ذكر فيه حديث (إسحاق ) ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين . . الحديث في قتلهم وهم القراء وأنه دعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان ويأتي في المغازي .
[ ص: 371 ] وحديث nindex.php?page=showalam&ids=401جندب بن سفيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في بعض تلك المشاهد فدميت إصبعه ، فقال :
هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت.
وقوله : (من بني سليم ) : وهم ، وصوابه من الأنصار كما ثبت في "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " من حديث ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ; لأن بني سليم هم الذين قتلوا السبعين المذكورين كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي ومن خطه نقلت ، وإنما دعا عليهم في القنوت في الخمس ; لأجل غدرهم وقبيح نكثهم بعد تأمينهم ، وقد سلف في القنوت ، (ويأتي في الغزوات ) ، وترك الدعاء عليهم لما أعطي في دعائه من الإجابة (قيل ) قتل يوم معونة سبعون ويوم أحد كذلك ويوم اليمامة في خلافة الصديق كذلك سبعون وآنس الله نبيه مما أنزل الله عليه في حقهم : (أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) . ثم نسخ بعد ، فيؤخذ منه جواز الدعاء على أهل الغدر وانتهاك المحارم والإعلان باسمهم والتصريج بذكرهم .
وقوله : (لقينا ربنا ) ، يقال : الأرواح يعرج بها إلى الله فتسجد له ثم يهبط بها ; لمعاينة الملكين وتصير أرواح الشهداء إلى الجنة ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=401جندب بن سفيان قال على أن كل ما أصيب به المجاهد في سبيل الله من نكبة أو غيره فإن له أجر ذلك على قدر نيته واحتسابه .
فلو كان هذا شعرا لكان خلاف قوله تعالى : وما علمناه الشعر وما ينبغي له والله يتعالى أن يقع شيء من خبره أو يوجد على خلاف ما أخبر به ، وهذا من الحجاج اللازم لأهل السنة والجماعة ، ويقال للملحدين : إن ما وقع من كلامه الموزون في النادر من غير قصد فليس بشعر لأن ذلك غير ممتنع على أحد من العامة والباعة أن يقع له كلام موزون ، فلا يكون بذلك شعرا مثل قولهم :
اسقني في الكوز ماء يا فلان واسرج البغل وجئني بالطعام
وقولهم : من يشتري باذنجان ، فهذا (المقدار ) ليس بشعر ، والرجز ليس بشعر ، ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب وغيره ، وقال ابن التين : هذا الشعر nindex.php?page=showalam&ids=82لابن رواحة ; قال : وقد اختلف (الناس في هذا
[ ص: 373 ] وشبهه ) من الرجز الذي جرى على لسانه فقيل : ليس بشعر وقيل : قاله حكاية أو لأنه سبب صنعته ، ونفى قوم أن يكون البيت الواحد شعرا حكاه القزاز ، وقال قوم : الرجز شعر ، وقيل : إنه أمر اتفاقي لم يقصد ذلك وقع في القرآن : وجفان كالجواب وقدور راسيات [سبأ : 13] .