وشيخه فيه إسحاق ، وهو ابن إبراهيم ، كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم في "مستخرجه" وزعم أن محمدا روى عنه ، ووقع في "مختصر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " للمهلب بن أبي صفرة : nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور .
ثم اعلم أنه ليس في الحديث إلا العدل فقط ، ولكن لما خاطب الشارع الناس كلهم بالعدل بين الناس ، وقد علم أن في الناس الحكام وغيرهم ، فكان عدل الحاكم إذا حكم كعدل غيره إذا أصلح . نبه عليه ابن المنير .
[ ص: 86 ] كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : وأكثر ما يستعملها العرب في العظام الصغار مثل : الأنامل من اليدين والرجلين ، وما يليها من عظام الكف والقدم ، وهي آخر ما يبقى فيها المخ عند الهزال وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : هي عظام الأصابع اليد والقدم . وسلامى البعير : عظام فرسنه ، وهي عظام صغار طول الأصبع أو قريب منها ، في كل يد ورجل أربع سلاميات أو ثلاث .
وفي "الجامع" : هي عظام الأصابع والأشاجع والأكارع كأنها كعاب ، والجمع السلاميات .
يقال : آخر ما يبقى المخ في السلامى والعين . وقيل : السلاميات فصوص على القدمين ، وهي من الإبل في داخل الأخفاف ، ومن الخيل في الحوافر . وقال الجوهري : واحده وجمعه سواء ، وربما شدده أحداث طلبة الحديث لقلة علمهم ، كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : قوله : ("كل سلامى" ) يعني كل مفصل وعظم وإن صغر . والسلاميات : عظام مفاصل الكف ، يعني لكل واحد منهما صدقة لله من فعل الطاعات والخير كل يوم ، إذ كل موضع شعرة فما فوقها من جسد الإنسان عليه فيه نعمة لله يلزمه شكره ، والاعتراف بها حين خلقه صحيحا يتصرف في منافعه (وأداته ) ، ولم يجعل في ذلك الموضع داء يمنعه ألمه من استعماله والانتفاع به .
[ ص: 87 ] ومعنى الحديث : أن عظام الإنسان هي من أصل وجوده وبها حصول منافعه ، إذ لا تتأتى الحركة والسكون إلا بها ، فهي من أعظم نعم الله -عز وجل- على الإنسان ، وحق المنعم عليه أن يقابل كل نعمة منها بشكر يخصها فيعطي صدقته ، كما أعطي منفعته ، لكن الله لطف وخفف بأن جعل العدل بين الناس وشبهه صدقة .
وظاهر الحديث الوجوب ، لكن الله خفف حيث جعل ما خفي من المندوبات مسقطا له .
وفيه : أن العدل بين الناس من الأعمال الزاكية عند الله المرجو قبولها ، وسميت طاعة الله من صلاة وغيرها صدقة ; لأنه كان لله أن يفترض على عباده ما شاء من الأعمال دون أجر يأجرهم عليها ، ولا ثواب فيها ، ولكن برحمته تفضل علينا بالأجر والثواب على ما فرضه علينا . فلما كان لأفعالنا أجر فكأننا نحن ابتدأنا بالعمل واستحققنا الأجر ، فشابه به الصدقة المبتدأة التي عليها الأجر لازم في فضل الله .