أحدها: حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي، أن nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد الأنصاري - وكان صاحب لواء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد الحج فرجل.
وهذا الحديث طرف منه، وتمامه: فرجل أحد شقي رأسه، وقد ذكره بتمامه آخر الكتاب، وذكر منه هنا اللواء فقط؛ لأجل ما ترجم له، ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي كذلك: فإذا هديه قد قلد فأهل بالحج ولم
[ ص: 101 ] يرجل شق رأسه الآخر، وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي .
ثعلبة بن أبي مالك هذا له رؤية، وقيس بن سعد هو ابن عبادة بن دليم أبو عبد الله الخزرجي، صاحب شرطة رسول - صلى الله عليه وسلم - ، وكان ضخما طويلا نبيلا جوادا سيدا من ذوي الرأي والدهاء والتقدم، مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية، وأرسل ملك الروم إلى معاوية أن أرسل إلي سراويل أتم رجل عندك، فقال لقيس: إذا بلغت منزلك فابعث إلينا بسراويلك، فخلع السراويل مكانه وألقاه إليه، فقيل له: فعلت هذا بنفسك؟ قال: خشيت أن يقال: إنه سراويل رجل من قوم عاد. واستعمله (علي) على مصر فضيق على معاوية، فجعل معاوية يقول في الملأ: جزى الله قيسا خيرا، ما يكون عند علي
[ ص: 102 ] (أمر) يكيدنا به إلا أعلمنا به. فبلغ ذلك nindex.php?page=showalam&ids=8عليا فعزله واستعمل محمد بن أبي بكر مكانه، فقال له قيس بن سعد: إن أمير المؤمنين خدع في أمري، ولكن افعل كذا وافعل كذا واحترس من كذا فظن محمد أنه غشه فخالف ذلك فأتي عليه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب : فيه أن لواء الإمام ينبغي أن يكون له صاحب معلوم، وإن كان من الأنصار فهو أولى للاستنان بالشارع؛ لأن قيس بن سعد كان من الأنصار، وهم الذين كانوا عاقدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقاتلوا الناس كافة حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فهم أشد الناس في قتال العدو (بعد ما) هاجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبالأنصار نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين أول من نادى.
وفي حديث علي أيضا: أن الراية لا يجب أن يحملها إلا من ولاه الإمام إياها، ولا تكون لمن أخذها إلا (بولاية).
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : فيه الدلالة البينة على أن إمام المسلمين إذا وجه جيشا أو سرية أن يؤمر عليهم أميرا موثوقا بنيته وبصيرته في قتالهم، ممن له بأس ومعرفة لسياسة الجيش وتدبير الحرب، وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - وجه إلى خيبر من أفضل (الصحابة) وأنفذهم بصيرة وغناء وأنكاهم للعدو، وجعل له لواء الراية يجتمع جيشه تحتها، فيثبتوا لثباتها عند اللقاء (ويرجفوا لرجفتها).
[ ص: 103 ] وقوله: ("لأعطين الراية") عرفها بأل لأنها كانت من سنته في حروبه، فينبغي أن يسار بسيرته في ذلك.
في حديث سلمة أن الرمد عذر والفضل له أن يخرج. وفي حديث آخر: فبات الناس يتشوفون إليها وغدوا كذلك، فقال: "أين علي؟ " فقالوا: رمد. فيحتمل كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أن يقول: هذا علي حين قدم، ثم يدعوه بعد ذلك. فظاهر الحديث: (فأعطاه الراية) أن ذلك كان بإثر قولهم (هذا علي).
فائدة ثالثة: في حديث علي الخبر عن بعض أعلام النبوة، وذلك خبره عن الغيب الذي لا يكون مثله إلا بوحي من الله، وهو قوله: "يفتح الله على يديه".