حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان، أنا شعيب، أنا nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد، أن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج حدثه أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=650231 "نحن الآخرون السابقون".
هذا الحديث - أعني: حديث "لا يبولن"- صحيح متفق على صحته، أخرجه مع nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة، ولفظة: "فيه" من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري. nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم: "منه"، وله: nindex.php?page=hadith&LINKID=677110 "لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب" فقيل: كيف يفعل يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولا.
ثانيها:
وجه إدخال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - رحمه الله- الحديث الأول في هذا الباب،
قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال في "شرحه": ويمكن أن يكون همام فعل ذلك; لأنه سمع من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أحاديث ليست بكثيرة، وفي أوائلها nindex.php?page=hadith&LINKID=650231 "نحن الآخرون السابقون" فذكرها على الرتبة التي سمعها من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، ويمكن - والله أعلم- أن يكون سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ذلك في نسق واحد، فحدث بهما جميعا كما سمعهما.
قلت: nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ساق الحديث من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة كما ذكرته لك، لا من حديث همام عنه، وتلك تعرف بصحيفة همام، وعادة nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم يقول فيها، فذكر أحاديث، ومنها كذا، وهذه أيضا صحيفة رواها بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد، عنه، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، وأحاديثها تقرب من صحيفة همام وأولها: nindex.php?page=hadith&LINKID=650231 "نحن الآخرون السابقون" وفيها حديث البول في الماء الدائم.
وقوله: إن هماما سمع من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أحاديث ليست بكثيرة، ليس بجيد; لأن nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني جمعها في جزء مفرد، فبلغت فوق المائة.
[ ص: 486 ] وقوله: ويمكن أن يكون سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسق فيه بعد، وقد وقع nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك في "موطئه" مثل هذا في موضعين:
والثاني: حديث الغصن الشوك وذكر معه "الشهداء خمسة".
وقال ابن المنير: إن قلت: كيف طابق هذا مقصود الترجمة؟ وهل ذلك لما قيل: إن هماما راويه روى جملة أحاديث عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، استفتحها له nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة بذلك، فصار همام مهما حدث عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ذكر الجملة من أولها واتبعه البخاري في ذلك، أو يظهر مطابقة معنوية؟ قلت: على المطابقة، وتحقيقها أن السر في اجتماع الآخر في الوجود والسبق في البعث لهذه الأمة، مثلها للمؤمن مثل السجن، وقد أدخل الله فيه الأولين والآخرين على ترتيب.
فمقتضى ذلك أن الآخر في الدخول أول في الخروج؛ كالوعاء إذا ملأته بأشياء وضع بعضها فوق بعض ثم استخرجتها، فإنما يخرج أولا ما أدخله آخرا، فهذا هو السر في كون هذه الأمة آخرا في الوجود الأول أولا في الوجود الثاني، ولها في ذلك من المصلحة، فله بقاؤها في سجن الدنيا وفي أطباق البلاء بما خصها الله تعالى به من قصر الأعمار، ومن السبق إلى المعاد، فإذا فهمت هذه الحقيقة تصور الفطن معناها عاما.
[ ص: 487 ] فكيف يليق بلبيب أن يعمد إلى ما يتطهر من النجاسة ومما هو أيسر منها من الغبرات والقترات، فيبول في ماء راكد، ثم يتوضأ منه، فأول ما يلاقيه بوله الذي عزم على التطهر منه، وهو عكس للحقائق، وإخلال بالمقاصد، لا يتعاطاه أريب ولا يفعله لبيب، والحق واحد وإن تباعد ما بين طرفه، وسيأتي nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري ذكر حديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=650231 "نحن الآخرون السابقون" في ترجمة قوله: "الإمام جنة يتقى به ويقاتل من ورائه" أي: هو أول آخر، هو أول في إسناد الهمم والعزائم إلى وجوده، وهو آخر في (صور) وقوفه فلا ينبغي لأجناده إذا قاتلوا بين يديه أن يظنوا أنهم حموه، بل هو حماهم وصان بتدبيره حماهم هو، وإن كان خلف الصف، إلا أنه في الحقيقة جنة أمام الصف، وحق الإمام أن يكون محله من الحقيقة الأمام. هذا آخر كلامه، وفيه أمران:
أولهما: قوله: كما قيل: أن هماما راويه تبع فيه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال، وقد سلف رده.
ثانيهما: ما ذكره من المطابقة من أن الشيء إذا أدخلته آخرا يخرج أولا، إنما يأتي في الأشياء الكثيفة الأجرام، أما المائع فإنه سريع الاختلاط، ودخول بعضه في بعض.
وقوله: (الذي لا يجري) تأكيد لمعناه وتفسير له، وقيل:
للاحتراز عن راكد لا يجري بعضه، كالبرك ونحوها، والألف واللام في (الماء)؛ لبيان حقيقة الجنس، أو للمعهود الذهني.
خامسها:
قوله: (ثم يغتسل فيه) الرواية بالرفع، وجوز ابن مالك جزمه على النهي، ونصبه على تقدير أن، ومنعهما غيره، وقد أوضحت ذلك في "شرح العمدة".
سادسها:
هذا النهي للتحريم إن كان قليلا; لأنه ينجسه ويقذره على غيره، وللتنزيه إن كان كثيرا هذا هو الذي يظهر، وإن أطلق جماعة من أصحابنا الكراهة في الأول، والتغوط في الماء كالبول فيه وأقبح، وكذا إذا بال في إناء ثم صبه فيه، أو بال بقربه فوصل إليه، وأبعد الظاهري فيهما، وقال: يحرم عليه إذا بال فيه، ولو كان الماء كثيرا دون غيره، وقد أوضحت فساده في "شرح العمدة" أيضا.
سابعها:
استدل به nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة على تنجيس الغدير الذي يتحرك طرفه بتحرك الآخر بوقوع النجاسة فيه; فإن الصيغة صيغة عموم، وهو عند [ ص: 489 ] الشافعية وغيرهم مخصوص، والنهي محمول على ما دون القلتين جمعا بين الحديثين، وهما هذا الحديث وحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=9718 "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا"، وقد صححه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وغيرهم.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أن بول الآدمي وما في معناه ينجس الماء، وإن كان كثيرا اللهم إلا أن يكون كثيرا جدا؛ كالمصانع التي بطريق مكة وغيره من النجاسات يعتبر فيه القلتان.
وكأنه رأى أن الخبث المذكور في حديث القلتين عام بالنسبة إلى الأنجاس الواقعة في الماء الكثير، ويخرج بول الآدمي وما في معناه من جملة النجاسات الواقعة في القلتين مخصوصة، فينجس الماء دون غيره من النجاسات، ويلحق بالبول المنصوص عليه، ما هو في معناه.
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك حمل النهي على التنزيه مطلقا; لاعتقاده أن الماء لا ينجس إلا بالتغيير بالنجاسة، فلا بد من التخصص أو التقييد.
ثامنها:
حرمة الوضوء بالماء النجس والتأدب بالتنزه عن البول في الماء الراكد; لعموم الحاجة إليه.