nindex.php?page=showalam&ids=16967محمد هذا هو ابن سلام فيما ذكره الجياني ، وساقه في بني قريظة عن عبد الله بن أبي شيبة ، عن ابن نمير ، عن هشام به .
وقوله : (فأتاه جبريل ) هذه الفاء زائدة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : كذا وقع في الرواية " والصواب : طرحها فإنه جواب لما ، ولا تدخل الفاء في جوابها ، وكأنها زائدة كما زيدت الواو في جوابها في قول امرئ القيس :
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا بطن حتف ذي ركام عقنقل
[ ص: 401 ] وإنما انتحى هو فزاد الواو ، وإنما اغتسل للتنظيف كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب ، وإن كان الغبار في سبيل الله شاهدا من شواهد الجهاد وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=652600 "ما أغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار " ، ألا ترى أن جبريل لم يغسله عن نفسه تبركا به في سبيل الله ، وفيه : دلالة أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يخرج إلى حرب إلا بإذن ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال .
وعصب : مخفف ، يقال : عصبه وعصبه الغبار إذا ركبه ، وعلق به ولصق ، ومنه : سميت العصبة : وهم قرابة الرجل من أبيه ، قال ابن التين : معناه أحاط به كالعصابة . وقيل : معناه ركب رأسه الغبار وعلق به ، يقال : عصب الريق بفمي ، إذا جف فبقيت منه لزوجة تمسك الفم .
وفيه : دلالة على أن الملائكة تصحب المجاهدين في سبيل الله ، وأنها في عونهم ما استقاموا فإن خانوا وغلوا فارقتهم ، يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : "مع كل قاض ملكان يسددانه ما أقام الحق فإذا جار تركاه " . والمجاهد حاكم بأمر الله في أعوانه وأصحابه .
[ ص: 402 ] قال (ابن المنير ) : إنما بوب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على هذا الحديث هنا ; لئلا يتوهم كراهية غسل الغبار ; لأنه من حميد الآثار كما كره بعضهم مسح ماء الوضوء بالمنديل ، وبين جوازه بالعمل المذكور .