وقال ابن التين : يريد أنه كان يكثر ذلك وإلا فقد دخل على أختها أم حرام ، ولعلها كانت شقيقة للمقتول أو وجدت عليه أكثر من أم حرام .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس هذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الفضائل .
ومعنى ("غزا " ) حصل له أجر الغازي ، وهو من باب المجاز والاتساع وإن لم يفعله .
وفيه من الفقه : أن كل من أعان مؤمنا على عمل بر فللمعين عليه مثل أجر العامل كما فيمن فطر صائما أو قواه على صومه ، فكل من أعان حاجا أو معتمرا على حجته أو عمرته حتى يأتي به على تمامه فله مثل أجره .
وكذا من أعان قائما بحق من الحقوق بنفسه أو بماله حتى يعليه على الباطل بمعونته فله مثل أجر القائم به ثم كذلك سائر أعمال البر ، وإذا كان ذلك حكم المعونة على أعمال البر فمثله المعونة على المعاصي ومكروه الرب تعالى للمعين عليها من الوزر والإثم مثل ما لعاملها ، ولذلك nindex.php?page=hadith&LINKID=935692نهى - صلى الله عليه وسلم - عن بيع السيوف في الفتنة ، ولعن عاصر الخمر ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ، وكذلك سائر أعمال الفجور .
[ ص: 483 ] وذهب بعض الأئمة -فيما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي - إلى أن المثل المذكور في هذا الحديث وشبهه إنما هو بغير تضعيف ; لأنه يجتمع في تلك الأشياء أفعال أخر وأعمال من البر كثيرة لا يفعلها الدال الذي ليس عنده إلا مجرد النية الحسنة ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=76060 "أيكم يخلف الخارج في أهله وماله بخير فله مثل نصف أجر الخارج " وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=660521 "لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما " ولا حجة فيه لأن المطلوب أن الناوي للخير المعوق عنه هل له مثل أجر الفاعل من غير تضعيف ، والحديث إنما اقتضى المشاركة والمشاطرة في المضاعف فانفصلا ، وأيضا أن القائم على مال الغازي وأهله نائب عن الغازي في عمل لا يتأتى للغازي غزوة إلا بأن يكفى ذلك العمل ، فصار كأنه مباشر معه الغزو ، فكذلك كان له مثل أجر الغازي كاملا مضاعفا بحيث إذا أضيف ونسب إلى أجر الغازي كأنه نصف له .
ويبين معنى قوله في اللفظ الأول : "فله مثل نصف أجر الغازي " ، ويبقى للغازي النصف ، فإن الغازي لم يطرأ عليه ما يوجب تنقيصا لثوابه وإنما هذا كما قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=663105 "من فطر صائما فله مثل أجره لا ينقصه من أجره شيئا " ، وعلى هذا فقد صارت كلمة : "نصف " مقحمة هنا بين "مثل " و"أجر " ، وكأنها زيادة ممن تسامح في إيراد اللفظ بدليل قوله : "والأجر بينهما " ويشهد له ما ذكرنا ، وأما من تحقق عجزه وصدق نيته فلا ينبغي أن يختلف أن أجره مضاعف كأجر العامل المباشر لما تقدم ، ولما سبق فيمن نام عن حزبه .