وقول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : (شديدة سواد العين وبياضها ) زاد غيره : إذا كانت بيضاء . وأصل الحور البياض ، وكذلك قيل لنساء الحاضرة : الحواريات (لبيض ) ألوانهن وثيابهن إلا أن العرب لا تستعمله إلا للبيضاء الشديدة سواد الحدقة في شدة بياضها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده في "محكمه " : الحور هو أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيض ما حواليها ، وقيل : الحور : شدة سواد المقلة في شدة بياضها في شدة بياض الجسد ولا تكون الأدماء حوراء .
وقال أبو عمرو : الحور أن تسود العين كلها مثل الظباء والبقر ، وليس في بني آدم حور ، وإنما قيل للنساء حور العيون ; لأنهن يشبهن بالظباء والبقر . وقال كراع : الحور أن يكون البياض محدقا بالسواد كله ، وإنما يكون هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس ، وهذا إنما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد في البرج غير أنه لم يقل إنما يكون في الظباء والبقر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : لا أدري ما الحور في العين ؟ وقد حور حورا واحور ، وهو أحور ، وامرأة حوراء ، وعين حوراء ، والجمع حور .
[ ص: 360 ] أما قوله : (عيناء حوراء ) من العين الحير ; فعلى الاتباع لعين ، والحوراء : البيضاء لا يقصد بذلك حور عينها ، والأعراب تسمي نساء الأمصار حواريات ; لبياضهن وتباعدهن عن قشف الأعرابية بنظافتهن ، وقد سلف .
ويحتمل أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أراد أن الطرف يحار فيهن ولا يهتدي سبيلا لفرط حسنهن ، لا أنه أراد الاشتقاق ، فلأن كان كذلك فلا إيراد .
والعين قال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : هي الواسعة العين : (الحسان ) ، واحدها : عيناء ، وذكر العلماء أن الحور على أصناف مصنفة صغار وكبار ، وعلى ما اشتهت نفس أهل الجنة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : إن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيفة عن يمينها وعن يسارها كذلك ، وهي تقول : أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ؟
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : في الجنة حوراء يقال لها اللعبة لو بزقت في البحر لعذب ماؤه .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : "رأيت ليلة الإسراء حوراء جبينها كالهلال في رأسها مائة
[ ص: 361 ] ضفيرة ، ما بين الضفيرة والضفيرة سبعون ألف ذؤابة ، والذوائب أضوء من البدر وخلخالها مكلل بالدر ، وصفوف الجواهر ، على جبينها سطران مكلل بالدر ، والجوهر في الأول بسم الله الرحمن الرحيم ، وفي الثاني : من أراد مثلي فليعمل بطاعة ربي -عز وجل - ; فقال لي جبريل : هذه وأمثالها لأمتك " وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إن الحوراء ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم ومن تحته سبعون حلة كما يرى الشراب في الزجاج الأبيض .
وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الحور من أي شيء خلقن ؟ فقال : "من ثلاثة أشياء أسفلهن من المسك ، وأوسطهن من العنبر ، وأعلاهن من الكافور ، وحواجبهن سواد خط في نور " وفي لفظ : "سألت جبريل عن كيفية خلقهن ، فقال : يخلقهن رب العالمين من قضبان العنبر والزعفران ، مضروبات عليهن الخيام ، أول ما يخلق منهن نهد من مسك أذفر أبيض عليه يلتئم البدن " .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : خلقت الحوراء من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران ، ومن ركبتيها إلى ثديها من المسك الأذفر ، ومن ثديها إلى عنقها من العنبر الأشهب ، ومن عنقها (وثم ) من الكافور الأبيض ،
[ ص: 362 ] (تلبس سبعون ) ألف حلة مثل شقائق النعمان ، إذا أقبلت يتلألأ وجهها ساطعا كما تتلألأ الشمس لأهل الدنيا ، إذا أقبلت ترى كبدها من رقة ثيابها وجلدها ، في رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك ، لكل ذؤابة منها وصيفة ترفع ذيلها .
وما ذكره في معنى وزوجناهم : أنكحناهم سيأتي الكلام عليه في بابه .
و (قيد الرمح ) : قدره وقيسه .
و (النصيف ) : الخمار . قاله صاحب "العين " .
قال النابغة :
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد
وقيل : المعجر ; ذكره الهروي .
فائدة :
أسلفنا بعضها : قال الأزهري في "تهذيبه " عن النضر : الشهيد : الحي . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : سمي ; لأن الله وملائكته شهود له
[ ص: 363 ] بالجنة . وقيل : لأنه يشهد يوم القيامة مع نبينا على الأمم الخالية .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : أشهد الرجل : إذا استشهد في سبيل الله فهو شهد بفتح الهاء . وقيل : لأن أزواجهم أحضرت دار السلام وأزواج غيرهم لا تشهدها إلى يوم القيامة .
وقال في "الجامع " : العرب تكسر الشين ، وذلك إذا كان يأتي فعيل حرف حلق ، ومنهم من كسر وإن لم يكن حرف حلق .
وقال في "المغيث " : سمي شهيدا لسقوطه بالأرض وهي (الشاهدة ) .
وقيل : لأنه يبين إيمانه وإخلاصه ببذله روحه في الطاعة من قوله : شهد الله أي : بين وأخبر (وأعلم ) ، وقيل : لأنه يشهد عند ربه . أي : يحضر . أو لأنه يشهد الملكوت ، فعيل بمعنى مفعول .
فائدة أخرى :
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : إنما ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في الباب ; لأن المعنى الذي يتمنى الشهيد من أجله أن يرجع إلى الدنيا فيقتل هو لما يرى ما يعطي الله الشهداء من النعيم ويرزقه من الحور العين ، وكل واحدة منهن لو اطلعت إلى الدنيا لأضاءت الدنيا كلها ليستزيد من كرامة الله وتنعيمه وفضله ، وفي ذلك حض على طلب الشهادة وترغيب فيها .