليه من حق ولده ووالده والناس أجمعين; لأن به استنقذنا من النار وهدينا من الضلال، والمراد بالحديث: بذل النفس دونه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي في قوله تعالى: يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين [الأنفال: 64] أي: حسبك الله ناصرا وكافيا، وحسبك من اتبعك من المؤمنين ببذل أنفسهم دونك.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: ومن محبته - صلى الله عليه وسلم - نصر سنته، والذب عن شريعته، وتمني حضور حياته فيبذل ماله ونفسه دونه.
قال: وإذا تبين ما ذكرناه تبين أن حقيقة الإيمان لا تتم إلا بذلك، ولا يصح إلا بتحقيق إعلاء قدر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنزلته على كل والد، وولد، ومحسن، ومفضل، ومن لم يعتقد هذا واعتقد ما سواه فليس بمؤمن.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: لابد أن تكون محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - راجحة على كل أحد; لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد كمله الله على جميع جنسه وفضله على سائر نوعه، بما جبله عليه من المحاسن الظاهرة والباطنة.
فهذا كله تصريح بأن هذه المحبة ليست باعتقاد تعظيم، بل ميل إلى المعتقد تعظيمه وتعلق القلب به.
وعلى هذا معنى الحديث -والله أعلم- أن من لم يجد من نفسه ذلك الميل لم يكمل إيمانه، على أن كل من صدق به - صلى الله عليه وسلم - وآمن به إيمانا صحيحا لم يخل عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، غير أنهم في ذلك متفاوتون، فمنهم من أخذ من تلك الأرجحية بالحظ الأوفر كقضية عمر السالفة.
ومن المؤمنين من يكون مستغرقا بالشهوات محجوبا بالغفلات عن ذلك المعنى في أكثر أوقاته، لكنه إذا ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو شيء من فضائله اهتاج لذكره واشتاق لرؤيته بحيث يؤثر رؤيته بل رؤية قبره ومواضع آثاره على أهله وماله وولده ووالده ونفسه والناس أجمعين، فيخطر له هذا ونحوه وجدانا لا شك فيه، غير أنه سريع الزوال والذهاب; لغلبة [ ص: 522 ] الشهوات وتوالي الغفلات، ويخاف على من هذا حاله ذهاب أصل تلك المحبة.
فرع حسن:
قال القاضي حسين من أصحابنا: يجب على المرء أن يكون جزعه وحزنه وقلقه على فراق النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من حزنه على فراق أبويه، كما يجب عليه أن يكون عنده أحب إليه من نفسه وأهله وماله.
تنبيه.
قدم في الحديث الوالد على الولد، ومحبة الإنسان لولده أعظم من والده غالبا; لأن كثيرا من الناس لا ولد له وكل أحد له والد، فلذلك قدم الأعم ثم خص. على أن في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم تقديم الولد على الوالد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، وسببه المعنى الآخر، فتنبه له.