وحديث سهل يأتي في غزوة خيبر أيضا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : كان يوم أحد ، (قال ) : واسم الرجل قزمان وهو معدود في المنافقين ، وكان تخلف يوم أحد فعيره النساء ، وقلن له : ما أنت إلا امرأة فخرج ، فكان أول من رمى بسهم ، ثم كسر جفن سيفه ونادى : يا للأوس قاتلوا على الأحساب ، فلما جرح مر به nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان فقال له : هنيئا لك الشهادة ، فقال : إني والله ما قاتلت على دين ما قاتلت إلا على الحناط ثم قتل نفسه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=711207 "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " .
[ ص: 609 ] nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي وهم في تسميته ذلك بقزمان لتشابه اللفظ .
قال : وفي رواية : كان ذلك بخيبر ، وفي أخرى : بحنين . إذا تقرر ذلك ; فالكلام عليه من وجوه :
أحدها : اعترض nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب فقال : في الحديث ضد ما ترجم به nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه لا يقال : فلان شهيد ، ثم أدخل هذا الحديث وليس فيه من معنى الشهادة شيء ، وإنما فيه ضدها ، والمعنى الذي ترجم به قولهم : (ما أجزأ منا اليوم أحد ، ما أجزأ فلان ) ، فمدحوا جزاءه وغناءه ، ففهم منهم (أنهم ) قضوا له بالجنة في نفوسهم بغنائه ذلك ، فأوحى الله إليه بغيب مآل أمره لئلا يشهدوا لحي شهادة قاطعة عند الله ولا لميت كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون : nindex.php?page=hadith&LINKID=652490 "والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به " ، وكذلك لا يعلم شيئا من الوحي حتى يوحى إليه به ، ويعرف بغيبه فقال : "إنه في النار " بوحي من الله له .
ثانيها : الشاذة والفاذة : بذالين معجمتين ، والشين في الأولى معجمة : ما شذت عن صواحبها ، وكذا الفاذة التي انفردت ، وصفه بأنه لا يبقى شيء إلا أتى عليه ، وأنثها على وجه المبالغة كما قالوا : علامة ونسابة . وعن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : فلان لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إذا كان شجاعا لا يلقاه أحد ، وقيل : أنث الشاذة ; لأنها بمعنى النسمة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الشاذة : هي التي كانت في القوم ثم شذت منهم ، والفاذة : من لم تختلط معهم أصلا ، وقال الداودي : يعني هما ما صغر وكبر ويركب كل صعب وذلول .
[ ص: 610 ] و (أجزأ ) مهموز ، أي : ما أغنى منا ولا كفى . قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : كذا صحت روايتنا فيه رباعيا . وفي "الصحاح " أجزأني الشيء : كفاني ، وجزأ عني هذا الأمر ، أي : قضى .
و (ذباب السيف ) طرفه كما قاله القزاز ، (وحده ) كما قاله ابن فارس .
وقوله : (بين ثدييه ) قال ابن فارس : الثدي للمرأة ، والجمع الثدى ، ويذكر ويؤنث ، وثندؤة الرجل كثدي المرأة ، وهو مهموز إذا ضم أوله ، فإذا فتحت لم يهمز ، ويقال : هو طرف الثدي .
ووصفه الرجل بأنه من أهل النار يحتمل أمورا :
أحدها : لنفاقه في الباطن ويؤيده ما أسلفناه .
ثانيها : أنه لم (يكن ليقاتل ) لتكون كلمة الله هي العليا .
ثالثها : أنه ارتاب عند الجزع فمات على شك .
رابعها : أنه لم يبلغ به الجراح إلى أن أنفذت مقاتله ليكون كمن استسرع الموت ، وكمن احترق مركب وهو فيه فرمى بنفسه إلى البحر وإن كان ربيعة يكره ذلك ، قال ابن التين : وذكره أن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة يدل أنه لم يكن منافقا ولا قاتل لغير الله ، وإنما ذلك لقتله نفسه .
ثالثها : فيه صدق الخبر عما يكون وخروجه على ما أخبر به المخبر زيادة في زكاته ، وهو من الشارع من علامات النبوة ، وزيادة في يقين
[ ص: 611 ] المؤمنين به ، ألا ترى قول الرجل حين رأى قتله لنفسه : أشهد أنك رسول الله ، وهو قد كان شهد قبل ذلك ، وقد قال ذلك nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق في غير ما قصة ، حين كان يرى صدق ما أخبر به ، كان يقول : أشهد أنك رسول الله .
وفيه : جواز الإغياء في الوصف لقوله : (ما أجزأ منا اليوم أحد مثل ما أجزأ ) ، ولا شك أن في الصحابة من كان فوقه ، وأنه قد ترك شاذات وفاذات لم يدركها ، وإنما خرج كلامه على الإغياء والمبالغة ، وهو جائز عند العرب .
وقوله : (إلا اتبعها بسيفه ) معناه : يضرب الشيء المتبوع ; لأن المؤنث قد يجوز تذكيره على معنى أنه شيء وأنشد الفراء (للأعرابية ) :