2834 [ ص: 136 ] 134 - باب: يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة
2996 - حدثنا مطر بن الفضل، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام، حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11935أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر، فكان يزيد يصوم في السفر فقال له nindex.php?page=showalam&ids=11935أبو بردة: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى مرارا يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=652774قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا". [فتح: 6 \ 136 ].
ذكر فيه حديث (إبراهيم أبي إسماعيل) السكسكي قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11935أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر، فكان يزيد يصوم في السفر، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=11935أبو بردة: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى مرارا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=652774 "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا".
وهذا الحديث أيضا أصله في كتاب الله تعالى قال - جل من قائل - : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون [التين: 4 - 6 ]، أي: مقطوع. يريد: أن لهم أجرهم في حال الكبر والضعف عما كانوا يعملونه في الصحة غير مقطوع لهم، فكذلك كل مرض من غير الزمانة، وكل آفة من سفر وغيره تمنع من العمل الصالح المعتاد، فإن الله تعالى قد تفضل بإجراء أجره على من منع ذلك العمل بهذا الحديث، ثم هو ليس على عمومه، وإنما هو لمن كانت له نوافل وعادة من عمل صالح فمنعه الله تعالى منها بالمرض أو السفر، وكانت نيته لو كان صحيحا أو مقيما أن يدوم عليها ولا يقطعها، فإن الله سبحانه يتفضل عليه بأن يكتب له أجر ثوابها حين حبسه عنها، فأما من لم يكن له نفل ولا عمل صالح فلا يدخل في معنى هذا الحديث، كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال، فإنه لم يمنعه مرضه من شيء، فكيف يكتب له ما لم يكن يعمله؟
[ ص: 139 ] واعترضه ابن المنير، وقال: هذا تحجير واسع؛ بل يدخل فيه الفرائض التي شأنه أن يعمل بها وهو صحيح إذا عجز عنه فعلا؛ لأنه قام به عزما أن لو كان صحيحا، حتى صلاة الجالس في الفرض لمرضه يكتب له بها أجر صلاة القائم.
وقال ابن التين : هذا مجازاة على النية، فنية المؤمن خير من عمله كما قيل.
قلت: وقد ورد أيضا، ويحتمل إن تكلف المريض أو المسافر أقل العمل كان أفضل من عمله وهو صحيح مقيم.
فصل:
هذه الأحاديث دالة على أن الأعذار المرخصة لترك الجماعة كما تنفي الحرج عن التارك يحصل له فضل الجماعة إذا صلاها منفردا، وكان قصده الجماعة لولا العذر، وبه صرح الروياني في "تلخيصه" قال: للأخبار الواردة في الباب.
يزيد بن أبي كبشة سكسكي دمشقي من بيت لهيا وعقبه بها، واسم أبي كبشة: جبريل بن يسار، أحد أمراء العراق، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم وأبيه، ورجل له صحبة، فهو إذن تابعي، مات في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=16044سليمان بن عبد الملك.