ودال أيضا على تحريم الفخر بالذكر ، اللهم إلا أن يقصد بذلك إظهار النعمة .
ودال أيضا على حرمة الرياء وعلى السؤال عن الأعمال القلبية .
وبيان أحوال الناس في جهادهم ونياتهم ، واعلم أن القتال للذكر إن قصد به إظهار ليقال : إن فلانا شجاع فهذا ليس بمخلص ، وهو الذي يقال فيه في الحديث الصحيح : "لكي يقال ، وقد قيل " ، ويكون الفرق بين هذا القسم وبين قوله بعد : nindex.php?page=hadith&LINKID=652599 (والرجل يقاتل ليرى ) أن يكون المراد به إظهار المقاتلة لإعلاء كلمة الله ، وبذل النفس في رضاه ، والرغبة فيما عنده ، وهو في الباطن بخلاف ذلك ، فيقال : إنه شجاع ، والذي قلنا : إنه قاتل إظهارا للشجاعة ليس مقصوده إلا تحصيل المدح على الشجاعة من الناس فافترقا إذا ، وإن كان طبعا لا قصدا فهذا لا يقال : إنه كالأول ; لعدم قصده الإظهار ، ولا أنه أخلص ، وإن كان يقصد إعلاء كلمة الله تعالى به فهو أفضل من القسم الذي قبله .
[ ص: 394 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : إذا كان في أجل النية إعلاء كلمة الله تعالى ثم دخل عليها من حب الظهور والمغنم ما دخل فلا يضرها ذلك nindex.php?page=hadith&LINKID=650120 "ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا " فخليق أن يحب الظهور بإعلاء كلمة الله وأن يحب الغنى لإعلاء كلمة الله فهذا لا يضره إن كان عقده صحيحا ، (والحمية ) في الرواية التي أوردناها هي الأنفة ، والغيرة عن عشيرته والغضب وحميت عن كذا حمية بالتشديد وتحمية إذا أنفت منه ، والرياء أيضا يمد وقد يقصر وهو قليل ، وقد أسلفنا أنه ضد الإخلاص . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : إنه إرادة نفع الدنيا بعمل الآخرة ، أي : إما متمحضا أو مشاركا .