حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020عبد الله بن مسلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11974أبي حازم بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=652647 "إن كان في شيء ففي المرأة والفرس والمسكن " .
الشرح :
الحديثان في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا ويأتيان في النكاح [أيضا] .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي الأول من حديث سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن سالم وحمزة عن أبيهما ، قال : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري فقال : عن سالم
[ ص: 516 ] وحمزة ، ورواه أبو عمر من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، فقال : عن سالم أو حمزة أو كليهما -شك nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر - وفي آخره قال : قالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : والسيف . قال أبو عمر : وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أن بعض أهل nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة -زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة كانت تزيد : السيف . يعني في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن حمزة وسالم في الشؤم .
إذا تقرر ذلك ; فالشؤم نقيض اليمن وهو الفحش ، وروينا في "الحلية " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=704253 "الشؤم سوء الخلق " قال nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم : تفرد به عن حبيب بن عبيد أبو بكر بن أبي مريم ، وكانت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة تنكر الشؤم وتقول : إنما حكاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أهل الجاهلية وأقوالهم .
[ ص: 517 ] وتخيل بعضهم أن التطير بهذه الأشياء من قوله : "لا طيرة " وأنه مخصوص بها ، فكأنه قال : لا طيرة إلا في هذه الثلاثة ، فمن تشاءم بشيء منها نزل به ما كره من ذلك ، وممن صار إلى ذلك ابن قتيبة ، وعضده بحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=842344 "الطيرة على من تطير " .
وسئل nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن تفسير الشؤم في ذلك فقال : هو كذلك فيما نرى ، كم من دار سكنها ناس فهلكوا ثم آخرون من بعدهم فهلكوا .
فمن وقع في نفسه شيء من ذلك فقد أباح الشرع له أن يتركه ويستبدل به غيره مما يغلب به نفسه ، ويسكن خاطره له ، ولم يلزمه الشرع أن يقيم في موضع يكرهه أو امرأة يكرهها بل قد فسح الله له في ترك ذلك كله ، لكن مع اعتقاد أن الله هو الفعال لما يريد . وليس لشيء من هذه الأشياء أثر في الوجود ، وهذا على نحو ما ذكر في المجذوم .
[ ص: 518 ] لا يقال : هذا يجري في كل متطير به ، فما وجه خصوصية هذه الثلاثة بالذكر ؟
لأن الضرورة في الوجود لا بد للإنسان منها ومن ملازمتها غالبا ، وأكثر ما يقع التشاؤم في الثلاثة ، فكذلك خصت بالذكر .
فإن قلت : ما الفرق بين الدار وموضع الوباء الذي منع من الخروج منه ؟
قلت : الأمور بالنسبة إلى هذا المعنى ثلاثة أقسام ، ذكرها بعضهم :
أحدها : ما لا يقع التأذي به ولا اطردت عادة به ، فلا يصغى إليه ، وقد أنكر الشارع الالتفات إليه كتلقي الغراب في بعض الأسفار أو صراخ بومة في داره ، فمثل هذا قال : "لا طيرة ولا تطير " وسيأتي حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=661131 "لا عدوى ولا طيرة " في الطب ، وأخرجه جمع من الصحابة منهم nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر -وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي - nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، ورواه أيضا ثلاثة عشر صحابيا أخر ، ذكرهم أبو محمد بن عساكر في "تحقيق المقال في الطيرة والفال " : وهذا هو الذي كانت العرب تعمل به .
ثانيها : ما يقع به الضرر عاما نادرا كالوباء ، فلا يقدم عليه عملا بالجزم والاحتياط ، ولا يفر منه لاحتمال أن يكون وصل الضرر بها إلى الضار ، فيكون سفره زيادة في محنته وتعجيلا لهلكة .
ثالثها : سبب يخص ولا يعم ويلحق منه الضرر بطول الملازمة كالمذكورات في الحديث ، فيباح له الاستبدال والتوكل على الله والإعراض عما يقع في النفوس منها من أفضل الأعمال .
[ ص: 519 ] وثم تأويلات أخر للحديث ، منها : أن شؤم الدار : ضيقها وسوء جيرانها أو أن لا يسمع فيها أذان ، وشؤم المرأة : عدم ولادتها ، وسلاطة لسانها ، وتعرضها للريبة .
قلت : قال nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة : أول شؤمها كثرة مهرها . وشؤم الفرس : ألا يغزى عليها ، وغلاء ثمنها . وشؤم الخادم : سوء خلقه ، وقلة تعهده لما فوض إليه .
ووردت هذه الألفاظ على أنحاء في هذا : إن كان الشؤم ففي كذا الشؤم في كذا ، إنما الشؤم في كذا ، فالأول : معناه : إن خلقه الله فيما جرى في بعض العادة به فإنما يخلقه في الغالب في هذه الثلاثة .
والثاني : حصر للشؤم فيها ، وهو حصر عادة لا خلقة ، فإن الشؤم قد يكون بين الاثنين في الصحبة ، وقد يكون في السفر ، وقد يكون في الثوب يستجده العبد ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : "إذا لبس أحدكم ثوبا جديدا فليقل : اللهم إني أسألك خيره وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " .
وقال ابن التين في الأولى : قيل : معناه يكون لقوم دون قوم ، وذلك كله (بقدرة ) الله لا على أنها فعالة بنفسها ، ولكنها سبب للقضاء والقدر . وقيل : إن الراوي لم يسمع أول الحديث ، وهو : الجاهلية تقول : الشؤم في ثلاث . فحكى ما سمع .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : المراد : إبطال مذهبهم في التطير والسوانح
[ ص: 520 ] والبوارح ، ويكون مجرى الحديث مجرى استثناء الشيء من غير جنسه ، وسبيله سبيل الخروج من شيء إلى غيره .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17409يوسف بن موسى القطان : ثنا سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن سالم ، عن أبيه يرفعه : "البركة في ثلاثة : في الفرس ، والمرأة ، والدار " .
[ ص: 521 ] كان في أول الإسلام ثم نسخ ذلك وأبطله قوله تعالى : ما أصاب من مصيبة في الأرض [الحديد : 22] الآية .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : حقق في ظاهر اللفظ وهو قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=652646 "إنما الشؤم في ثلاثة " حين لم يستطع أن ينسخ التطير من نفوس الناس ، فأعلمهم أن الذي يتعذبون به من الطيرة لمن التزمها إنما هي في ثلاثة أشياء ، وهي الملازمة لهم مثل دار المنشأ والمسكن ، والزوجة التي هي ملازمة في حال العسر واليسر ، والفرس الذي به عيشه وجهاده وتقلبه ، فحكم بترك هذه الثلاثة الأشياء لمن التزم التطير حين قال في الدار التي سكنت والمال وافر والعدد كثير : nindex.php?page=hadith&LINKID=675346 "اتركوها ذميمة " خشية أن لا يطول تعذب النفوس مما تكره من هذه الأمور الثلاثة وتتطير بها ، وأما غيرها من الأشياء التي إنما هي خاطرة وطارئة وإنما تحزن بها النفوس ساعة أو أقل ، مثل الطائر المكروه الاسم عند العرب يمر برجل منهم ، فإنما يعرض له في حين مروره به ، فقد أمر - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا وشبهه لا يضر من عرض له .