[ ص: 490 ] وله من طريق ثان من حديث علي مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=653441 "إن لكل نبي حواري وإن حواري الزبير " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن حسين بن علي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15908زائدة ، عن عاصم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15916زر ، عنه ، (به ) .
وذكر ابن عقبة وغيره خروج nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة إلى المشركين ومشقة ذلك عليه إلى أن قال له - صلى الله عليه وسلم - : "قم فحفظك الله من أمامك ومن خلفك ، وعن يمينك وعن شمالك حتى ترجع إلينا " فقام nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة مستبشرا بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه احتمل احتمالا فما شق عليه شيء مما كان فيه . وعند ابن عائذ : فقبض nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة على يد رجل عن يمينه فقال : من أنت ؟ وعلى يد آخر عن يساره فقال : من أنت ؟ فعل ذلك خشية أن يفطن له فبدرهم بالمسألة ، وقد روينا في خبر nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود غير ما ذكرناه .
إذا تقرر ذلك فالكلام عليه من وجوه :
[ ص: 491 ] أحدها : ما ترجم له وهو فضل الطليعة وبعثها وحدها ، وأن الطليعة تستحق اسم النصرة ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - سماه حواري .
والطليعة : من يبعث ليطلع على العدو .
والحواري : الناصر أو الوزير كما سلف ، وهو بمعناه ، وهو اسم لكل من نصر نبيا ، وبه سمي أصحاب عيسى بذلك فإنه لما قال لقومه : من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله [آل عمران : 52] فلم يجب غيرهم فكذلك لما قال - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=848024 "من يأتيني بخبر القوم ؟ " مرتين أو ثلاثا فلم يجبه غير nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير ، فشبهه بالحواريين أنصار عيسى ، وسماه باسمهم ، وإذا اتضح أنه ناصر فأجره أجر المقاتل المدافع .
ومن ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إن طليعة اللصوص تقتل معها وإن لم تقتل ولم تسلب ، ولذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به .
وقيل : الحواري : الخالص من الأصحاب وقيل : سمي أصحاب عيسى بذلك لشدة بياض ثيابهم . وقيل : كانوا قصارين ، وكل ما بيضته فقد حورته ، قال أبو بكر : ومعنى
"حواري nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير "
أنه مختص من بين أصحابي ومفضل ; وسمي خبز الحواري لأنه أشرف الخبز ، أو لبياضه .
ثانيها : فيه شجاعة الزبير وتقدمه وفضله ، واختلف في ضبطه كما قال القاضي ، فضبطه جماعة من المحققين بفتح الياء من (حواري ) كمصرخي ، وضبطه أكثرهم بكسرها .
ومعنى : (انتدب ) : أجاب ، ففيه الأدب من الإمام في الندب إلى القتال والمخاوف ; لأنه كان له أن يقول لرجل بعينه : قم فأتني بخبر القوم . فيلزم الرجل ذلك لقوله تعالى : استجيبوا لله وللرسول الآية [الأنفال : 24] .
ثالثها : زعم بعض المعتزلة أن هذا الحديث يعارضه حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=888428 "الراكب شيطان " ونهيه أن يسافر الرجل وحده ، وليس كما زعم فلا تعارض ; كما نبه عليه المهلب ; لأن النهي إنما جاء في المسافر وحده ; لأنه لا يأنس بصاحب ولا يقطع طريقه بمحدث يهون عليه مؤنة السفر ،
[ ص: 493 ] كالشيطان الذي لا يأنس بأحد ويطلب الوحيد ليغويه بتذكار قتلة و (تزيين ) شهوة ، حضا منه - صلى الله عليه وسلم - على الصحبة والمرافقة ; لقطع المسافة وطي بعيد الأرض بطيب الحكاية وحسن المعاونة على المؤنة ، وقصة nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بضد هذا بعثه طليعة متجسسا على قريش ما يريدونه من حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلو أمكن أن يتعرف ذلك منهم بغير طليعة لكان أسلم وأخف ، ولكن أراد أن يسن لنا جواز الغرر في ذلك لمن احتسب نفسه وسخى بها في نفع المسلمين وحماية الدين ، ومن خرج في مثل هذا الخطير من أمر الله لم يعط الشيطان أذنه فيصغي إلى خدعه ، بل عليه من الله حافظ ومؤنس ، وهذا .
ألا ترى تثبيت الله تعالى له حين نادى أبو سفيان في المشركين ليعرف كل إنسان منهم جليسه (قال nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير لمن قرب : [من] أنت ؟ فسبق بحضور ذهنه إلى ) ما لو سبقه إليه جليسه لكان سبب فضيحته ، كذا قال : إنه nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير ، وإنما هو nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة حين سار إلى قريش في الأحزاب متحسسا -كما ذكره ابن سعد وغيره كما سلف - ولو أرسل معه غيره لكان أقرب إلى أن يعثر عليهما ، فالوحدة في هذا هي الحكمة البالغة ، وفي المسافر هي العورة البينة ، ولكل وجه من الحكمة غير وجه الآخر لتباين القصص واختلاف المعاني . وحمله nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري على من لا يهوله هول ، ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لما بلغه أن سعدا بنى قصرا أرسل شخصا وحده ليهدمه . - وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم أنه
[ ص: 494 ] - صلى الله عليه وسلم - أرسل عبد الله بن أنيس سرية وحده ، وبعث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وابن أمية وحده عينا ، ولابن سعد : أرسل سالم بن عمير سرية وحده ، فإن لم يكن الرجل كذلك فممنوع من السفر وحده خشية على عقله أو يموت فلا يدري خبره أحد ولا يشهده أحد ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : أرأيتم إذا سار وحده ومات من أسأل عنه ؟
ويحتمل أن يكون النهي نهي تأديب وإرشاد إلى ما هو الأولى .
وحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=888428 "الواحد شيطان ، والاثنان شيطانان ، والثلاثة ركب " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وحسنه ، وعزاه ابن التين إلى رواية الشيخ أبي محمد في "جامع مختصره " ، قال : وذكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في "موطئه " عن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : وقيل : أخبار عمرو عن أبيه عن جده واهية لم يسمع بعضهم من بعض .
وقد ترجم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيما سيأتي باب : السير وحده ، وذكر فيه حديث
[ ص: 495 ] nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=652776 "لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده " ، واعترض nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في دخوله فيه فقال : لا أعلم هذا الحديث كيف يدخل في هذا الباب وهو عجيب ، فدخوله ظاهر ، وفي "مستدرك nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : خرج (رجلان ) من خيبر فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول : ارجعا حتى أدركهما فردهما ثم قال : إن هذين شيطانان فأقرأ على رسول الله السلام ، وأعلمه أن في جمع صدقاتنا لو كانت تصلح له لبعثناها إليه . فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدثه نهى عند ذلك عن الوحدة ، ثم قال : صحيح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قلت : فيجوز أن يكون النهي بعد فتح خيبر .
وعنده أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده السالف ، وقال لرجل قدم من سفر وقال له : "ما صحبت ؟ " فقال : ما صحبت أحدا . . ذكره ثم قال : صحيح الإسناد .
[ ص: 496 ] وما بلغ اثني عشر ألفا فهو الجيش الجرار .
وإذا افترقت السرايا والسوارب بعد خروجها فما كان دون الأربعين فهي الجرائد ، وما كان من الأربعين إلى دون الثلاثمائة فهي المقانب ، وما كان من الثلاثمائة إلى دون الخمسمائة فهي الجمرات .
وكانوا يسمون الأربعين إذا توجهوا العصبة ورأى قوم أن المقنب مثل المنسر ، وأن كل واحدة منهما ما بين الثلاثين رجلا إلى الأربعين وذكروا له شاهدا .