ثم ساق عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس دخوله - صلى الله عليه وسلم - على أم حرام ودعاءه لها بالشهادة بطوله .
وأثر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أسنده آخر الحج كما مضى ، وأخرجه ابن سعد في "طبقاته " أيضا عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن هشام بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن حفصة أم المؤمنين أنها
[ ص: 333 ] سمعت أباها يقول : اللهم ارزقني قتلا في سبيلك ، ووفاة في بلد نبيك . قالت : قلت : وأنى ذاك ؟ قال : إن الله يأتي بأمره أنى شاء .
وأنا nindex.php?page=showalam&ids=17126معن بن عيسى ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ووفاة ببلد رسولك .
وأنا عبد الله بن جعفر الرقي ، ثنا عبيد الله بن عمرو ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبيه قال : رأى nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك مناما قصه على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بالشام فيها : وإن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر شهيد مستشهد ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أنى لي الشهادة وأنا بين - ظهراني جزيرة العرب ، ولست أغزو والناس حولي ; ثم قال : ويلي! ويلي! يأتي الله -عز وجل - بها إن شاء الله ، زاد بعضهم : على يدي عدوك .
وجاء -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي - مرفوعا : "خير الشهداء من قتله أهل ملته فيأخذ من حسناته " .
إذا تقرر ذلك ; فالكلام على حديث الباب من وجوه - وقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا .
وذكره في قتال الروم ، والرؤيا أيضا .
[ ص: 334 ] وأخرجه الأربعة في الجهاد أيضا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : حسن صحيح .
أحدها : هذا الحديث ذكره (أيضا ) في باب : ركوب البحر . عن (أبي ) النعمان ، عن حماد ، عن يحيى ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : حدثتني أم حرام فذكره ، جعله من مسند أم حرام .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=16699عمير بن الأسود العنسي أنه أتى nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحل حمص في بناء له ومعه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه ، وأخرجه أيضا في باب : غزو المرأة في البحر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17111معاوية بن عمرو ، حدثنا أبو إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12060عبد الله بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس به .
قال الجياني : كذا رويناه من جميع طرق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وقال أبو مسعود : سقط بين nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري وبين أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن زائدة بن قدامة .
قال الجياني : قابلته في "مسند nindex.php?page=showalam&ids=11816أبي إسحاق الفزاري " فوجدته كما عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح عن أبي مروان المصيصي ، عن أبي إسحاق .
[ ص: 335 ] قال الجياني : ومع هذا فالحديث محفوظ الزائدة ، عن أبي طوالة رواه عنه حسين بن علي (الجعفي ) ومعاوية بن عمرو ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من حديث حسين بن علي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : روى بشر بن عمر الزهراني هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، عن أم حرام .
وفي رواية : فخرجت مع زوجها غازية أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزاتهم قربت لها دابتها ، nindex.php?page=showalam&ids=13053ولابن حبان : قبرها في جزيرة في بحر الروم يقال لها : قبرس من المسلمين إليها ثلاثة أيام . nindex.php?page=showalam&ids=14269وللدارقطني رواه عنها أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار .
ثالثها : قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : أم حرام هذه خالة nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، ولا أقف لها على اسم . وأظنها أرضعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأم سليم أرضعته أيضا إذ لا يشك مسلم أنها كانت منه بمحرم ، وقد أخبرنا غير واحد من شيوخنا ، عن أبي
[ ص: 336 ] محمد بن فطيس ، عن يحيى بن إبراهيم بن مزين قال : إنما استجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تفلي أم حرام رأسه ; لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته ; لأن أم عبد المطلب كانت من بني النجار ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى : قال لنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب : أم حرام إحدى خالات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرضاعة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : فأي ذلك كان فأم حرام محرم منه .
ونقل ابن التين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب أنها كانت خالته ولم يزد ، ثم قال : وقال جماعة غيره : كانت خالته من الرضاعة .
وقال ابن الحذاء : قال لنا أبو القاسم بن الجوهري : وأم حرام هي إحدى خالاته من الرضاعة ، وكذا قاله nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : وقال غيره : إنها كانت خالة لأبيه أو لجده ; لأن أم عبد المطلب كانت من بني النجار ، وكان يأتيها زائرا لها والزيارة من صلة الرحم ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي عن بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو يحمل على أنه كان قبل الحجاب إلا أن (تفلي رأسه ) يضعف هذا .
وزعم nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أنه سمع بعض الحفاظ يقول : كانت أم سليم أخت آمنة من الرضاعة ، وقد أسلفنا كلام nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي في دخوله على أم سليم .
وقوله : ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بها . فلعل ذاك كان مع ولد أو خادم أو زوج أو تابع ، والعادة تقتضي المخالطة بين المخدوم وأهل الخادم لا سيما إذا كن مسنات مع ما ثبت له - صلى الله عليه وسلم - من العصمة ،
[ ص: 337 ] ولعل هذا قبل الحجاب ; فإنه كان في سنة خمس وقتل أخيها حرام الذي كان يرحمها لأجله كان سنة أربع .
رابعها : فيه إباحة ما قدمته المرأة إلى ضيفها من مال زوجها ; لأن الأغلب أن ما في البيت من الطعام هو للرجل .
وقال ابن التين : يحتمل أن يكون ذلك من مال زوجها (لعلمها ) أنه كان يسر بذلك ، ويحتمل أن يكون من مالها . قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : ومن المعلوم أن عبادة وكل المسلمين يسرهم أكل سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته .
واعترضه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي فقال : حين دخوله - صلى الله عليه وسلم - على أم حرام لم تكن زوجا لعبادة كما يقتضيه ظاهر اللفظ إنما تزوجته بعد ذلك بمدة كما جاء في رواية عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : فتزوجها عبادة بعد .
خامسها : (تفلي ) بفتح التاء وسكون الفاء ، وقتل القمل وغيره من المؤذيات ، مستحب .
ونوم القائلة أصله في (معونة ) البدن لقيام الليل ، وفرحه - عليه السلام - لما عاين من ظهور أمته اتساع ملكهم حتى يغزوا في البحر وتفتح البلاد . قال أبو عمر : أراد أنه رأى الغزاة في البحر على الأسرة في الجنة ، ورؤيا الأنبياء وحي ، يشهد له قوله تعالى : على الأرائك متكئون [يس : 56] .
[ ص: 338 ] وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال حيث قال : إنما رآهم ملوكا على الأسرة في الجنة في رؤياه ، ويحتمل كما قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : أن يكون خبرا عن حالهم في غزوهم أيضا .
سادسها : فيه دلالة على ركوب البحر للغزو ، قال nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب : كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتجرون في البحر منهم طلحة nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد ، وهو قول جمهور العلماء إلا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وابن عبد العزيز فإنهما منعا من ركوبه مطلقا ، ومنهم من حمله على ركوبه لطلب الدنيا لا الآخرة ، وكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ركوبه للنساء مطلقا لما يخاف عليهن من أن يطلع منهن أو يطلعن على عورة ، وخصه بعضهم بالسفن الصغار دون الكبار والحديث يخدش فيه .
قالت أم عطية : كنا نغزوا مع رسول الله فنداوي الكلمى ونقوم على المرضى .
ثامنها : فيه أن الوكيل والمؤتمن إذا علم أنه يسر صاحب المنزل مما يفعله في ماله جاز له فعل ذلك ، ومعلوم أن عبادة كان يسره نزول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته ، واختلف العلماء في عطية المرأة من مال زوجها بغير إذنه ، وسيأتي إيضاحه في موضعه وسلف في الزكاة أيضا .
تاسعها : ثبج -بثاء مثلثة ثم باء موحدة ثم جيم - وهو الظهر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : أعلى متن الشيء ومعظمه ، وثبج كل شيء وسطه ، ويؤيد الأول رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=679279 "يركبون ظهر هذا البحر " ، والثبج ما بين الكتفين ، وفي "أمالي القالي " ثبج البحر ظهره ، وقيل : معظمه ، وقيل : قوته .
وضحكه سرور منه مما يدخله الله على أمته من الأجر وما ينالونه من الخير كما سلف .
وقال ابن المنير : حاصل الدعاء بالشهادة أن يدعو الله أن يمكن منه كافرا يعصي الله فيقتله ، وهذا مشكل على القواعد ; إذ مقتضاها ألا يتمنى معصية الله لا له ولا لغيره ، ووجه تخريجه أن الدعاء قصدا إنما هو نيل الدرجة المرفوعة المعدة للشهداء ، وأما قتل الكافر فليس مقصود الداعي وإنما هو من ضروريات الوجود ; لأن الله تعالى أجرى حكمه ألا ينال تلك الدرجة إلا شهيد .
قلت : قد أسلفنا أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر -رضي الله عنه - تمناها على يد كافر .
الثاني عشر : قيل : إن رؤياه - عليه السلام - الثانية كانت في (شهيد ) البر فوصف حال البر والبحر بأنهم ملوك على الأسرة ، حكاه ابن التين وغيره ، قال : وقيل : يحتمل أن يكون حالهم في الدنيا كالملوك على الأسرة ولا يبالون بأحد .
ومنها : nindex.php?page=hadith&LINKID=674054قوله لأم حرام : ("أنت من الأولين " ) فكان كذلك ، غزت مع زوجها في أول غزوة كانت إلى الروم في البحر مع معاوية زمن عثمان ، سنة ثمان وعشرين وقال ابن (زيد ) : سنة سبع وعشرين ، وقيل : بل كان ذلك في خلافة معاوية على ظاهره ، والأول أشهر وهو ما ذكره أهل السير ، وفيه هلكت .
ومنها : الإخبار ببقاء أمته من بعده وأن تكون لهم شوكة ، وأن أم حرام تبقى إلى ذلك الوقت ، وكل ذلك لا يعلم إلا بوحي على ما أوحي به إليه في نومه .
[ ص: 342 ] وفيه : أن الموت في سبيل الله شهادة . قال nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، عن أبي العجفاء السلمي قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : قال محمد - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=101359 "من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة " .
الرابع عشر : فيه دلالة على أن من مات في طريق الجهاد من غير مباشرة ومشاهدة له من الأجر مثل ما للمباشر ، (وكن ) النساء إذا غزون يسقين الماء ويداوين الكلمى ويصنعن لهم طعامهم وما يصلحهم ، كما سلف .
قلت : وفي "صحيح الحاكم " : وقال : صحيح الإسناد من حديث
[ ص: 344 ] nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر يوم بدر ورأى قتيلا : "يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إن للشهداء سادة وأشرافا وملوكا ، وإن هذا منهم " .
وروى الحلواني في "معرفته " : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12090أبو علي الحنفي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب : من حبسه السلطان وهو ظالم له فمات في محبسه ذلك فهو شهيد ، ومن ضربه السلطان ظالما فمات من ضربه (ذلك ) فهو شهيد وكل (موت ) يموت بها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يضرب من يسمعه يقول : من قتل في سبيل الله فهو شهيد . ويقول لهم : قولوا : في الجنة ، قال أبو عمر : وذلك أن شرط الشهادة شديد فمن ذلك ألا يغل ولا يجبن ، وأن يقتل مقبلا غير مدبر ، وينفق (الكريمة ) وألا يؤذي جارا ولا رفيقا ولا ذميا ولا يخفي (غلولا ) ، ولا يسب إماما ولا يفر من الزحف .
قلت : ومقالة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عنه ، ولفظه : لعله يكون قد أوقر دابته ذهبا أو ورقا يلتمس التجارة ، فلا تقولوا ذاكم ، ولكن قولوا كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=101359 "من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة " ثم قال : حديث
[ ص: 345 ] صحيح ولم يخرجاه .
وعن أبي عبيدة ، عن أبيه : إياكم وهذه الشهادات أن يقول الرجل : قتل فلان شهيدا ، فإن الرجل يقاتل حمية ، ويقاتل في طلب الدنيا ، ويقاتل وهو جريء الصدر .
قال : واختلفوا في شهيد البحر أهو أفضل أم شهيد البر ؟ فقال : قوم : شهيد البر ، وقال قوم : شهيد البحر .
قال : ولا خلاف بين أهل العلم أن البحر إذا ارتج لم يجز ركوبه لأحد بوجه من الوجوه في حين ارتجاجه .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم في كتاب "الجهاد " عن nindex.php?page=showalam&ids=14106الحسن بن الصباح ، ثنا يحيى بن عباد ، ثنا يحيى بن عبد العزيز ، (عن عبد العزيز ) بن يحيى ، ثنا سعيد بن صفوان ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن أبي بردة ، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الشهادة تكفر كل
[ ص: 346 ] شيء إلا الدين (والغزو ) في البحر يكفر ذلك كله " .