وأما الآية فنزلت في الأنصار : nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة وغيره ، كما قاله مقاتل في "تفسيره " أن قوله : يا أيها الذين آمنوا يعظهم بذلك وذلك أن المؤمنين قالوا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله :
[ ص: 386 ] إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله يعني : في طاعته ، صفا كأنهم بنيان مرصوص فأخبر الله تعالى بأحب الأعمال إليه بعد الإيمان فكرهوا القتال فوعظهم الله وأدبهم فقال : لم تقولون ما لا تفعلون نزلت هذه الآية في الأنصار nindex.php?page=showalam&ids=82عبد الله بن رواحة وغيره ، تمنوا الجهاد فلما نزل فرضه كرهوه قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وحكى ابن التين : أنها نزلت في المنافقين ، والتقدير على هذا يا أيها الذين آمنوا حكم لهم بحكم الأيمان .
ومعنى : بنيان مرصوص أي : ثبتوا كثبات ما رص من البناء .
وفيه : أن الله تعالى يعطي الثواب الجزيل على العمل اليسير ; تفضلا منه على عباده فاستحق بهذا نعيم الأبد في الجنة بإسلامه وإن كان عمله قليلا ، لأنه اعتقد أنه لو عاش لكان مؤمنا طول حياته فنفعته نيته وإن كان قد تقدمها قليل من العمل ، وكذلك الكافر إذا مات ساعة كفره يجب عليه التخليد في النار ; لأنه انضاف إلى كفره اعتقاده أنه يكون كافرا طول حياته ; لأن الأعمال بالنيات ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب .
وقال ابن التين : أما عمله فقليل وأما ما بذله فكثير .
قال ابن المنير : والمطابقة بين الترجمة وبين ما تلاه أن الله عاتب من قال : إنه يفعل الخير ولم يفعله ، ثم أعقب ذلك بقوله : إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا وهو ثناء على من وفى وثبت ثم قاتل وفي الآية بالمفهوم الثناء على من قال وفعل . فقوله المتقدم وتأهبه للجهاد عمل صالح قدمه على الجهاد .