وهو حديث خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري مطولا ومختصرا في عشرة مواضع، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا والأربعة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : والرواية الأولى صواب، وحديث يونس مرسل، ورواه سويد بن نصر، عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك متصلا مثل ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث nindex.php?page=showalam&ids=16472وابن وهب، عن يونس، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن سلمة [عن] ابن أعين، عن معقل، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن عبد الرحمن السالف، عن عمه عبيد الله بن كعب، وكلاهما لم يحفظ.
[ ص: 49 ] قال الجياني: كذا هذا الإسناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك في "الجامع" و"التاريخ"، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن وأبو زيد، ومشايخ أبي ذر الثلاثة. ولم يلتفت nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني إلى قول عبد الرحمن بن عبد الله : (سمعت كعبا)؛ لأنه عنده وهم، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري على نحو ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه من الإرسال، ومما يشهد لقول أبي الحسن ما ذكره الذهلي في "علله": سمع nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري من عبد الرحمن بن كعب ومن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، وسمع من أبيه عبد الله بن كعب، ولا أظن سمع عبد الرحمن بن عبد الله من جده شيئا، وإنما روايته عن أبيه وعمه. قال الجياني : والغرض من ذلك الاستدراك على nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، حيث خرجه على الاتصال وهو مرسل.
ويوضح ذلك أيضا [ما] رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الجهاد في باب الصلاة إذا قدم من سفر: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب، عن كعب، فذكر الحديث.
[ ص: 50 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14704الطرقي : ربما اشتبهت رواية عبد الرحمن بن عبد الله عن جده فيظن أنها مرسلة؛ من حيث أنه يروي في بعض الأحايين عن أبيه عن جده، وليس كذلك فإنما يروي عن جده أحرفا من الحديث، ولم يمكنه حفظه كله عنه لطوله ولصغره فاستثبته من أبيه.
واعلم أن خير ما يدلك على شأن روايات الحديث أن تعلم أن لكعب بن مالك ثلاثة أولاد: عبد الله قائده، وعبيد الله، وعبد الرحمن، أدرك nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عبد الله وعبد الرحمن، ولعبد الله ابن يقال له عبد الرحمن، روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري الحديث بطوله، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عمه عبيد الله، وكان قائد كعب.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : الصواب قول من قال: عبد الله، مكبرا. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله، وعن عبيد الله عن أبيهما.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14704الطرقي : يجوز أن يكون عبد الله وعبيد الله جميعا قائدي أبيهما حين عمي، واختلاف حديث الأخوين من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري لاختلاف روايتهم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : يشبه أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري سمعه من عبد الله بن كعب ومن عبد الرحمن عنه.
[ ص: 51 ] إذا تقرر ذلك؛ فالكلام عليه من وجوه:
أحدها: معنى: (ورى بغيرها). سترها ووهم بغيرها، يريد: طلب غزوه العدو لئلا يسبقه الجواسيس ونحوهم بالتحذير، إلا إذا كانت سفرة بعيدة فيستحب أن يعرفهم بعدها كما جرى في هذه الغزوة للتأهب، وأمن ألا يسبقه إليها الخبر لبعد الشقة التي بينه وبينها وقفرها، وهذا من خداع الحرب، وأصله من الوري وهو جعل البيان وراءه كأن من ورى عن شيء جعله وراءه. قال أبو علي الفسوي: أصله من الوراء. كأنه قال: لم يشعر به من ورائي. كأنه قال: سأستر بكذا، وأصحاب الحديث لا يضبطون الهمزة فيه، وتصغيره: ورية، ويجوز أن تجعل الهمزة غير أصلية. وتجعلها منقلبة من واو أو ياء، فيكون تصغير وراء: ورية، وأصله: وريية وتسقط واحدة منهما كما (قلب) في عطاء: عطي والأصل عطيي فتقول: وريت عن كذا وكذا بغير همزة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : التورية في الشيء الذي يليك وتجاوزت لما وراءه.
ثانيها: المفازة: المهلكة، سميت بذلك تفاؤلا بالفوز والسلامة، كما قالوا للديغ: سليم، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي أنها مأخوذة من قولهم: قد فوز الرجل إذا هلك، وقيل: لأن من قطعها فاز ونجا.
ثالثها: قوله: (فجلا للمسلمين أمرهم). أي: أظهره ليتأهبوا بذلك، وهو مخفف اللام، يقال: جليت الشيء إذا كشفته وبينته وأوضحته، [ ص: 52 ] وضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي في حديث كعب في المغازي بالتشديد خطأ.
وأمره بإمساك بعض ماله في موضع آخر للخوف عليه التضرر بالفقر وألا يصبر عليه، ولا يخالف هذا حال الصديق لصبره ورضاه.
(فإن قلت): كيف قال: (أنخلع من مالي) مع قوله أولا: (نزعت له ثوبي، والله لا أملك غيرهما؟). قلت: أراد الأرض والعقار، يؤيده قوله: (فإني أمسك سهمي الذي بخيبر).
وجاء في موضع آخر أنه لم يتخلف إلا في هذه وفي بدر، وهو يرد قول nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي أنه شهد بدرا، وكانت هذه الغزوة - أعني: تبوك - سنة تسع، أول يوم من رجب، واستخلف عليا على المدينة، ومكرت في هذه الغزاة طائفة من المنافقين برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلقوه من العقبة، وفيها تخلف كعب ومن معه، ونزل فيهم ما نزل في براءة من أمر المنافقين.
وفيه: الخدعة في الحرب كما سلف، يقال: فيه ما (لا) تكون المكايدة فيه، وطلب غرة العدو.