2672 2827 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال : أخبرني عنبسة بن سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=652615أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر بعد ما افتتحوها ، فقلت : يا رسول الله ، أسهم لي . فقال بعض بني سعيد بن العاص : لا تسهم له يا رسول الله . فقال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : هذا قاتل ابن قوقل . فقال ابن سعيد بن العاص : واعجبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضأن ، ينعى علي قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه . قال : فلا أدري أسهم له أم لم يسهم له . [4237 ، 4238 ، 4239 - فتح: 6 \ 39]
قال سفيان : وحدثنيه السعيدي ، عن جده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
قال أبو عبد الله : السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص .
قال سفيان : وحدثنيه السعيدي ، عن جده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
قال أبو عبد الله : السعيدي هو : عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو ابن سعيد بن العاص .
الشرح :
الحديث الأول : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ; والثاني : من أفراده .
nindex.php?page=showalam&ids=15397وللنسائي في الأول nindex.php?page=hadith&LINKID=669375 "يعجب من رجلين " ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود وقال : لم يسهم له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر أنه أبان بن سعيد بن العاصي .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الثاني في المغازي عاليا عن موسى ، عن عمرو بن يحيى بن سعيد ، عن جده .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : كذا عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود فقال سعيد : وإنما هو ابن سعيد ، واسمه أبان . قال : والصحيح أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة هو السائل كما تقدم .
قلت : ويجوز أن يكونا سألا جميعا ، وأن أحدهما جاز الآخر بقوله : لا تقسم له .
إذا تقرر ذلك ; فالكلام على ما أوردناه من وجوه بعد أن يعلم أن ترجمة الباب صحيحة ، ومعناها عند العلماء : أن القاتل الأول كان كافرا وتوبته إسلامه :
أحدها :
(الضحك ) مفسر برواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي السالفة nindex.php?page=hadith&LINKID=669375 "يعجب من رجلين " ونقل nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي عن أكثر السلف أنهم كانوا يمنعون من تفسير مثل هذا ويمرونه كما جاء ، قال : وينبغي أن تراعى قاعدة في هذا قبل الإمرار وهي : أنه لا يجوز أن يحدث لله صفة ولا تشبه صفاته صفات الخلق فيكون والعياذ بالله معنى إمرار الحديث الجهل بتفسيره .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح ، أو يستفزهم الطرب غير جائز على الله تعالى ، وإنما هو مثل مضروب لهذا الصنيع الذي يحل محل التعجب عند البشر ، فإذا رأوه أضحكهم ، ومعنى الضحك في صفة الله : الإخبار عن الرضا بفعل أحد هذين والقبول من الآخر ومجازاتهما (على صنيعهما ) الجنة مع تباين
[ ص: 442 ] مقاصدهما .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "صحيحه " : يريد أضحك الله ملائكته وعجبهم من وجود ما قضى .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13428ابن فورك : أن يبدي الله من فضله ونعمه توفيقا لهذين الرجلين كما تقول العرب : ضحكت الأرض بالنبات إذا ظهر فيها ، وكذلك قالوا للطلع إذا انفتق عنه كافره الضحك ; لأجل أن ذلك يبدو منه البياض الظاهر كبياض الثغر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : أراد قبول أعمالهما ورحمتهما والرضا عنهما . وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : المعنى : يتلقاهما بالرحمة والرضوان ، والضحك منه على المجاز ; لأنه لا يكون منه تعالى على ما يكون من البشر ; لأنه ليس كمثله شيء .
ثانيها :
فيه : أن الرجل قد يوبخ مما سلف إلا أن يتوب فلا توبيخ عليه ، ولا تثريب ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة لما وبخ ابن سعيد على قتل ابن قوقل كيف رد عليه أقبح الرد ، وصارت له عليه الحجة كما صارت لآدم على موسى ; من أجل أنهما وبخا بعد التوبة من الذنب .
[ ص: 443 ] وجبت له الجنة بقتل ابن سعيد له ، ولم تجب لابن سعيد النار ; لأنه تاب وأسلم ، ويصحح ذلك سكوته - صلى الله عليه وسلم - على قوله ، ولو كان غير صحيح لما لزمه السكوت ، لأنه بعث للبيان .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : وقوله : (قاتل ابن قوقل ) بقافين لا أدري من يعني قال العباس بن عبادة والنعمان بن مالك بن ثعلبة ، وهو قوقل قتلهما nindex.php?page=showalam&ids=90صفوان بن أمية .
قلت : قوله : (ابن ) قوقل ليس كذلك ، إنما قوقل اسمه غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج كذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي وأبو عبيد وابن دريد وغيرهم .
ثالثها :
(الوبر ) بإسكان الباء قال صاحب "المطالع " : كذا لأكثر الرواة ، وهي دويبة غبراء ، ويقال بيضاء ، على قدر السنور ، حسنة العينين من دواب الجبال ، وإنما قال له ذلك احتقارا به ونسبة إلى قلة المقدرة على القتال ، وضبطه بعضهم بفتح الباء وتأوله ، وهو جمع وبرة ، وهو شعر الإبل ، أي : إن شأنه كشأن الوبرة ; لأنه لم يكن nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة عشيرة .
قال القزاز : هي ساكنة الباء دويبة أصغر من السنور طحلاء اللون ، يعني : تشبه الطحال لا ذنب لها ، وهي من دواب الغور والجمع وبار ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي أحسب أنها تؤكل لأني وجدت بعض السلف يوجب فيها الفدية .
[ ص: 444 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده في "محكمه " : الوبر على قدر السنور ، والأنثى وبرة ، والجمع وبر . ووبور ووبار ، ووبارة ، وأبارة .
وقال الجوهري : (تدجن ) في البيوت . أي : تقيم بها وتألفها .
وثالثها : وقال nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني في "مغيثه " : في قتلها على المحرم شاة ; لأنها تجتر كالشاة ، وقيل : لأن لها كرشا مثل الشاة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد فيما حكاه في "مجمع الغرائب " مثله ، وفي "البارع " لأبي علي ، عن أبي حاتم : الطائفيون يقولون لما يكون في الجبال من الحشرات : الوبر ، جمعها الوبارة ، ولغة أخرى الوبارة ، وأخرى الإبارة بالكسر والهمز .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية في "مرج البحرين " : وكلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان - بسكون الباء وهي دويبة كالسنور ، ووهم الجواليقي حيث فتح (الواو ) .
قلت : لكن وافق النسابين وأهل اللغة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : روي رأس بدل قدوم قال : ومن روى بفتح الباء من وبر فمعناه تشبيه nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بالوبر الذي لا خطب له ولا مقدار ; لأنه لم يكن nindex.php?page=showalam&ids=3لأبي هريرة عشيرة ولا قوم يمتنع بهم ، ولا يغني في قتال ولا لقاء عدو ، كان ابن سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة قدما عليه بخيبر ، وقد سلف .
[ ص: 445 ] ومن رواه بإسكانها فمعناه أنه شبهه بالوبر وهي دويبة على قدر السنور في السباع ; وإنما سكت - صلى الله عليه وسلم - عن الإنكار على nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ; لأنه لم يرم nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة بحد ولا تنقصه في دين ، إنما تنقصه في قلة العشيرة والقدر ، أو بضعف (المنة ) ، وجمع الخلاف ابن التين فقال : الوبر دويبة يقال : إنها تشبه السنور قاله nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي . وقال الهروي : على قدره ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : الوبر دابة ، والجمع وبار .
وقوله : (تدلى علينا ) أي : انحدر ولا يخبر بهذا إلا عمن جاء من موضع عال هذا الأشهر عند العرب .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي : (ضأن ) : جبل بأرض دوس ، وهو بلد nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وقال ابن التين : شبهه في قدومه بتدلي الوبر من موضعه ، قال : و (قدوم ضأن ) : اسم موضع . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : وهو في أكثر الروايات ضأل باللام ، وهو جبل أو ثنية أو نحوها ، وذكر عن الشيخ أبي الحسن أنه قال : شبهه مما يعلق -بزند الشاة - أي : هو ملصق من قريش وليس منهم ، ويلزم على هذا أن تقرأ (وبر ) بفتح الباء ولم نسمعه كذلك ، إنما هو بالإسكان . قلت : قد حكي كما سلف ، وقال صاحب "المطالع " : هو بفتح القاف وتخفيف الدال اسم موضع ، وضم المروزي القاف ، والأول أكثر وتأوله بعضهم : قدوم ضأن أي : المتقدم فيها ، وهي رءوسها ، وهو وهم بين .
[ ص: 446 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : يحتمل أن يكون قدوم : جمع قادم مثل راكع وركوع وساجد وسجود ، ذكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، فيكون المعنى تدلى (علينا ) من جملة القوم القادمين ، أقام الصفة مقام الموصوف ، ويكون (من ) في قوله : (من قدوم ) تبيينا للجنس كما لو قال تدلى من علينا من ساكني ضأن ، ولا تكون من مرتبطة بتدلى كما هي مرتبطة بالفعل في قولك : تدليت من الجبل ; لاستحالة تدليه من قوم ، ولا يقال : تدليت من بني فلان .
ويحتمل أن يكون قدوم مصدرا وصف به الفاعلون ويكون في الكلام حذف وتقديره : تدلى علينا من ذوي قدوم ، فحذف الموصوف وأقام المصدر مقامه ، كما قالوا رجل صوم ورجل فطر ، أي ذو صوم وذو فطر ، و (من ) على هذا التقدير تبيين للجنس كما كانت في الوجه الأول قال : ويحتمل أن يكون معناه تدلى علينا من مكان قدوم ضأن ثم حذف المكان وأقام القدوم مكانه ، كما قالت العرب : ذهب به مذهب وسلك به مسلك ، يريد المكان الذي يسلك فيه ويذهب ، ويشهد لهذا رواية من رأس ضأن .
وفيه قول يحتمل أن يكون (قدوم ) اسما لمكان من الجبل متقدم منه ولا يكون مصدرا ولا جمعا ويدل على هذا رواية من روى : (تدلى علينا من رأس ضأن ) .
ويحتمل أن يكون (اسم ) المكان قدوم بفتح القاف دون الضم لقلة الضم في هذا البناء في الأسماء وكثرة الفتح .
[ ص: 447 ] ويحتمل أن يكون (قدوم ضأن ) بتشديد الدال ، وفتح القاف لو ساعدته رواية ; لأنه من بناء أسماء المواضع ، وطرف القدوم موضع بالشام .
قلت : nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي ضبط القرية التي اختتن بها إبراهيم والجبل الذي بقرب المدينة بتخفيف الدال ، ثم ذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب أنه قال : بتشديد الدال اسم موضع فإن أراد أحد هذين فلا يتابع عليه ; لاتفاق أئمة النقل على خلافه ، وإن أراد موضعا ثالثا فالله أعلم .
وقال أبو موسى في "مغيثه " عن nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد : (قدوم ) ثنية لسراة أرض دوس ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد : رواه الناس عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ضأن بالنون إلا الهمداني فإنه رواه باللام ، وهو الصواب إن شاء الله ، والضأل : السدر البري .
وأما إضافة هذه الثنية إلى الضأن فلا أعلم لها معنى ، وقد قدمنا من عند nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود أنه باللام ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : كذا هو في أكثر الروايات ، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=12002أبو ذر الهروي أنه بالنون جبل بأرض دوس ، بلد nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وقيل : ثنية .
قال صاحب "المطالع " : وتأوله بعضهم على أنه الضأن من الغنم ، وجعل قدومها ، أي : رءوسها -يعني : المتقدم منها - ، والوبر بفتح (الباء ) : شعر رءوسها . قال : وهذا تكلف وتحريف . فتحصلنا إسكان الباء وفتحها وضأن بالنون واللام ، وقدوم بفتح القاف وضمها .
[ ص: 448 ] رابعها :
فيه حجة على الكوفيين في قولهم في المدد يلحق بالجيش في أرض الحرب بعد الغنيمة أنهم شركاؤهم في الغنيمة . وسائر الفقهاء إنما تجب عندهم الغنيمة لمن شهد الوقعة ، واحتجوا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة هذا ; لأنه لم يسهم له ، كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود كما سلف ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة إنما يسهم لمن غاب عن الوقعة لشغل شغله الإمام من أمور المسلمين ، كما فعل بعثمان حين قسم له من غنائم بدر بسهمه ولم يحضرها ; لأنه كان غائبا في حاجة الله ورسوله فكان كمن حضرها ، أو مثل أن يبعثه الإمام لقتال قوم آخرين فتصيب الإمام غنيمة بعد مفارقة ذلك الرجل إياه ، أو يبعث رجلا ممن معه في دار الحرب إلى دار الإسلام ; ليمده بسلاح ورجال فلا يعود ذلك الرجل إلى الإمام حتى يغتنم غنيمة فهو شريك فيها ، وهو كمن حضرها ، وكذلك من أراد الغزو فرده الإمام ، وشغله شيء من أمور المسلمين فهو كمن حضرها .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فإنما ذلك والله أعلم ; لأنه وجه أبان إلى نجد قبل أن يتهيأ خروجه إلى خيبر ، فتوجه أبان ثم حدث خروجه إليها فكان ما غاب فيه أبان ليس هو شغل شغل به عن حضورها بغير إرادته إياها ، فيكون كمن حضرها .