حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري مرفوعا: "يوشك أن يكون خير مال المسلم.. " الحديث، وسلف في الإيمان.
و("يوشك"): يسرع. و("شعف الجبال"): أعلاها التي تنبت الكلأ.
و("يفر بدينه من الفتن") يعني: موت عثمان الذي قال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة فيه: تموج كموج البحر، فحذر - عليه السلام - من التبس عليه الأمر أن يدخل في ذلك، وكان ممن اعتزل سعد وسعيد nindex.php?page=showalam&ids=80ومحمد بن مسلمة nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد.
والوبر: وإن كان من الإبل (دون الخيل) فلا يمتنع أن يكون وصفهم به; لكونهم جامعين بينهما، وكأنه إخبار عن أكثر حال أهل الغنم وأهل الإبل.
[ ص: 238 ] فصل:
الفدادون: بتشديد الدال، جمع فداد، وهو من بلغت إبله مائتين فأكثر إلى ألف، قاله القزاز. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد نحوه: هم المكثرون من الإبل، وهم جفاة وأهل خيلاء. وقال أبو العباس: هم الجمالون والرعيان والبقارون (والحمالون).
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم وأموالهم ومواشيهم. قال: والفديد: الصوت الشديد.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12112أبو عمرو الشيباني: هو بالتخفيف جمع فداد بالتشديد، وهو عبارة عن البقر التي يحرث عليها، وأهلها أهل جفاء; لبعدهم عن الأمصار، حكاه أبو عبيد وأنكر عليه، وعلى هذا المراد بذلك أصحابها، بحذف مضاف، قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: أما الحديث فليس فيه إلا رواية التشديد وهو الصحيح على ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي وغيره، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: "في الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=103953الجفاء والقسوة في الفدادين" قال: يريد: أصحاب الحروث والمواشي. قال: وفديدهم: أصواتهم وجلبتهم. قال:
أنبئت أخوالي بني يزيد ظلما علينا لهم فديد
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: هو جمع الفداد; وهو الشديد الصوت، وذلك من دأب من يعالج الإبل من أصحابها. قال: وهذا إذا رويته بالتشديد، [ ص: 239 ] من فد يفد، إذا رفع صوته، فإن رويته بالتخفيف فهو جمع الفدان، وهو آلة الحرث السكة وأعواده. قال: وإنما ذم ذلك وكرهه; لأنه يشغل عن أمر الدين ويلهي عن الآخرة فيكون معها قساوة القلب.
فصل:
السكينة: السكون والطمأنينة والوقار والتواضع بخلاف ما ذكره في الفدادين، قال ابن خالويه: وهو مصدر سكن سكينة، وليس في المصادر له شبيه إلا قولهم: عليه ضريبة.
قلت: قال أبو علي الفارسي في "الحجة" وذكر قوله: شبيه هذا كثير جدا مثل النكير والنذير وغدير الحي، ولا اعتداد بالهاء.
فصل:
قوله: ("الإيمان يمان") أثنى على أهل اليمن; لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه. وقد قبلوا البشرى حين لم يقبلها بنو تميم، وجعله يمانيا; لظهوره من اليمن، ولذلك قيل الركن اليماني، يراد: الركن الذي يلي اليمن، مثل قوله:
يؤيده قوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: "والإيمان في أهل الحجاز" فعلى هذا يكون المراد بأهل اليمن أهل المدينة، ومن عند يلملم إلى أوائل اليمن. وقيل: كان بالمدينة; لأن كونها هو الغالب عليه، وعلى هذا فتكون الإشارة إلى سباق أهل اليمن وإلى القبائل اليمنية الذين وفدوا على الصديق بفتح الشام وأوائل العراق، وإليه الإشارة بقوله: "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن" وقيل: أراد مكة والمدينة.
قال النووي: فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريدهما ونسبهما إلى اليمن; لكونهما من ناحيته.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: إنما بدأ الإيمان من مكة لأنها مولده ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة. ويقال: إن مكة من أرض تهامة، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا تسمى مكة وما وليها من أرض اليمن التهائم، فمكة على هذا يمانية، وقيل: أراد بهذا القول الأنصار; لأنهم يمانون، وهم نصروا المؤمنين وآووهم، فنسب الإيمان إليهم. قاله nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد. وأغرب منه قول nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي أنه إشارة إلى nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس.
[ ص: 241 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح: ولو جمع nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد ومن سلك سبيله طرق الحديث كما جمعها مسلم وغيره وتأملوها لصاروا إلى غير ما ذكروه، ولما تركوا الظاهر، ولقضوا بأن المراد اليمن وأهله وما هو مفهوم من إطلاق ذلك؛ إذ من ألفاظه: "أتاكم أهل اليمن" والأنصار من جملة المخاطبين بذلك. فهم إذا غيرهم، وكذا قوله: "جاء أهل اليمن" وإنما جاء حينئذ غير الأنصار، ثم إنه وصفهم بما يقتضي بكمال إيمانهم ورتب عليه الإيمان، فكان ذلك إشارة للإيمان إلى من أتاه من أهل اليمن لا إلى مكة والمدينة، ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره، وحمله على أهل اليمن حقيقة; لأن من اتصف بشيء، وقوي إيمانه به، وتأكد اضطلاعه، نسب ذلك الشيء إليه; إشعارا بتميزه به فكذا (حال) أهل اليمن حينئذ في الإيمان وحال الوافدين منه في حياته وفي أعقابه nindex.php?page=showalam&ids=12338كأويس القرني nindex.php?page=showalam&ids=12150وأبي مسلم الخولاني وشبههما، ممن سلم قلبه وقوي إيمانه، فكانت نسبة الإيمان إليهم كذلك; إشعارا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي له عن غيرهم; فلا منافاة بينه وبين قوله: "الإيمان في أهل الحجاز".
ثم المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ لا كل أهل اليمن في كل زمان، فإن اللفظ لا يقتضيه، وهذا هو الحق في ذلك.
فائدة:
قوله: ("الإيمان يمان") أصله: يماني، فخففوا ياء النسبة، كما قالوا: تهامون، وأشعرون، وسعدون. وكذلك يقال: سيف يمان.
[ ص: 242 ] فصل:
قوله: ("القسوة وغلظ القلوب") زعم السهيلي أنهما لمسمى واحد كقوله: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله [يوسف: 86] والبث: هو الحزن، ويحتمل -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي- أن يقال: القسوة: يراد بها أن تلك القلوب لا تلين ولا تخشع لموعظة، وغلظها; لعدم فهمها.
وقوله: ("عند أصول أذناب الإبل") أي: إنهم يبعدون عن الأمصار فيجهلون معالم دينهم، ذكره الداودي.
وقوله: ("في ربيعة ومضر") هو بدل من ("الفدادين") أي: القسوة في ربيعة ومضر الفدادين، يعني: من بالعراق منهما، فمن مضر: العراق وبنو تميم وربيعة، وهم أهل بدو بنواحي البصرة. قال nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر أول ما قدم عليه وفد العراق: إنا نزلنا سبخة هشاشة طرف لنا (بالفلاة)، وطرف لنا بالماء الأجاج فيأتينا ما يأتي في مريء النعامة، وإن من إخواننا من أهل الأمصار نزلوا في مثل حدقة البعير من المياه العذب فتأتيهم فواكههم لم تخضد، فإن أنت لم ترفع خسيسنا وتجبر وكيسنا بعطاء تفضلنا به على سائر الأمصار نهلك.
فصل:
قرنا الشيطان: جانبا رأسه، وقيل: هما جمعاه اللذان يغويهما الناس. وقيل: شيعتاه من الكفار. والمراد بذلك: اختصاص المشرق بمزيد تسلط الشيطان ومن الكفر. قال الخطابي: ضرب المثل بقرن [ ص: 243 ] الشيطان فيما لا يحمد من الأمور. وقيل: المراد به ما ظهر من العراق من الفتن كوقعة الجمل وصفين والخوارج، فإن أصل ذلك ومنبعه بالعراق ومشرق نجد، وهي مساكن ربيعة ومضر إذ ذاك.
وهذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا.
و"الديكة": جمع ديك -بكسر الدال وفتح الياء- على وزن قردة جمع قرد، وهو ذكر الدجاج، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده، وقوله:
وزقته الديك بصوت أزقا
إنما أنث على إرادة الدجاجة; لأن الديك دجاجة أيضا، والجمع القليل: أدياك، والكثير: ديوك وديكة. وأرض مداكة: كثيرة الديكة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: وقد يسمى الديك دجاجة; والدجاجة تقع على الذكر والأنثى.
فصل:
فيه دلالة أن الله جعل للديك إدراكا، كما جعله للحمير، وأن كل نوع من الملائكة والشياطين موجودان، وهذا معلوم في الشرع قطعا، والمنكر لشيء منها كافر، كما نبه عليه القرطبي قال: وكأنه إنما أمر [ ص: 244 ] بالدعاء عند صراخ الديكة; لتؤمن الملائكة على ذلك; ولتستغفر له وتشهد له بالتضرع والإخلاص فتتوافق الدعوتان، فتقع الإجابة. ومنه يؤخذ استحباب الدعاء عند حضور الصالحين.
ينبغي أن يتعلم من الديك خمسة -نبه عليها nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي-: حسن الصوت، والقيام بالسحر، والسخاء، والغيرة، وكثرة النكاح.
الحديث الخامس:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر - رضي الله عنه -: nindex.php?page=hadith&LINKID=653059 "إذا كان جنح الليل -أو أمسيتم- فكفوا صبيانكم" الحديث، وقد سلف حكمه قريبا في باب صفة إبليس وجنوده، وفي [ ص: 245 ] رواية لم يذكر التسمية، وأغفله المزي في "أطرافه" تبعا لخلف، واقتصرا على عزوه إلى صفة إبليس، وزعما أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري رواه في الأشربة عن إسحاق بن منصور، عن روح، ورواه هنا عن إسحاق غير منسوب، ونسبه nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم هنا في رواية ابن إبراهيم. وقال الجياني: (قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري) في باب ذكر الجن وتفسير سورة البقرة والرقاق: ثنا إسحاق، حدثنا روح. ولم أجد إسحاق هذا منسوبا عند أحد من شيوخنا في شيء من هذه المواضع. وقد حدث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تفسير سورة الأحزاب وسورة ص عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم، عن روح، وحدث في الصلاة في موضعين، وفي الأشربة في غير موضع، عن nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور، عن روح. كذا قال.
قوله: (أفأقرأ التوراة؟!). وفي نسخة: أقرأ التوراة، وهذا بهمزة استفهام، وهو استفهام إنكار، معناه: ما لي علم ولا عندي شيء إلا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أنقل من التوراة.
الحديث السابع: حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - في قتل الأوزاغ.
سلف في الحج، وحديث أم شريك مثله، وهو الحديث الثامن ويأتي في أحاديث الأنبياء وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا.
وقول أم شريك لا يضاد قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة: "لم أسمع - عليه السلام - أمر بقتله" لأنها لم تسمع جميع مقالته، والزيادة من الثقة مقبولة.
(سلخ): بنصب السين، وكسرها أولى; لأنه اسم كما قاله ابن التين.
و"جنان": بكسر الجيم وتشديد النون الأولى، وهو جمع جان كما سلف.
وقوله: (نهى عن قتل جنان البيوت) قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: أراد بيوت المدينة، وقيل: أراد المدينة وغيرها. واستحسن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ذلك في غير المدينة، وقال فيما وجد في الصحراء: يقتل ولا يتقدم إليها. وقد سلف ذلك أيضا.