هذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بقصة في أوله من حديث هشام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : إنا لعند nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إذ قال : سلوني . قال nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير قلت : جعلني الله فداك ، بالكوفة قاص يقال له : نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل ، أما عمرو فقال : كذب عدو الله ، وأما يعلى فقال : حدثني أبي . . فساقه .
[ ص: 126 ] أراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بهذا الباب -والله أعلم- ليدل على أن ما يقع من الناس في محاوراتهم مما يكثر وقوعه بينهم ، فإن الشرط بالقول يغني في ذلك بالكتاب والإشهاد عليه .
ألا ترى أن موسى لم يشهد أحدا على نفسه حين قال : ستجدني إن شاء الله صابرا [الكهف : 69] ، وكذلك الخضر حين شرط على موسى أن لا يسأله عن شيء حتى يحدث له منه ذكرا ، لم يكتب بذلك كتابا ، ولا أشهد شهودا .
وإنما يجب الإشهاد والكتاب في الشروط التي يعم المسلمين نفعها، ويخاف أن يكون في انتقاضها والرجوع فيها جرم وفساد ، وكذا ما في معناها مما يخص بعض الناس ، فاحتيج فيها إلى الكتاب والإشهاد خوف ذلك ، ألا ترى أن سيد الأمة كتب الصلح مع nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو وأهل مكة ; ليكون حاجزا للمشركين من النقض والرجوع في شيء من الصلح ، وشاهدا عليهم إن هموا بذلك .
وفيه : أن النسيان لا يؤاخذ به ، ووجوب الرفق بالعلماء ، وأن لا يهجم عليهم بالسؤال عن معاني أقوالهم في كل وقت إلا عند انبساط نفوسهم ، وانشراح صدورهم لا سيما إذا شرط ذلك العالم على المتعلم .
وفيه : أنه يجوز سؤال العالم عن معاني أقواله وأفعاله ; لأن موسى سأل الخضر عن معنى قتل الغلام ، وخرق السفينة ، وإقامة الجدار ، فأخبره بعلل أفعاله ، ووجه الحكمة فيها ، وإنما كان شرطه ألا يسأل عن شيء حتى يحدث له منه ذكرا -والله أعلم- أنه أراد أن يتأدب عليه في تعلمه ، ويأخذ عفوه فيه حتى ينشط إلى الشرح والتفسير ، ففي
[ ص: 127 ] إخباره بتأويل ذلك دليل على أن أفعال الأنبياء وأقوالهم ينبغي أن تعرف معانيها ، ووجه ما صنعت له ، لمعنى قوله : إنك لن تستطيع معي صبرا [الكهف : 67] أي : إنك سترى ما ظاهره منكر ، ولا تصبر عليه ; لأن الأنبياء والصالحين لا يصبرون على ذلك .
وقوله تعالى : يريد أن ينقض [الكهف : 77] أي : يسقط بسرعة ، وروي : (ينقاص ) بصاد غير معجمة ، وقرأه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (أمامهم ) وقرأه الجماعة وراءهم قيل : المعنى واحد ، وقيل : هو بمعنى : خلف على بابه ، كأنه على طريقهم إذا رجعوا ، والأول أولى لتفسيره في قراءة nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، واللغة تجوزه ; لأن ما يوارى عنك فهو وراء ، وإن كان أمامك ، وقد اختلف فيه : هل هو من الأضداد ؟ فقال أبو عبيدة وقطرب والأزهري وابن فارس ، وغيرهم : نعم .
وقال الفراء وأحمد بن يحيى : أمام ضد وراء ، دائما يكون من الأضداد في الأماكن ، والأوقات ، يقول الرجل : إذا وعد وعدا في
[ ص: 128 ] رجب لرمضان ، ثم قال : من ورائك شعبان يجوز وإن كان أمامهم ; لأنه يخلفه إلى وقت وعده ، وكذلك وراءهم ملك يجوز ; لأنه يكون أمامهم ، وطلبهم خلفه فهو من وراء مطلبهم .