أما الآية : فالقوة المذكورة فيها هو الرمي ، كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=674076سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [الأنفال : 60] ألا إن القوة الرمي " ثلاثا . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر أيضا : إنه ثابت . والقوة : التقوي بإعداد ما يحتاج إليه من الدروع والسيوف وسائر آلات الحرب ، إلا أنه لما كان الرمي أنكاها في العدو ، وأنفعها على ما هو مشاهد ، فسرها به وخصها بالذكر وأكدها ثلاثا .
قلت : وابن الأدرع اسمه محجن كما أفاده nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، وفي حديث سلمة هذا تقوية لما رواه ابن سعد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15557بكر بن سوادة ، سمع علي بن رباح يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم " ، وذكره ابن هشام أيضا عن بعض أهل اليمن يعني
[ ص: 615 ] النسابين ، وفي كتاب nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير : حدثني إبراهيم الجزامي ، حدثني عبد العزيز بن عمران ، عن معاوية بن صالح الحميري ، عن ثور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "العرب كلها بنو إسماعيل إلا أربع قبائل : السلف ، والأوزاع ، وحضرموت ، وثقيف " . ورواه صاعد في "فصوصه " من حديث عبد العزيز بن عمران ، عن معاوية أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول ، عن مالك بن يخامر وله صحبة ، فذكره .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : قالوا : قحطان بن تيمن بن هميسع بن نبت وهو ثابت بن إسماعيل ، وقيل : قحطان بن يمن بن هميسع بن ثابت ، وقيل : قحطان بن هميسع بن أصياف بن هميسع بن أصياف بن هميسع بن أصياف بن هود بن شروان بن الثيان بن العامل بن مهران بن يحيى بن يقظان بن (سادب ) وهو ثابت بن تيمن بن النبت بن إسماعيل - صلى الله عليه وسلم - ، ومن جعل قحطان من ولد إسماعيل يشهد له قول المنذر بن حرام جد nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت حيث يقول :
ورثنا من البهلول عمرو بن عامر وحارثة الغطريف مجدا مؤثلا مآثر من نبت بن نبت بن مالك ونبت بن إسماعيل ما إن تحولا
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=45أبي أسيد -بضم الهمزة - ذكره في المغازي عن nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد الجعفي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11798أبي أحمد الزبيري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12827ابن الغسيل ، عن حمزة والزبير بن المنذر بن أبي أسيد ، عن أبيهما .
وخالف في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الحافظ فأدخل بين حمزة وابن الغسيل nindex.php?page=showalam&ids=16295عباس بن سهل بن سعد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11798أبي أحمد الزبيري ، عن
[ ص: 616 ] عبد الرحمن ، عن عباس ، عن حمزة ، عن أبيه ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق يحيى الحماني nindex.php?page=showalam&ids=12180وأبي نعيم الدكيني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12827ابن الغسيل ، عن عباس وحمزة بن أبي أسيد . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم مرة : عن المنذر بن أبي أسيد . ولم يقل : الزبير بن المنذر بن أبي أسيد . وكأنه أشبه لقوله : عن أبيهما .
فائدة :
قيل : سمي الغسيل لأن الملائكة غسلته . وعبد الرحمن قيل : عاش مائة وستين سنة حكاه ابن التين .
إذا تقرر ذلك ; فمعنى : (ينتضلون ) : بالضاد المعجمة يرتمون ، يقال : ناضلت الرجل : رميته .
والنضل الرمي مع الأصحاب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : نضل فلان فلانا في المراماة إذا غلبه ، وناضلت فلانا غلبته ، وانتضل القوم وتناضلوا إذا رموا للسبق .
الثانية : قوله : "فإن أباكم " : فيه أن الجد وإن على يسمى أبا .
الثالثة : أن السلطان يأمر رجاله بتعلم الفروسية ويحض عليها .
الرابعة : أن الرجل يطلب الخلال المحمودة ويتبعها ويعمل (بمثلها ) ، قال :
[ ص: 617 ]
ألسنا وإن كرمت أوائلنا يوما على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
الخامسة : قوله : (حين صففنا لقريش ) . وفي بعض النسخ : أسففنا ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ثم قال : فإن كان محفوظا فمعناه القرب منهم والتدلي عليهم ; كأن مكانهم الذي كانوا فيه أهبط من مصاف هؤلاء ، ومنه قولهم : أسف الطائر في طيرانه ، إذا انحط إلى أن يقارب إلى وجه الأرض ، ثم يطير صاعدا .
السادسة : (أكثبوكم ) . بثاء مثلثة ثم باء موحدة ، أي دنوا منكم وقاربوكم ، وفي "الغريبين " حذف الألف ، فلعلهما لغتان ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : أكثب الصيد إذا أمكن من نفسه ، وهو (من ) الكثب وهو القرب . وقال الداودي معنى أكثبوكم : كثروا وحملوا عليكم ، وذلك أن النبل إذا رمي في الجمع لم يخطئ ، ففيه ردع لهم . ونقل nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عن "الأفعال " أن العرب تقول : أكثبك الصيد قرب منك ، والكثب : القرب ، فمعنى أكثبوكم قربوا منكم .
السابعة : أن السلطان يعلم المجودين بأنه معهم ، أي : من حزبهم ، ومحب لهم كما فعل - صلى الله عليه وسلم - للمجودين في الرماية ، فقال : "وأنا مع بني فلان " . أي أنا محب لهم ولفعلهم ، كما قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=655702 "المرء مع من أحب " .
الثامنة : أنه يجوز للرجل أن يبين عن تفاضل إخوانه وأهله وخاصته
التاسعة : أن من صار السلطان عليه في جملة الحزب المناضلين له أن لا يتعرض لمناوأته كما فعل القوم حين أمسكوا ; لكونه - صلى الله عليه وسلم - مع مناضليهم خوف أن يرموا فيسبقوا فيكون - صلى الله عليه وسلم - مع من سبق ، فيكون ذلك جنفا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأمسكوا تأدبا ، فلما أعلمهم أنه معهم أيضا رموا ; لسقوط هذا المعنى .
العاشرة : أن السلطان يجب أن يعلم بنفسه أمور القتال اقتداء به .
فائدة :
في فضل الرمي والتحريض عليه غير ما سبق ، ولنذكر منها خمسة أحاديث :
أحدها : حديث أبي نجيح عمرو بن عبسة مرفوعا في فضل من رمى بسهم في سبيل الله ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وقال : حسن صحيح .
رابعها : حديث علي رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يرمي بقوس فارسية فقال : "ارم بها " فنظر إلى قوس عربية فقال : "عليكم بهذه وأمثالها ، فإن بهذه يمكن الله لكم في البلاد ويزيدكم في النصر " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث أبي راشد الحبراني عنه ، وإنما نهى عن القوس الفارسية ; لأنها إذا انقطع وترها لم ينتفع بها صاحبها ، والعربية إذا انقطع وترها كان له عصا ينتفع بها ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي .
خامسها : حديث أبي عبيدة عن أبيه عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف : "قاتلوا أهل الصنع فمن بلغ بسهم فإنه درجة في الجنة " . أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني .