247 - حدثنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله قال: أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان، عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور، عن nindex.php?page=showalam&ids=15979سعد بن عبيدة، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=650239قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به". قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: "اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت". قلت: ورسولك. قال: "لا، ونبيك الذي أرسلت". [6311، 6313، 6315، 7488 - مسلم: 2710 - فتح: 1 \ 375]
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الدعوات، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم هناك، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي فيه، وقال: لا نعلم في شيء من الروايات ذكر الوضوء إلا في هذا الحديث، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود في الأدب، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في [ ص: 534 ] "اليوم والليلة".
ثانيها:
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله: هو ابن المبارك. ومحمد بن مقاتل: هو المروزي الثقة. مات سنة ست وعشرين ومائتين، ومات بعده محمد بن مقاتل العباداني بعشر سنين، ومحمد بن مقاتل الفقيه الرازي بعشرين.
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان: هو الثوري، كما صرح به أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي، وإن كان nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة روى عن منصور، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك; لاشتهار nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري بمنصور، وهو أثبت الناس فيه.
ومنصور: هو ابن المعتمر. وسعد: سلمي تابعي ثقة. وعبيدة، بضم العين، وليس في الستة سعد بن عبيدة سواه.
[ ص: 535 ] وخالف nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان أصحاب منصور، فأدخل بين منصور وسعد nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم بن عتيبة. وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي بإدخال nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بين nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ومنصور.
ثالثها:
معنى: (إذا أتيت مضجعك) أردت النوم، وهو بفتح الجيم، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي كسرها أيضا كالمطلع وهو موضع الضجع.
رابعها:
قوله: (فتوضأ) هو للندب; لأن النوم وفاة، وربما يكون موتا، فقد تقبض روحه في نومه، فيكون ختم عمله بالوضوء، فينبغي أن يحافظ على ذلك ولا يفوته.
وفيه سر آخر، وهو أنه أصدق لرؤياه، وأبعد من لعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه، وما أحسن هذه الخاتمة والدعاء عقبها الذي هو أفضل الأعمال; ولذلك كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يجعل آخر عمله الوضوء والدعاء، فإذا تكلم بعد ذلك استأنفها ثم ينام على ذلك؛ اقتداء بالشارع في قوله: nindex.php?page=hadith&LINKID=65023 "واجعلهن آخر ما تكلم به".
قوله: ("ثم اضطجع على شقك الأيمن") هذا أيضا من سنن النوم، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب التيامن، ولأن النوم بمنزلة الموت، فيستعد له بالهيئة التي يكون عليها في قبره. وقيل: الحكمة فيه: أن يتعلق القلب على الجانب الأيمن، فلا يثقل النوم، فيكون أسرع إلى الانتباه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: وهذا هو المصلحة في النوم عند الأطباء أيضا؛ فإنهم يقولون: ينبغي أن يضطجع على الجانب الأيمن ساعة، ثم ينقلب إلى الأيسر فينام، فإن النوم على اليمين سبب انحدار الطعام; لأن قصبة المعدة تقتضي ذلك، والنوم على اليسار يهضم، لاشتمال الكبد على المعدة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: يحتمل أن يراد به الوجه حقيقة، ويحتمل أن يراد به القصد، فكأنه يقول: قصدتك في طلب سلامي. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: قيل: إن معنى الوجه: القصد والعمل الصالح؛ ولذلك جاء في رواية: nindex.php?page=hadith&LINKID=656934 "أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك" فجمع بينهما، فدل على تغايرهما.
[ ص: 537 ] ومعنى "أسلمت": سلمت واستسلمت، أي: سلمتها لك؛ إذ لا قدرة ولا تدبير بجلب نفع ولا دفع ضر، فأمرها مسلم إليك تفعل فيها ما تريد واستسلمت لما نفعل، فلا اعتراض عليك فيه.
سابعها:
قوله: (وفوضت أمري إليك)؛ أي: رددت أمري إليك، وبرئت من الحول والقوة إلا بك، فاكفني همه وتول إصلاحه.
وقوله: (وألجأت ظهري إليك)؛ أي: أسندته وأملته، يقال: لجأ فلان إلى كذا: مال إليه، فمن استند إلى شيء قوي إليك واستعان، وأنت الملجأ والمستعان.
ثامنها:
قوله: (رغبة ورهبة)؛ أي: رغبة في رفدك وثوابك، وخوفا منك ومن أليم عقابك، وأسقط من الرهبة لفظة "منك" وأعمل لفظة الرغبة بقوله: "إليك" على عادة العرب في أشعارهم.
................. وزججن الحواجب والعيونا
والعيون لا تزجج، ولكنه لما جمعهما في النظم حمل أحدهما على حكم الآخر في اللفظ، نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي.
[ ص: 538 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: كذا قاله الشيوخ في هذا الحديث. وفيه نظر; لأنه إذا كان قائل هذه الكلمات المقتضية للمعاني التي ذكرناها من التوحيد والتسليم والرضى إلى أن يموت على الفطرة، كما تقول: من مات وآخر كلامه: لا إله إلا الله على الفطرة وإن لم يخطر له شيء من تلك الأمور، فأين فائدة تلك الكلمات والمقامات الشريفة، ثم أجاب بأن كلا منهما وإن مات على الفطرة، فبين الفطرتين ما بين الحالتين، ففطرة الطائفة الأولى فطرة المقربين، وفطرة الثانية فطرة أصحاب اليمين.
عاشرها:
قوله: (فلما بلغت: "آمنت بكتابك الذي أنزلت". قلت: ورسولك. قال: "لا، ونبيك").
فيه دلالة لمن لم يجوز الحديث بالمعنى، وهو الصحيح من مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، ولا شك في أن لفظة النبوة من النبأ وهو: الخبر. فالنبوة أعم والرسالة أخص; لأنها أمر زائد عليها، فلما اجتمعا في الشارع أراد أن يجمع بينهما في اللفظ; حتى يفهم منه موضوع كل واحد، وليخرج عما يشبه تكرارا بغير فائدة; لأنه إذا قال: ورسولك الذي أرسلت. فالرسالة فهمت من الأول، فالثاني كالحشو، بخلاف ما إذا قال: ونبيك الذي أرسلت، وأيضا فالملائكة يطلق عليهم اسم الرسل، قال تعالى: الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس
[ ص: 539 ] [الحج: 75] فإذا قال ذلك زال ذلك اللبس، فالمراد هنا التصديق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي جاء بالكتاب، وإن كان غيره من رسل الله أيضا واجب الإيمان بهم.