هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قريبا عن nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس.
وأخرجه أيضا في الإكراه عن محمد بن عبد الله بن حوشب، عن عبد الوهاب.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هنا عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر، nindex.php?page=showalam&ids=15573وبندار، عن nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب، وتفرد به nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب، عن أيوب.
[ ص: 524 ] كما قاله خلف في "الأطراف"، لكن ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني أن وهيب بن خالد الباهلي رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب موقوفا.
ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: "وجد بهن" بزيادة: "بهن"، وفي لفظ له nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري: "وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه" إلى آخره، وفي رواية له: "من أن يرجع يهوديا أو نصرانيا".
وأما أنس فسلف.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=12134أبو قلابة -فبكسر القاف، والباء الموحدة- واسمه عبد الله (ع) بن زيد بن عمرو، وقيل: عامر بن ناتل -بالمثناة فوق- ابن مالك الجرمي البصري التابعي الجليل المتفق على جلالته وثقته.
سمع أنسا وغيره من الصحابة، وعنه أيوب وغيره من التابعين، مات بالشام سنة أربع ومائة. وذكر للقضاء فهرب حتى أتى اليمامة، وقال: ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجل وقع في بحر فما عسى أن يسبح حتى يغرق.
وأما أيوب: (ع) فهو الإمام المجمع على جلالته وإمامته وثقته وثبته، أبو بكر أيوب بن أبي تميمة -بفتح المثناة فوق- واسمه: كيسان السختياني -بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة وكسر [ ص: 525 ] التاء- البصري التابعي، مولى بني عنزة، ويقال: جهينة. ومواليه حلفاء بني الحريش.
وقيل له: السختياني. لأنه كان يبيع الجلود بالبصرة، وقال السمعاني: هذه النسبة إلى عمل السختيان وبيعه، وهو الجلود الضائنة ليست بأدم.
وقال الصغاني في "عبابه": السختيان: جلد الماعز المدبوغ، فارسي معرب.
وفي "المطالع" بعد أن ضبطه بالفتح أن الجوهري قال: سمي بذلك; لأنه يبيع الجلود. وقال: ومنهم من يضم السين.
رأى nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا، وسمع عمرو بن سلمة -بكسر اللام- الجرمي، وخلقا من كبار التابعين.
وعنه: nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار، وهم من شيوخه، وغيرهم من التابعين، وغيرهم كمالك، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري، nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية: كنا نقول: عنده ألفا حديث. وقال شعبة: ما رأيت مثله، كان سيد الفقهاء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة: لقيت ستة وثمانين تابعيا ما لقيت منهم مثل أيوب. ولد سنة ست أو ثمان وستين، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب: (ع) فهو الإمام الحافظ أبو محمد عبد الوهاب بن [ ص: 526 ] عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن (الحكم بن بشر) بن عبد الله بن دهمان بن (عبد الله بن همام) بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي - وهو ثقيف- ابن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي البصري.
سمع جمعا من الأعلام، منهم: يحيى الأنصاري، nindex.php?page=showalam&ids=12341وأيوب، nindex.php?page=showalam&ids=15804وخالد الحذاء، وداود بن أبي هند التابعيون. وعنه الأعلام: nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، وإسحاق، وغيرهم، وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين، وقال: إنه اختلط بآخره.
وقال عقبة بن مكرم العمي: اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع.
وقال غيره: إنه لم يحدث بعد الاختلاط، وحجب الناس عنه. ووثقه العجلي أيضا.
وقال ابن سعد: كان ثقة وفيه ضعف. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14923عمرو بن علي: كانت غلة عبد الوهاب في كل سنة ما بين أربعين ألفا إلى خمسين ألفا، لا يحول الحول على شيء منها كان ينفقها على أصحاب الحديث.
ولد سنة ثمان أو عشر ومائة، ومات سنة أربع وتسعين.
وأما محمد (ع) بن المثنى: فهو أبو موسى محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي البصري الحافظ المعروف بالزمن، [ ص: 527 ] والعنزي -بفتح العين- نسبة إلى عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان حي من ربيعة، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة وخلق، وعنه: الجماعة nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة وخلق.
وهو ثقة ورع، ولد سنة سبع وستين ومائة، وهي السنة التي مات فيها nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة، وولد nindex.php?page=showalam&ids=15573بندار ومات بالبصرة سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
فائدة:
رجال هذا الحديث كلهم بصريون خرج لهم الشيخان وباقي الستة.
قال القاضي عياض: ولا تصح محبة الله تعالى ورسوله حقيقة، وحب المرء الأذى في الله وكراهة الرجوع إلى الكفر إلا لمن قوي بالإيمان يقينه، واطمأنت به نفسه، وانشرح له صدره، وخالط لحمه ودمه، وهذا هو الذي وجد حلاوة الإيمان، والحب في الله من ثمرات حب الله تعالى.
قال بعضهم: المحبة مواطأة القلب على ما يرضي الرب سبحانه، فنحب ما أحب، ونكره ما يكره. ونظم هذا المعنى محمود الوراق فقال:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
[ ص: 529 ] وبالجملة فأصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحبوب، والله سبحانه منزه أن يميل أو يمال إليه.
وأما محبة الرسول فيصح فيها الميل إذ يميل الإنسان إلى ما يوافقه، أما الاستحسان كالصورة الجميلة والصوت والمطاعم الشهية ونحوها، أو لما يستلذه بعقله من المعاني والأخلاق كمحبة الصالحين والعلماء، أو لمن يحسن إليه ويدفع الضرر عنه، وهذه المعاني كلها موجودة في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -; لما جمع من جمال الظاهر والباطن، وكمال أوصاف الجلال، وأنواع الفضائل، وإحسانه إلى جميع المسلمين بهدايتهم] إياهم إلى صراط مستقيم ودوام النعيم. وأشار بعضهم إلى أن هذا يتصور في حق الله تعالى. وحب العبد له على قدر معرفته بجلاله وكمال صفاته، و(تنزيهه) عن النقائص، وفيض إحسانه، ولا استحالة في ذلك.
الثالثة: عبر - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "مما سواهما" دون من سواهما لعموم ما.
[ ص: 530 ] وما سواهما: هو جميع المخلوقات من ملك ونبي وغيرهما.
الرابعة: فيه دلالة على أنه لا بأس بمثل هذه النسبة، أعني قوله: "سواهما". وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - للذي خطب وقال: ومن يعصهما فقد غوى-: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله". أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم. فجوابه من أوجه: أحسنها: أنه ليس من هذا النوع; لأن المراد في (الخطب) الإيضاح لا الرموز والإشارات، وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ.
ومما يدل على هذا حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في خطبة الحاجة: nindex.php?page=hadith&LINKID=672848 "من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه". أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وغيره بإسناد جيد، لأجل عمران بن داور -بالراء في آخره-، وإن خرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري متابعا، وحكم النووي nindex.php?page=showalam&ids=11963والقرطبي لإسناده بالصحة.
ثالثها: أنه إنما أنكر عليه وقوفه على: ومن يعصهما. لكن قوله: "قل : ومن يعص الله ورسوله" يرد ذلك.
رابعها: أنه - صلى الله عليه وسلم - له أن يجمع بخلاف غيره.
خامسها: أن الجمع يوهم التسوية من قصده فلهذا منعه، قاله ابن عبد السلام.
سادسها: أن كلامه - صلى الله عليه وسلم - جملة واحدة، فيكره (لغة) إقامة المضمر مقام (الظاهر) بخلاف كلام الخطيب; فإنه جملتان. قاله ابن رزين، وبعضهم أجاب بأن المتكلم لا يتوجه تحت خطاب نفسه إذا وجهه لغيره.
وقد قال يحيى بن معاذ الرازي: حقيقة المحبة أن لا تزيد بالبر، ولا تنقص بالجفاء، وأما المحبة المشوبة بالأغراض الدنيوية والحظوظ البشرية فغير مطلوبة; لأن من أحب لذلك انقطعت عند حصول غرضه أو إياسه منه، بخلاف المحبة (الخالصة) ; فإنه تحصل الألفة الموجبة للتعاون على البر والتقوى.
السادسة: معنى: "يعود في الكفر": يصير، والعود والرجوع قد استعملا بمعنى الصيرورة، قال تعالى: وما يكون لنا أن نعود فيها [الأعراف: 89] والمعنى أن هذه الكراهة إنما توجد عند وجود سببها، وهو ما دخل قلبه من نور الإيمان، وكشف له عن المحاسن والطغيان، وقيل: المعنى أن من وجد حلاوة الإيمان علم أن الكافر في النار، يكره الكفر ككراهيته لدخول النار.
ومعنى "يقذف في النار": يصير فيها عافانا الله منها ومن كل البلاء.