3083 3256 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13761عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس، عن nindex.php?page=showalam&ids=16228صفوان بن سليم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=653016عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أهل الجنة يتراءيون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءيون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم". قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: "بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ". 6556 - مسلم: 2831 - فتح: 6 \ 320]
الشرح:
قوله: (أتينا من قبل) صوابه كما قال ابن التين من آتيته: أعطيته، وليس هو من أتيته إذا جئته، وقيل: هو الذي وعدناه في الدنيا.
وما فسر به المتشابه يريد به: أنه يشبه ثمر الدنيا في التسمية ويختلف في المطعم.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء، وقاله nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة. وقال الحسن: متشابه أي: خيار لا رذل فيه.
[ ص: 118 ] واختاره ابن كيسان وأكثر أهل اللغة، قال ابن كيسان: كما تقول: تشابهت علي هذه الثياب فما أدري أيها أختار؟ واختار أبو إسحاق الأول.
وما ذكره في الأرائك قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: الأريكة: الحجلة على السرير لا تكون إلا كذا، وقال عن nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب: الأريكة لا تكون إلا سريرا منجدا في قبة عليه سوار ومخدة، وقال ابن عزير: (أرائك) أسرة في الحجال، واحدتها: أريكة، وكذلك قال غيره، وأثر nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري في "تفسيره" ثنا ابن بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح، عنه.
وفي لفظ: (سلسلة الجرية) ومعنى قوله: (حديدة الجرية) سريع جريها، وأنكر بعضهم هذا اللفظ وقيل: اسم العين: سلسبيل، ورد هذا بأنه لو كان كذلك لم ينصرف.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: سلسلة لهم يصرفونها كيف شاءوا.
وقيل: سلسلة سائغة.
( غول ) قال: إنه وجع بطن، وقال غيره: صداع، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وقيل: لا تغتال عقولهم فتذهب بها.
وما ذكره في ( ينزفون ) قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره.
[ ص: 119 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير: لا تنزف عقولهم وقرئ: (ينزفون) بكسر الزاي. وفيه قولان:
أحدها: إنه من أنزف الرجل إذا نفد شرابه.
والثاني: يقال: أنزف إذا سكر، وأما نزف إذا ذهب عقله من السكر مشهور ومسموع.
وأثر nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في دهاقا رواه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن nindex.php?page=showalam&ids=12137أبي كريب، ثنا مروان، ثنا يحيى بن ميسرة، عن مسلم بن نسطاس، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لغلامه: اسقني دهاقا، قال: فجاء بها الغلام ملأى، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: هذا الدهاق.
وحدثني محمد بن عبيد المحاربي، ثنا موسى بن عمير، عن أبي صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله: ( وكأسا دهاقا ) [النبأ: 34] قال: ملأى. قال nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب: يريد الذي يتبع بعضه بعضا.
( وكواعب ) نواهد كما قاله كأنهن اللائي خرج من ثديهن مثل الكعب.
وقوله: (الرحيق: الخمر) هو قول nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس يشرب بها المقربون [المطففين: 28] صرفا، وتمزج لسائر أهل الجنة، وما ذكره في (ختامه) هو قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي: (ختامه): آخر طعمه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: عاقبته.
[ ص: 120 ] وما ذكره في قوله: ( نضاختان ) [الرحمن: 66] قيل: بالخير، والمعروف في اللغة أنه بالمعجمة أكثر من المهملة، ولم يسمع منه يفعل.
وما ذكره في موضونة [الواقعة: 15] منسوجة، أي: بالذهب، وقيل: بالجواهر واليواقيت، وقيل: في الكوب غير ما ذكره أنها المستديرة لا عرى لها، وجمع كوب: أكواب، وجمع أكواب: أكاويب.
(والعرب) المحببات لأزواجهن -كما قال- وقال nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم: هن الحسان الكلام، وأثر nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد في الروح رواه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد في "تفسيره" حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة، عن nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح، عنه: فروح وريحان [الواقعة: 89] قال: رزق.
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16361عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد قال: (الروح): الفرح، و(الريحان): الرزق، وقيل: روح طيب ونسيم، وقيل: الاستراحة، ومن قرأ بالضم أراد: الحياة التي لا موت معها; للترجمة. وقوله: (والريحان: الرزق) قال الحسن: ريحاننا هذا، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع بن خيثم فروح وريحان هذا عند الموت، والجنة مخبوءة له إلى أن يبعث، وما ذكره في المنضود أنه الموز يريد ما وصف بأنه منضود، وهو الطلح، كذا قال أكثر المفسرين، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: أنهم تعجبوا (من) الطلح، وهو شجر العضاه، فأعلمهم الله أن في الجنة طلحا، وعلى هذا أهل اللغة، ولم يبلغهم ما قاله الصحابة المفسرون: أنه الموز، ومعنى منضود: أن الورق والحمل عمد حتى لا يبرز له ساق.
[ ص: 121 ] وأما (المخضود) فقيل -غير ما ذكره- أنه لا شوك فيه، فإنه خضد شوكه، أي: قطع، يعني: خلقته خلقة المخضود، قاله أبو الأحوص وعكرمة، والأول قول nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة.
وبخط nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي: خضدت الشجر: قطعت شوكه، قال: والذي قاله أهل التفسير في المخضود، أي: منزوع الشوك أي: خلق كذلك.
وقوله: وفرش مرفوعة [الواقعة: 34] قد فسره، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، وقال: حسن غريب، وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية قال: "ارتفاعها كما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام" وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الخبر مما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: الفرش في الدرجات وما بين الدرجات كما بين السماء والأرض، وقيل: الفرش هنا: النساء المرتفعات الأقدار في حسنهن وجمالهن، والعرب تسمي المرأة فراشا على الاستعارة، قال - عليه السلام -: nindex.php?page=hadith&LINKID=681013 "الولد للفراش".
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي فذكر حديثا طويلا فيه: "ويعطى ولي الله سريرا طوله [ ص: 122 ] فرسخ في عرض مثل ذلك في غرفة من ياقوتة من أسفلها إلى أعلاها مائة ذراع، على ذلك السرير من الفرش كقدر خمسين غرفة بعضها فوق بعض، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وذلك قوله تعالى: وفرش مرفوعة " وهي من نور وكذلك السرير.
وقوله: ( أفنان : أغصان) كذا قاله عكرمة، أي: ظل الأغصان على الحيطان، وقال الضحاك: ذواتا ألوان من الفاكهة، والواحد -على قول nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة- فن أي: غصن، وعلى قول nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: ذواتا فنون مما تشتهيه الأنفس.
وما ذكره في تفسير مدهامتان [الرحمن: 64] قول nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، وقال أبو صالح: خضراوان، وقال عطية: كادتا يكونان سوداوين من شدة الري، وهما خضراوان.
وفي بعض النسخ: وجنى الجنتين دان [الرحمن: 54] قال nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة: ثمارها دانية لا يردهم عنها بعد ولا شوك.
ثم ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه ستة عشر حديثا:
هذا الحديث أخرجه في النكاح أيضا عن عثمان (بن) الهيثم، ثنا عوف، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء ثم قال: تابعه nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، قال nindex.php?page=showalam&ids=12147أبو مسعود الدمشقي: إنما رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب كذلك nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث، وسائر [ ص: 124 ] أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب يقولون: nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقد رواه مسلم من حديث الثقفي عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ومن حديث أبي الأشهب، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12514ابن أبي عروبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال، يحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعا، وقد روى غير عوف أيضا هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن عمران.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي عن أبي الأشهب، nindex.php?page=showalam&ids=15627وجرير بن حازم، وسلم، وحماد بن نجيح، وصخر بن جويرية، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن عمران nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نظرت في الجنة" الحديث.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب في كتابه: "الفصل للوصل": كذا رواه أبو داود، وخلط [في] جمعه بين روايات هؤلاء الخمسة، وذلك أن أبا الأشهب وحمادا وصخرا عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء كانوا يروونه عن ابن جويرية، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وحده، وسلم بن زرير يرويه عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن عمران وحده. وأما جرير فلا نعلم كيف كان يرويه; لأنه لم يقع لنا حديثه إلا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود هذه، والحديث عند nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران جميعا، إلا أنا لا نعلم أحدا اجتمعت له الروايتان عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، إلا nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران، وعن [ ص: 125 ] nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12514ابن أبي عروبة وفطر عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وعوف الأعرابي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء عن عمران.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: إنما استحق النساء النار; لكفرهن العشير، ألا ترى أن الشارع قد فسره بقوله: "لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله" لجازت ذلك بالكفران، فغلب استيلاء الكفران على دهرها، فكأنها مصرة عليه، والإصرار من أكبر (أشرار) النار، وذلك أن حق زوجها عظيم عليها، يجب عليها شكره والاعتراف بفضله لستره وصيانته لها، وقيامه بمؤنتها، وبذل نفسه في هذا، ومن أجله فضلت الرجال على النساء، وقد أمر الشارع من أسديت إليه نعمة أن يشكرها، فكيف نعم الزوج التي لا تنفك المرأة منها دهرها كله؟!
وقد [ ص: 128 ] قال بعض العلماء: شكر المنعم فرض، محتجا بقوله تعالى: أن اشكر لي ولوالديك [لقمان: 14] فقرن بشكره شكر الآباء، وكذلك شكر غيرهم واجب، وقد يكون شكر النعمة في نشرها، ويجزئ من ذلك الإقرار بالنعمة والمعرفة بقدر الحاجة.
فصل:
ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي وغيره: أن الإخبار بكون النساء أكثر أهل النار كان قبل الشفاعة فيهن، وإلا فليس في الجنة عزب ولكل رجل زوجتان.
فصل:
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي عن علمائهم: إنما كان النساء أقل ساكني الجنة; لما يغلب عليهن من الهوى والميل إلى عاجل زينة الدنيا؛ لنقصان عقولهن فيضعفن عن عمل الآخرة، والتأهب لها لميلهن إلى الدنيا والتزين بها ولها، ثم هن مع ذلك أقوى الأسباب التي يصرف بها الرجال عن الأخرى; لما لهم فيهن من الهوى، وأكثرهن معرضات عن الآخرة بأنفسهن، صارفات عنها لغيرهن، سريعات الانخداع لداعيهن من المعرضين عن الدين، عسيرات الاستجابة لمن يدعوهن إلى الآخرة وأعمالها من المتقين.
قال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أيها الناس لا تعطوا النساء أمرا، ولا تدعوهن يدبرن أمر عشير؛ فإنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين المالك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن المعدومات، [ ص: 129 ] فيهن ثلاث خصال من يهود: يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مثله بزيادة: يا رسول الله ما نصف يوم؟ قال: "خمسمائة عام" قيل: فكم السنة من شهر؟ قال: "خمسمائة شهر" قيل: فكم اليوم، قال: "خمسمائة مما تعدون" ذكره ابن قتيبة في "عيون الأخبار".
[ ص: 130 ] ووجه الجمع: أن سباق الفقراء المهاجرين يسبقون سباق الأغنياء منهم بأربعين خريفا، وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام.
وقد قيل: إن حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر يعم جميع فقراء المسلمين، فيدخل الجنة سباق فقراء كل قرن قبل غير السباق من أغنيائهم بخمسمائة عام على حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء، يوضحه ما في "البعث والنشور" nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=943141 "سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفا يتنعمون فيها، والناس محبوسون بالحساب ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف".
لما كان الفقير فاقدا للمال الذي يتسبب به إلى المعاصي، ويحصل به البطر والشبع واللهو الذي يقرب إلى النار، فاز بالسبق وحاز قصباته، ولما كان هذا الأغلب على النساء قربن من النار.
فإن قلت: وقد ظهر فضل الفقراء، فلم استعاذ - عليه السلام - منه؟
[ ص: 131 ] قلت: إنما استعاذ من شر فتنته كما استعاذ من شر فتنة الغنى، أو استعاذ من فقر النفس، ولا شك أن الفقر مصيبة من مصائب الدنيا، والغنى نعيم من نعيمها، كالمرض والعافية، فالمرض فيه ثواب ولا يمنع سؤال العافية، وما أحسن قول أبي علي الدقاق -فيما حكاه عنه في "الرسالة"- لما سئل: أي الموضعين أفضل: الغنى أو الفقر؟ الغنى لأنه وصف الحق، والفقر وصف الخلق!
قال أبو عبد الله: الغني المتعلق البال بالمال هو الفقير، وعادمه الذي يقول ليس لي رغبة فيه إنما هي ضرورة العيش، هو الغني.
[ ص: 133 ] قال أبو عيسى: معنى هذا أني رأيت في المنام، هكذا روي في بعض الحديث.
ادعى المزي أنه من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، وليس كما ذكر، فقد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا في مناقب nindex.php?page=showalam&ids=2عمر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: قوله: ("فإذا امرأة تتوضأ") إنما هو: امرأة شوهاء، وإنما أسقط الكاتب منه بعض حروفه، فصار (يتوضأ) لإلباس ذلك في الخط; لأنه لا عمل في الجنة، وضوء ولا غيره.
والشوهاء: قال أبو عبيدة: هي المرأة الحسناء، والشوهاء: الواسعة الفم، والصغيرة الفم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي: الشوهاء: القبيحة، وقال الجوهري: فرس شوهاء صفة محمودة فيها، وقيل: يراد بها سعة أشداقها.
قال ابن التين: وذكر عن الشيخ أبي الحسن أنه قال: هذا فيه أن الوضوء موصل إلى هذا القصر والنعيم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: الرواية الصحيحة: "تتوضأ" وإنما ابن قتيبة قال بدله: شوهاء.
[ ص: 134 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي: وهي: الحسنة والقبيحة ضد، ووضوء هذه إنما هو لتزداد حسنا ونورا لا أنها تزيل وسخا ولا قذرا; إذ الجنة منزهة عن ذلك.
ويحتمل أن يراد به الوضوء اللغوي وهو غسل الوجه واليدين، وقد ترجم عليه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التعبير (باب الوضوء في المنام) وهو خلاف ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي.
فصل:
فيه -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال-: الحكم لكل رجل بما يعلم من خلقه، ألا ترى أنه لم يدخل القصر لغيرة عمر مع علمه أنه لا يغار عليه; لأنه أبو المؤمنين، وكل ما نال بنوه المؤمنون من خير فبسببه وعلى يديه، لكنه أراد أن يأتي ما يعلم أنه يوافق nindex.php?page=showalam&ids=2عمر.
وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين: من رأى أنه يدخل الجنة فإنه يدخلها; لأن ذلك بشارة لما قدم من خير أو يقدمه.
قال الكرماني: وأما نساؤها فهي الحور، وأعمال البر على قدر جمالهن.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - المعبر: من رأى أنه يتوضأ فإنه وسيلة إلى سلطان، وهو للخائف أمان.
فصل:
وفيه فضل الغيرة، وبكاء nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - يحتمل أن يكون سرورا، وأن يكون تشوفا إلى ذلك.
هذا الحديث يأتي أيضا في التفسير، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، واسم أبي بكر هذا: عمرو بن عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الأشعري، مات في ولاية nindex.php?page=showalam&ids=15800خالد بن عبد الله، وكان أكبر من أخيه nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة، وأبو عبد الصمد اسمه: عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري، مات سنة سبع وثمانين ومائة، ومتابعته أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تفسيره لسورة الرحمن عن محمد بن مثنى عنه، وتعليق الحارث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عنه.
فصل:
ثبت في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وفي بعض طرق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري "ستون ميلا" بدل ثلاثين، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من حديث علي بن أبي عاصم عن همام أيضا.
وفي رواية أخرى nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم: "عرضها ستون ميلا" ولا منافاة بينهما; لأن عرضها يريد مسافة أرضها وطولها ستون ميلا في السماء لا في العلو، متساويان.
[ ص: 136 ] وقال ابن التين: قوله: "ثلاثين ميلا" يريد قوله تعالى: حور مقصورات في الخيام [الرحمن: 72].
فصل:
الخيمة: بيت مربع من بيوت الأعراب، وقد بينها وقسمها أبو زياد الكلابي في كتابه، وجاء في رواية: "من لؤلؤة ومجوفة" بالفاء، كذا الرواية" nindex.php?page=showalam&ids=11903وللسمرقندي بالباء الموحدة وهي: المثقوبة التي قطع داخلها، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: الخيمة: درة مجوفة فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب، وفي "نوادر nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي" بلغنا في الرواية أن سحابة مطرت من العرش فخلق منها الحور ثم ضرب على كل واحدة خيمة على شاطئ الأنهار، سعتها: أربعون ميلا وليس لها باب، حتى إذا خلى ولي الله بالخيمة انصدعت عن باب; ليعلم الولي أن أبصار المخلوقين من الملائكة والخدم لم تأخذها.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك: أنبأنا همام، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، عن عكرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وعن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء: الخيمة: لؤلؤة واحدة لها سبعون بابا كلها در.
هذا الحديث ذكره في التفسير، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، وهو دال على وجود الجنة; لأن الإعداد غالبا لا يكون إلا لشيء حاصل، ثم أعاد ذكره في تفسير السجدة بزيادة: "ذخرا، بله ما اطلعتم عليه" ثم قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية: عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، عن أبي صالح: قرأ nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة - رضي الله عنه -: "قرات أعين" وهو تعليق مسند في "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم".
لا جرم قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: قوله: (اقرءوا إن شئتم) هو من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، ونازعه ابن التين فقال: الظاهر خلافه، وأنه من قوله - عليه السلام - والرب -جل جلاله- وعد عباده الصالحين من جنس ما يعرفونه من مطعم ومشرب ومنكح وشبهه، ثم زادهم من فضله ما لا يعرفونه، وهو قوله: "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.." إلى آخره.
وقوله: "ذخرا" هو بذال معجمة مضمومة، أي: مدخرا، وهو مصدر، يقال: ذخرت الشيء أذخره ذخرا، واذخرته أذخره اذخارا بالإدغام، ووقع في طريق nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي: "ذكرا" بالكاف، ولبعضهم: "ذخر" بغير تنوين وليسا بشيء.
[ ص: 138 ] وقوله: ("بله") أي: سوى، وهي من أسماء الأفعال، المعنى: أن ما اطلعتم عليه محقر بالإضافة إلى ما لم تطلعوا عليه، وإنما ذكر ما يعرفونه لشيئين; لأنهم (لما) يعرفون، ولأنه لو وعدهم ما يعرفون اشتاقوا إلى ما لم يعرفوا، ولطلبوا ما يعرفون فوعدهم بهما، وذهب بعض المتكلمين إلى انحصار الأجناس، وأنه لا موجود يخرج عما وجد في هذا العالم، وفيه نظر.
وقوله: "ما أخفي" ضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي بإسكان الياء، وقال في الحاشية: إسكانها قراءة حمزة.
[ ص: 139 ] وفي رواية: "إنما هو عرق يجري من أعراضهم مثل المسك" وفي رواية: "هم بعد ذلك منازل، أخلاقهم على خلق رجل على طول أبيهم آدم" وفي رواية: "على صورة أبيهم ستون ذراعا في السماء" قال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة يرويه بضم الخاء واللام، وأبو كريب بفتح الخاء وسكون اللام.
قلت: يرجح الضم قوله: ("لا اختلاف بينهم ولا تباغض") ويرجح الفتح، قوله: "على صورة أبيهم" وعلى طوله.
فائدة:
أخرج حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الأول nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في صفة الجنة وصححه، والثاني nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في الأدب.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في: "بعثه" بلفظ: "على خلق آدم ثمانية عشر ذراعا في سبعة" قال شمير -وبعضهم يقوله بالتاء- بن نهار: وما ذاك الذراع؟ قال: كأطولكم رجلا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: ورواية: "ستين ذراعا" أصح.
فصل:
الحور أصناف: صغار وكبار على ما اشتهته أنفس أهل الجنة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: روي أنه - عليه السلام - وصف حوراء رآها ليلة الإسراء: "كأن جبينها الهلال، طولها ألف وثلاثون ذراعا، في رأسها مائة ضفيرة، ما بين الضفيرة والضفيرة سبعون ألف ذؤابة".
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: "الحوراء تلبس (سبعين) ألف حلة مثل شقائق النعمان، إذا أقبلت يرى كبدها من رقة ثيابها وجلدها، وفي رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك لكل ذؤابة وصيفة ترفع ذيلها" وروي: أن الآدميات مع هذا كله أفضل منهن بسبعين ألف ضعف.
[ ص: 142 ] فصل:
ليلة البدر: هي ليلة أربع عشرة، وسميت بذاك; لأن القمر يبادر طلوعه غروب الشمس، وقيل: لامتلاء القمر وحسنه وكماله، ومنه قولهم: عين بدرة، إذا كانت ممتلئة جدا.
فصل:
عدم بصقهم وشبهه; لأن أغذيتهم في الجنة في غاية اللطافة والاعتدال، ليست بذي فضلة تستقذر، بل تستطاب وتستلذ.
وفي رواية أن ما في بطونهم يخرج رشحا كرائحة المسك.
فصل:
(المجامر): المباخر. (والألوة): العود غير مطر، فارسي معرب، بفتح الهمزة وضمها، حكاهما ابن التين، وقيل: بكسرها، وتخفف وتشدد، وعند الهروي قال بعضهم: لوه، وليه، وتجمع الألوة اللاوية، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: الألوة: اليد.
وفي رواية أخرى: "ووقود مجامرهم الألوة" كأنه أراد به الجمر الذي يطرح عليه، ويروى لأعرابي وقف على قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثان وفاته، فقال: هلا دفنتم رسول الله في سقط من الألوة أحوى ملبس ذهبا.
فصل:
فإن قلت: أي حاجة لهم في البخور والامتشاط; لعدم تلبد شعرهم وطيب ريحه؟ قلت: نعيم أهل الجنة وكسوتهم ليس عن دفع ألم اعتراهم، وكذا أكلهم ليس عن جوع ولا شربهم عن ظمأ، إنما هي [ ص: 143 ] لذات متوالية ونعم متتابعة قال تعالى: إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى الآية [طه: 118].
والحكمة فيه أن الله تعالى نعمهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا، وزادهم عليه ما لا يعلمه إلا الله.
قوله: ("زوجتان") كذا هو في الروايات بالتاء، وهو لغة متكررة في الأحاديث وكلام العرب، والأشهر حذفها، قال تعالى: اسكن أنت وزوجك الجنة [البقرة: 35] وكان nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ينكر الأول فذكر له شعر ذي الرمة، وفيه إثباتها فقال: إن ذا الرمة طال ما أكل المحل في دكان البغاء، وأنشد له قول الفرزدق همام بن غالب، فلم يحر جوابا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم: وقد قرأنا عليه قبل هذا لأفصح العرب وهو أبو ذؤيب، فذكر شعره ولم ينكره، وأنشد أبو حاتم عليه أيضا أشعارا.
فصل:
قوله: ("ويسبحون الله بكرة وعشيا") أي: قدرهما، وهو ليس عن تكليف وإلزام; لأن الجنة ليست بمحل ذلك، وإنما هو إلهام كما هو في الرواية الأخرى: "يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس" وذلك أن تنفس الإنسان لا بد له منه ولا كلفة عليه ولا مشقة في فعله، وسر ذلك أن قلوبهم تنورت بالمعرفة وأبصارهم بالرؤية، ومن أحب شيئا أكثر من ذكره.
[ ص: 144 ] فصل:
قوله في الحديث الثاني: ("والذين على (آثارهم) كأشد كوكب إضاءة") معناه أن أبدان أهل الجنة متفاوتة بحسب درجاتهم، قاله nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: يعني على ضياء الزهرة.
فصل:
تعليق nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: عن محمد بن عمرو ثنا nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم، ثنا عيسى، وأخبرنا ابن مثنى، ثنا أبو حذيفة، (حدثنا شبل): قالا: ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عنه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري: والإبكار مصدر من قول القائل أبكر فلان في حاجته يبكر إبكارا، وكذلك إذا خرج فيها من بين مطلع الفجر إلى وقت الضحى فذلك إبكار يقال منه: قد أبكر فلان وبكر يبكر بكورا، ويقال من ذلك: بكر النحل يبكر بكورا، وأبكر يبكر إبكارا، والباكورة من الفواكه: أولها إدراكا.
والعشي من حين تزول الشمس إلى أن تغيب، كما قال الشاعر:
فلا الظل من برد الصبح تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق
.
فالفيء إنما يبدأ من الزوال ويتناهى بمغيبها، وعند النحاس أن أبكر: إذا خرج من بين مطلع الشمس إلى وقت الضحى، والعشي من الزوال إلى الصباح، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس، والمعروف أنه من الزوال [ ص: 145 ] إلى الغروب، وقرئ (الأبكار) بفتح الهمزة على أنه جمع بكر، ويقال: بكر وبكر وبكر وابتكر: إذا جاء أول الوقت.
وقاله nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: بكرت: أسرعت أي وقت كان، وأبكرت إذا فعلت بكرة، قال: وقال قوم: كل من بادر إلى الشيء فقد أبكر إليه وبكر أي وقت كان.
هذا الحديث من أفراده، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي: "وجوههم على صورة القمر" وعنده أيضا: "سبعون ألفا وسبعمائة ألف بغير حساب" وعند nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي: "سبعون ألفا وسبعمائة ألف سماطين آخذ بعضهم ببعض".
وعند nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17191 (نافع) أن أم قيس حدثته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج آخذا بيدها حتى انتهى بها إلى بقيع الغرقد فقال: "يبعث من هذه سبعون ألفا يوم القيامة في صورة القمر ليلة البدر، [ ص: 149 ] يدخلون الجنة بغير حساب" فقام رجل فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم قال: "أنت منهم" فقام آخر.. الحديث.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: هذا من مقبرة واحدة، فما ظنك بجميع مقابر أمته؟!
وذكر ابن خالويه في كتاب "ليس" أن سيدنا إبراهيم الخليل قال: يحشر من بانقيا سبعون ألف شهيد. وروينا في "تاريخ الرقة" للقشيري: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15371الميموني، ثنا أبي، ثنا عمي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون - وكان بالكوفة - بلغني أنه يحشر من ظهرها سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب، فأحببت أن أموت بها، فمات ودفناه بها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15094الكلاباذي: اختلف الناس في الأمة من هم؟ فقال قوم: أهل [ ص: 150 ] الملة، وقال آخرون: كل مبعوث إليه ولزمته الحجة بالدعوة، ويجوز أن تكون الأمة كل مبعوث إليه، ولكن تختلف أحوالهم، فمنهم من بعث إليه ودعي فلم يجب كأهل الأديان من أهل الكتاب وسائر المشركين، فهؤلاء لا يدخلون الجنة أبدا، ومنهم من دعي أجاب ولم يتبع من جهة استعمال ما لزمه بالإجابة، فهو مؤمن بإجابته إلى ما دعي إليه من التوحيد والرسالة، وإن لم يستعمل ما أمر به تشاغلا عنه وخلاعة وتجوزا، فهؤلاء من أمة الدعوة والإجابة، وليسوا من أمة الاتباع، ومنهم من أجاب إلى ما دعي واستعمل ما أمر به، فهذا من أمة الدعوة والإجابة والاتباع، فيجوز أن يكون هؤلاء الأعراب من أمة محمد من طريق الإجابة له إيمانا بالله ورسوله وبما جاء به ولم يستعملوا ما جاء به، فهؤلاء ليسوا من أمته على معنى الاتباع; لأنهم لم يتبعوه ولم يسلكوا طريقه.
فمعنى: "يكملون لك من الأعراب" أي: من آمن بك ولم يتبعك استعمالا لما جئت به; لأن قوله: "لا تبلغ هذا أمتي" وقوله تعالى: "يكملون لك من الأعراب" يشير إلى أن هؤلاء الأعراب ليسوا من أمته، فيجوز أن يكون ذلك على معنى ما قلناه.
ومعنى قوله: "لا تبلغ هذا أمتي" يعني من اتبعني وآمن بي، فكأنه يقول: لا يبلغ هذا العدد من اتبعني استعمالا لما جئت به، وهذا كالحديث الذي حدثناه، ثم ساقه من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة -أو عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد- شك nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش.
[ ص: 151 ] وذكر الشيخ أبو العباس أحمد بن القسطلاني في كتاب جمع فيه أخبار مشايخ لقيهم: سمعت الشيخ أبا الربيع: كان الشيخ أبو الحكم يتكلم يوما في قوله تعالى: فمنهم شقي وسعيد [هود: 105] واستطرد إلى حديث الشفاعة التي يقول فيها: "وأعطيت هكذا وهكذا يمينا وشمالا ووراء" وحثى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه وشماله وورائه، فقال أبو بكر: يا رسول الله، يكفينا فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: يا أبا بكر، دع رسول الله يبشرنا ووراءه فقال أبو بكر: يا nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لنا نحن حثية من حثيات ربنا قال: فكان أبو بكر أفقه الرجلين; لأنه علم أنه إحراج فخاف التطويل; فقال: يكفينا.
قال الشيخ أبو الحكم: وأقول أنا: ما استثناها إلا لعظيمة يقتضيها لم يطلع عليها اللوح ولا القلم، يعني: الاستثناء في الآية السالفة.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14704الطرقي أن هذا من زيادة ابن أبي عمرة يعني: الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الحديث.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12428ابن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم، سمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=654502 "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام" فبلغ ذلك كعبا فقال: صدق والذي أنزل الفرقان على لسان محمد، لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة، ثم سار في أصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما، إن الله تعالى غرسها بيده، ونفخ فيها من روحه، وما في الجنة نهر إلا ويخرج من أصلها.
المراد بظلها: راحتها ونعيمها من قولهم: عز ظليل، وقيل معناه: ذراها وناحيتها وكنفها كما يقال: أنا في ظلك، أي: في كنفك، وإنما أحوج إلى هذا التأويل; لأن الظل المتعارف عندنا إنما هو وقاية حر الشمس وأذاها وليس في الجنة شمس، وإنما هي أنوار متوالية، لا حر فيها ولا قر، بل لذات متوالية ونعم متتابعة.
فصل:
القاب: القدر. والقوس هو: العربي.
[ ص: 155 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: قاب قوس: أي: قدره ذراع، وهو بلغة أزد شنوءة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: القاب: ما بين القوس والوتر.
وفي رواية: "وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، قال أبو عبد الله محمد بن يحيى: هذا حديث محفوظ غريب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح، عن nindex.php?page=showalam&ids=17253هلال بن علي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا، لست أدفع حديث nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح أن يكون nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء قد حفظه عنهما.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد مثله، زاد nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي عن صالح بن محمد، حدثني سليمان بن عمرو، عن nindex.php?page=showalam&ids=11974أبي حازم، عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد يرفعه في nindex.php?page=hadith&LINKID=915353قوله -عز وجل-: أولئك يجزون الغرفة [الفرقان: 75] (قال: "الغرفة): من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء، أو درة بيضاء، ليس فيها فصم ولا وصل، وإن أهل الجنة ليتراءون... " الحديث.
[ ص: 158 ] وهو ظاهر في اختلاف الغرف في العلو والصفة، وذلك بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال.
فصل:
"الغابر": يروى بالياء، اسم فاعل من غار، وروي: "الغارب" بتقديم الراء والمعنى واحد، وروي غالبا بباء موحدة ومعناه: الذاهب أو الباقي; لأن غبر من الأضداد، يريد أن الكوكب حالة طلوعه وغروبه يبعد عن الأبصار فيظهر صغيرا لبعده، وقد بينه بقوله: "بين المشرق أو المغرب" وروي: "العازب" بعين مهملة وزاي ومعناه: البعيد، وروي: "الغاير" ذكره ابن الحذاء.
وقوله: ("في الأفق") كذا هنا، وعامة نسخ مسلم "من الأفق" كما قال النووي، وقال القاضي: "من" هنا لابتداء الغاية، وصوب بعضهم ما في البخاري، وقال القرطبي: إنها أوضح.
وقوله: ("يتراءون") وفي أخرى: "يرون أهل عليين كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء" ودري -بكسر الدال- فعيل من درأت كأنه يدرأ الشياطين، ودري على مثال الدر، ومن قرأ (دريء) فهو عند أكثر أهل العربية لحن; إذ ليس في كلام العرب فعيل، [ ص: 159 ] والأكثر الضم بغير همز، قال الكسائي: شبه بالدر، وروي بضم الدال مهموز ممدود.
قال ابن التين: وانظر قوله: ("الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب") وإنما تغور الطوالع من المغرب خاصة فكيف ذكر المشرق، والغابر: الذاهب في البعد، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي.
و(الأفق): ناحية السماء واحد الآفاق، وشبه الكواكب بالدر; لكونه أرفع من باقي النجوم كما أن الدر أرفع الجواهر.
فصل:
قوله: ("بلى والذي نفسي بيده.. ") إلى آخره; يريد أنهم لم يبلغوا درجات الأنبياء، قيل: كذا ظاهره، وقال الداودي: يعني أنهم يبلغون هذه المنازل التي وصف، وأن منازل الأنبياء فوق ذلك، فعلى ما عند أبي ذر "بل.." إلى آخره الأمر بين كما ذكره الداودي، وعلى ما عند الشيخ أبي الحسن "بلى" تكون كما تقدم أنهم يبلغون درجات الأنبياء.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: كذا وقع هذا الحرف (بلى) الذي أصلها حرف جواب وتصديق، وليس هذا موضعها; لأنهم لم يستفهموا وإنما أخبروا أن تلك المنازل للأنبياء لا لغيرهم، فجواب هذا يقتضي أن تكون (بل) التي هي للإضراب عن الأول، وإيجاب المعنى الثاني فكأنه تسومح فيها، فوضعت (بلى) موضع (بل).
و"رجال" مرفوع بالابتداء المحذوف، تقديره هم رجال، ورواية: "بل" فيها توسع، أي: تلك المنازل منازل رجال آمنوا بالله، أي: حق [ ص: 160 ] إيمانه "وصدقوا المرسلين" أي: حق تصديقهم، وإلا فكل من يدخل الجنة آمن بالله، وصدق رسله.
فائدة:
روى محمد بن الحسن بن زياد النقاش في "فضائل عاشوراء" من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا: "إن لله -عز وجل- ثماني جنات" الحديث.