ذكر فيه بإسناده الثلاثي: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17140المكي بن إبراهيم، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17349يزيد بن أبي عبيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع أنه أخبره... فذكر قصته في الغابة.
وهي غزوة ذي قرد بفتح القاف والراء، وبالدال المهملة، ويقال: بضمتين. وقال السهيلي : كذا ألفيته مقيدا عن أبي علي. والقرد في اللغة: الصوف الرديء، وهو على نحو من يوم من المدينة. قال ابن سعد: والغابة على يوم من المدينة في طريق الشام، كانت في شهر ربيع الأول سنة ست.
[ ص: 248 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16276عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيرهما قالوا: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - من بني لحيان لم يقم بعد قدومه إلا ليالي حتى أغار عيينة، وكان خرج إلى بني لحيان في جمادى الأولى. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : إنها قبل خيبر بثلاثة أيام. وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم نحوه، وفيه نظر، ولابن سعد: كانت لقاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين لقحة ترعى بالغابة، وكان أبو ذر فيها، فأغار عليهم عيينة بن حصن ليلة الأربعاء في أربعين فارسا، فاستاقوها وقتلوا ابن أبي ذر، وجاء الصريخ فنودي: يا خيل الله اركبي، فكان أول ما نودي بها، وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وخرج غداة الأربعاء في الحديد مقنعا فوقف، فكان أول من أقبل إليه nindex.php?page=showalam&ids=53المقداد بن عمرو وعليه الدرع والمغفر شاهرا سيفه، فعقد له رسول الله لواء في رمحه وقال: "امض حتى تلحق الخيول وأنا في إثرك". واستخلف على المدينة nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم، وخلف nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة في ثلاثمائة من قومه يحرسون المدينة. قال المقداد: فأدركت أخريات العدو، وقد قتل nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة مسعدة، وقتل nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة أبان بن عمرو، وقتل المقداد حبيب بن عيينة وفرقد بن مالك بن حذيفة بن بدر، وأدرك nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع القوم. وهو على رجليه فجعل يراميهم بالنبل ويقول:
خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري :
أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
حتى انتهى بهم إلى ذي قرد، وهي ناحية خيبر مما يلي المستناخ. قال سلمة: فلحقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس عشاء، قلت: يا رسول الله، إن القوم عطاش فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما بأيديهم من السرح،
[ ص: 249 ] وأخذت بأعناق القوم، فقال: "ملكت فأسجح" ثم قال: "إنهم الآن ليقرون في غطفان". ولم تزل الخيل تأتي، والرجال على أقدامهم حتى انتهوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي قرد، فاستنقذوا عشر لقاح، وأفلت ما بقي وهي عشرون، وصلى رسول الله صلاة الخوف بذي قرد وأقام بها يوما وليلة، المثبت عندنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر على هذه السرية سعيد بن زيد الأشهلي، ولكن الناس نسبوها إلى المقداد لقول حسان:
غداة فوارس المقداد
فعاتبه nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد فقال: اضطرني الروي إلى المقداد.
ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة يوم الاثنين وقد غاب خمس ليال. وقال: "خير فرساننا اليوم nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة"، قال سلمة: وأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهم الفارس والراجل.
وفي "الدلائل" nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي: أوفى سلمة على سلع ثم صرخ: يا صباحاه الفزع. فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وفي "الإكليل" للحاكم: باب غزوة ذي قرد. قال: هذه الغزوة هي الثالثة لذي قرد، فإن الأولى: سرية nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة في جمادى الآخرة على رأس ثمانية وعشرين شهرا من الهجرة، والثانية: خرج فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه إلى بني فزارة، وهي على تسعة وأربعين شهرا [ ص: 250 ] من الهجرة، وهذه الثالثة: التي أغار فيها عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله، فخرج nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة وابن الأكوع في طلبها، وذلك في سنة ست من الهجرة.
ومعنى: (يا صباحاه): أغير عليكم في الصباح، أو قد صوبحتم فخذوا حذركم، ومعناه الإعلام بهذا الأمر المهم الذي دهمهم في الصباح.
وقال ابن المنير: الهاء للندبة، وهي تسقط وصلا، والرواية إثباتها فيقف على الهاء، وقيل: لأنهم كانوا يغيرون وقت الصباح. وقيل: جاء وقت الصباح فتأهبوا للقاء فإن الأعداء يتراجعون عن القتال ليلا فإذا جاء النهار عاودوه.
وفيه: فضل الرمي؛ لأنه وحده قاومهم بها، ورد الغنيمة.
و (الغابة): الأجمة، والثنية من الأرض كالمرتفع، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس . وقيل: هي أعلى الجبل؛ وسلف.
و (اللقاح): النوق ذات الدر، واحدها: لقحة بكسر اللام. وقيل: بفتحها، و (غطفان) و (فزارة): قبيلتان من العرب.
وقوله: (واليوم يوم الرضع). فيه أقوال للعلماء، منها أن معناه: من
[ ص: 251 ] أرضعته الحرب من صغره، فهو الظاهر، وقيل: معناه: إن اليوم يعرف من رضع كريمة أو لئيمة، قيل: أو حرة، فيبدو فعله في الدفع عن حريمه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه: إن اليوم يوم هلاك اللئام، من قولهم: لئيم راضع، وهو الذي يرضع الغنم لا يحلبها فيسمع صوت الحلب. وعبارة غيره: وهو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه. فقال: راضع ورضع مثل راكع وركع. وقيل: في المثل: ألأم من راضع، (ذلك) إذا أحس بالضيف رضع اللبن بفيه كما ذكرناه، وقال أبو عبد الملك: يحتمل أن يريد: اليوم تعلم المرضعة هل أرضعت شجاعا أم جبانا؟ وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : أراد: يوما شديدا عليكم تفارق فيه المرضعة رضيعها، فلا يجد من يرضعه أو شيئا معها. قال: وأتى به على السجع، وهو قريب من الشعر، وروي أنه قال لهم: إني رجل شديد الطلب قليل السلب. وفي الكنانة ثلاثون سهما، ولا والله أرد يدي إليها وأضع منها سهما إلا في كبد إنسان منكم وأنه استلبهم ثلاثين بردة، ذكره في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد هذا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في "زاهره": هو الذي رضع اللؤم من ثدي أمه. أي: غذي به، وقيل: هو الذي يرضع ما بين أسنانه يستكثر من الجشع بذلك. وقال أبو عمر: هو الذي يرضع الشاة أو الناقة من قبل أن يحلبها من شدة الشره.
وقال قوم: الراضع الذي لا يمسك معه محلبا، فإذا جاءه إنسان فسأله أن يسقيه احتج أنه لا محلب معه، وإذا أراد أن يشرب هو
[ ص: 252 ] رضع الناقة أو الشاة. وقال في "الموعب": رضع الرجل رضاعة وهو رضيع وراضع للئيم، وجمعه: راضعون.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد: أصل الحديث أن رجلا من العماليق طرقه ضيف ليلا فمص ضرع شاته لئلا يسمع الضيف الشخب، فأكثر حتى صار كل لئيم راضعا، فعل ذلك أو لم يفعله. وقال إبراهيم: من عيوب الشاة أن ترتضع لبن نفسها. وقيل: هو الذي يرضع طرف الخلال التي يخلل بها أسنانه ويمص ما يتعلق به.
وقوله: اليوم يوم الرضع. قال السهيلي : هو برفعهما، وبنصب الأول ورفع الثاني.
وقوله: ("ملكت فأسجح") أي: سهل العقوبة ولا تأخذ بالشدة، بل ارفق فقد حصلت النكاية فيهم. يقال: أسجح الكريم إلى من أذنب عليه يسجح إسجاحا.
وقوله: (فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا). يعني: الماء، وعلى ذلك يدل قوله: (إن القوم عطاش) يحضه على اتباعهم وإهلاكهم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ملكت فأسجح" أي: استنقذت الغنيمة فملكتها، وملكت الحماية فأسجح. أي: لا تبالغ في المطالبة، فربما عادت عليك (كبيرة) من حيث لا تظن، فبعد أن ظفرت يظفر بك، قال ذلك - صلى الله عليه وسلم - لهم حضا لهم ورجاء توبة منهم وإنابة ودخولهم في الإسلام.
[ ص: 253 ] وقوله: ("إن القوم يقرون في قومهم") وهو من القرى وهو الضيافة، والمعنى: أنهم قد وصلوا إلى قومهم، وقيل: إنهم يضيفون الأضياف، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : "يقرون" سيبلغون أول بلادهم فيطعمون ويسقون قبل أن تبلغ منهم ما تريد. قال: ومن روى: (يقرون) جعل القرى لهم أنهم يضيفون الأضياف، وصحفه بعضهم فقال: يغزون بغين معجمة. ونقل nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي عن بعضهم يقرون، وفسره بأنهم يجمعون الماء واللبن.
وفي "دلائل البيهقي": "إنهم ليغبقون الآن في غطفان" فجاء رجل من غطفان فقال: مروا على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فتركوها وخرجوا هرابا، وفيها أيضا أن امرأة الغفاري ركبت العضباء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونذرت إن الله نجاها عليها لتنحرنها، فلما قدمت المدينة أخبرت رسول الله بنذرها فقال: "بئس ما جزيتها، لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم".
قال السهيلي : واسمها ليلى، ويقال: كانت امرأة أبي ذر. وزعم nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد أن المرأة كانت أنصارية وكانت بمكة، وفيه نظر.