3191 3371 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير، عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور، عن nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653120كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين ويقول "إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة ". [فتح: 6 \ 408]
معنى يزفون: يسرعون.
ذكر في الباب ثمانية أحاديث:
أولها:
حديث أبي حيان -بالمثناة تحت- يحيى بن سعيد بن حيان التميمي، عن أبي زرعة هرم بن عمرو بن جرير، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما بلحم فقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=908175 "إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين.. " الحديث. وفيه: فذكر حديث الشفاعة، وذكر إبراهيم "فيقولون اذهبوا إلى موسى" وقد سلف، ثم قال: تابعه nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: أخرجها هو من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عنه، وروي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي [ ص: 391 ] محسنا، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي من حديث علي بن زيد، عن أبي نضرة، عنه.
الحديث الثاني:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=14348أحمد بن سعيد أبي عبد الله شيخ البخاري المروزي المعروف بالرباطي، مات سنة ست أو ثلاث وأربعين ومائتين، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=652195 "يرحم الله أم إسماعيل، لولا أنها عجلت لكانت زمزم عينا معينا".
وقال الأنصاري. أي: محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس، مات سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائتين، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال: أما كثير بن كثير فحدثني قال: إني وعثمان بن أبي سليمان جلوس مع nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، فقال: ما هكذا حدثني nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ولكنه قال: أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمه وهي ترضعه، معها شنة. لم يرفعه.
وهذا التعليق رواه nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ عن فاروق بن عبد الكبير: حدثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي عنه به، وقال: ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه بلا رواية" وعثمان هذا هو ابن سليمان بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف. وفيهم من نسبه إلى أبي سليمان جبير بن مطعم.
[ ص: 392 ] ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب السختياني، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة -يزيد أحدهما على الآخر- عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت.
فذكر قصة زمزم بطولها وبناء البيت.
ثم ساقه أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12398إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير، عن سعيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مطولا.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن nindex.php?page=showalam&ids=14273أحمد بن سعيد شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، عن nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، عن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب.
ورواه أيضا عن أبي داود سليمان بن سعيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني، عن وهب به، وفيه: قلت لأبي: حماد لا يذكر nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب، ولا يرفعه، قال: أنا أحفظه كذا، كذا حدثني به nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، قال وهب: وثنا nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحوه، ولم يذكر أبيا، ولم يرفعه.
قال وهب: فأتيت nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع فحدثني بهذا الحديث، عن nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن عبد الله بن سعيد فرد ذلك ردا شديدا، ثم قال لي: فأبوك ما يقول؟ قلت: أبي يقول: nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب عن سعيد، فقال: العجب، والله ما يزال الرجل من أصحابنا الحافظ قد غلط، إنما هو nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن عكرمة بن خالد، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير. وقال [ ص: 393 ] أبو مسعود: رأيت جماعة اختلفوا على nindex.php?page=showalam&ids=17282وهب بن جرير في هذا الإسناد.
قال الجياني: لم يذكر أبو مسعود إلا هذا، وأنا أذكر ما انتهى إلي من الخلاف على وهب وعلى غيره في هذا الإسناد: قد رواه عن حجاج، عن وهب به بزيادة nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب، ثم رواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بإسقاطه، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني عنه بإثباته.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب فلم يذكره ولا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب فقال: نبئت عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: [أول] من سعى بين الصفا والمروة.. الحديث بطوله نحوا مما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن سعيد، وفيه قصة زمزم، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن عكرمة بن خالد، لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير.
قال أبو علي: فكيف يصح هذا، وفيه من الخلاف ما عرفت؟ فنقول: إذا ميزه الناظر ميز منه ما ميزه البخاري، وحكم بصحته، وعلم أن الخلاف الظاهر فيه إنما يعود إلى وفاق، وأنه لا يدفع بعضه بعضا، فأما من أوقفه فقليل، والذين أسندوه أئمة حفاظ، وكذلك من أسقط من سنده أبيا لا يوهنه. والحديث إذا اتصل إلى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وكان محفوظا فلا نبالي من رواه عنه nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، ولا يعد مرسلا، وأما من أسقط عبد الله بن سعيد فليس بشيء، قد صح أن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب رواه عنه، عن أبيه، وقد أتى به في الإسناد nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد، nindex.php?page=showalam&ids=15627وجرير بن حازم، قال nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب: نبئت عن سعيد. فهذا يصح أن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب إنما أخذه من عبد الله بن سعيد عن أبيه، وإنما كان يسقط [ ص: 394 ] وهب في بعض الأحايين، ويسوقه معنعنا على سبيل التخفيف وتقريب الإسناد، وكان nindex.php?page=showalam&ids=14273أحمد بن سعيد يحدث به على الوجهين بسقوطه وإثباته، وأما إنكار سلام أن يكون مخرج الحديث عن سعيد رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة فلا يلتفت إليه; لأنه ليس من جمال (المحامل).
إذا تقرر ذلك فالكلام عليه من وجوه:
أحدها:
(شنة): القربة البالية.
ومعنى: (تعفي أثرها): تسحب (طرف) الثوب على التراب وذلك أن سارة أبطأها الولد، فوهبت هاجر لإبراهيم، فلما ولدت إسماعيل قالت: لا تساكني في بلد، فكانت هاجر أول من خفضت من النساء، كما أن زوجها أول من اختتن من الرجال، وأول امرأة جرت ذيلها، وأول امرأة ثقبت أذناها، وذلك أن سارة غضبت عليها، فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاء من أعضائها، فأمرها إبراهيم أن تبر قسمها بثقب أذنيها وخفاضها.
قال ابن أبي زيد في "نوادره": فصارت سنة في النساء، فلما خفضت ورأت الدم سترته بذيلها، فمن ثم أرخى النساء ذيولهن.
والجراب: الأفصح كسر جيمه كما سلف، والدوحة: الشجرة العظيمة، والسقاء: إهاب فيه ماء، والقربة التي يستقى فيها، وفي رواية: (شنة) أي: خلقة.
[ ص: 395 ] ومعنى (قفى إبراهيم): ولى، ذكره الهروي في تفسير قوله - عليه السلام -: nindex.php?page=hadith&LINKID=708855 "أنا المقفي" أي: المولي، ومعنى: (نفد ما في السقاء): فرغ، و(عطشت): بكسر الطاء، وكذا (عطش ابنها)، ومعنى (يتلوى): يتمرغ ويتقلب. وقال ابن التين: يتقلب ظهرا لبطن، واللوى: وجع في البطن، ومعنى: (يتلبط) -بالباء الموحدة قبل الطاء-: ينصرع، وقيل: تحير.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هو أن يحرك شفتيه ولسانه كأنه يموت. قال الخليل: لبط فلان بفلان الأرض إذا صرعه صرعا عنيفا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد: اللبط باليد والخبط بالرجل. وقوله: (يتلوى أو قال: يتلبط) هو شك من الراوي في أيهما وقع. قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: والتبلط أكثر.
وقال القزاز: معناهما واحد أي: يتضرب، (يتلوى) في الأرض.
و(صه): -بفتح الصاد وسكون الهاء من أسماء السكوت (تريد نفسها) لتسمع ما فيه فرج.
و(الغواث) بضم الغين، كذا ضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي، وضبطه ابن التين بفتحها، قال: قيل: وليس من الأصوات ما يقال بفتح الفاء غيره، [ ص: 396 ] قال: ويجوز ضمه. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي: قال لنا ابن الخشاب بالفتح، والغياث: بالكسر من الإغاثة. قال ابن الأثير: وروي غواث بالضم والكسر وهما أكثر ما يجيء في الأصوات كالنباح والنداء، والفتح فيهما شاذ. وقال القاضي: الفتح nindex.php?page=showalam&ids=13722للأصيلي والضم لأبي ذر. والبحث: طلب الشيء في التراب، وكأنه حفر بطرف رجله.
وقوله: (فبحث بعقبه أو قال: بجناحه) الظاهر أنه شك من الراوي وذكر في الحديث الآخر: (فانبثق الماء) أي: نبع وخرج. و(تحوضه): تجعله حوضا; لئلا يذهب الماء. و(يفور): ينبع، مثل قوله تعالى: وفار التنور [هود: 40] ولا شك أن إجراء زمزم كان إنعاما محضا لم يشبه كسب البشر، فلما دخل الحرص وقفت تلك النعمة ووكلت إلى تدبيرها.
وأفاد nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في "ربيعه" أنها أنبطت قبل لآدم، حتى انقطعت زمن الطوفان أيضا، ثم لإسماعيل.
وقوله: ("يرحم الله أم إسماعيل") إنما يبتدأ بالدعاء للمذكور أو المخاطب; إكراما له; لقوله: عفا الله عنك لم أذنت لهم [التوبة: 43].
وقوله: ("لو تركته لكان عينا معينا") أي: يجري على وجه الأرض. وفيه جواز قول المرء: لو لم يكن كذا كان كذا، وسيأتي له باب.
[ ص: 397 ] و(الضيعة): الضياع، والرابية: المكان المرتفع.
وقوله: (مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة) كذا ضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي خطأ بالضم، وصرح به nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي حيث قال: الفتح والمد: أعلى مكة، والضم والكسر: أسفلها، وهو المراد هنا; لأنه قال: (فنزلوا أسفل مكة) وهو موضع يخرج منه من مكة إلى اليمن.
الوجه الثاني:
(جرهم): هو ابن قحطان بن عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، والطير العائف -بالعين المهملة-: هو الذي يتردد ويحوم حول الماء ولا يبرح، قاله الخليل، ورجل عائف: يتكهن، والعائف: الذي يعرف مواضع الماء من الأرض.
وقوله: (فأرسلوا جريا أو جريين) يريد: الرسول والوكيل، وقيل: الأجير. وقوله: (وأنفسهم) هو بفتح الفاء، مثل قوله عقبه: (وأعجبهم).
فائدة:
سارة هي ابنة عمه توبيل بن ناحور، وقيل: هي بنت هاران الأكبر بن ناحور، وقول ابن قتيبة وغيره أن سارة هي بنت هارن بن تارح فغير جيد; لأن الله تعالى حرم نكاح بنت الأخ على لسان نوح.
وكان إسماعيل مرسلا أرسل إلى أخواله من جرهم، وإلى العماليق الذين كانوا بأرض الحجاز، فآمن بعض وكفر آخرون. قال ابن قتيبة: عاش مائة وسبعة وثلاثين سنة، ودفن مع أمه بالحجر.
[ ص: 398 ] الثالث:
قال السهيلي: التي أمره أبوه بطلاقها اسمها جداء بنت سعد، والتي أمره بإمساكها اسمها السيدة، وقيل: عاتكة، وقيل سامة بنت مهلهل. وعند ابن سعد: أم ولد إسماعيل رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: رعلة بنت يعرب بن يشجب بن لوذان بن جرهم. وعند الجواني: هالة بنت الحارث بن مضاض، ويقال: سلمى، ويقال (الحنفاء).
الرابع:
أول من نطق بالعربية إسماعيل، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "مستدركه" وقال: صحيح الإسناد. وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب، عن nindex.php?page=showalam&ids=16345عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر مرفوعا: أنه أول من كتب بالعربية.
قال أبو عمر: هو أصح من رواية من روى أنه أول من تكلم بها.
وقال ابن سعد: أخبرنا الأسلمي، عن غير واحد من أهل العلم أن إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب.
[ ص: 399 ] وقال هشام بن محمد: قال الشرقي: عربية إسماعيل أفصح من عربية يعرب بن قحطان. وقال النحاس: عربية إسماعيل هي التي نزل بها القرآن. وأما عربية حمير وبقايا جرهم فغير هذه العربية المبينة وليست فصيحة. وعن nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء قال: أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، قال أبو عمر: لا يصح غير هذا. وفي "الوشاح" لابن دريد: أول من تكلم بالعربية القديمة يعرب بن قحطان ثم إسماعيل.
الخامس:
العتبة -بفتح الباء-: أسكفة الباب، قاله ابن التين.
وقوله: (فلما جاء إسماعيل) كأنه آنس شيئا، أي: أحس، مثل: فإن آنستم منهم رشدا [النساء: 6]. أي: علمتم.
وقوله: (في ضيق وشدة) وقال ابن التين فأخبرته: أنا في جهد قال: والجهد: بضم الجيم عند nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي; لأنه من الفتنة، وعند غيره هو بالفتح.
وقوله: (كأنه ينشغ للموت) هو بنون ثم بشين معجمة، والنشغ -بإسكان الشين المعجمة وبالغين المعجمة-: الشهيق وعلو النفس الصعداء حتى يكاد يبلغ به الغشي.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: هو مثل الشهيق عند الشوق من شدة ما يرد عليه منه. وقيل: معناه: يمتص بفيه. من نشغت الصبي دواء انتشغه.
وقال ابن التين: هو مثل الشهيق عند الموت، ويقال: الناشغ: الذي يحفى بعد جهد. وقيل: هو الشهيق من ناحية الصدر حتى يبلغ الغشي.
[ ص: 400 ] وروى أبو أيوب عن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: نشغه بالغين وبالعين، إذا أوجر الصبي.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: هو بالعين غير المعجمة) إذا أوجره. وفي الحديث: "لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى ينشع" قال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي: النشغات عند الموت فوقات خفيات.
السادس:
قوله: (فقال: يا إسماعيل إن ربك أمرني أن أبني له بيتا. قال: أطع ربك. قال: إنه أمرني أن تعينني عليه قال: إذا أفعل أو كما قال). وقال في الحديث قبله: (يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك به ربك. قال: وتعينني؟ قال: وأعينك).
لا مخالفة بين هذا وبين الأول، وقال ابن التين: انظر هل يحتمل أن يقال: أمره الله أن يعينه بعد ذلك، فيكون هذا الحديث الآخر متأخرا بعد الأول؟ قلت: يجوز أن يكون طلب منه الإعانة أولا فأجاب، ثم أخبره ثانيا أن الله أمره بها.
خاتمة:
أول من بنى البيت آدم أو شيث أو الملائكة، وقال ابن هشام في "تيجانه": معناه: نصب; لأن عليه نصبت الدنيا، ثم بناه إبراهيم، ثم قريش، ثم nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير، ثم الحجاج، وقيل: إن جرهما بنته مرة أو مرتين. وقيل: إنه لم يكن بناء وإنما كان إصلاحا.
هذا الحديث يأتي قريبا في باب: ووهبنا لداود سليمان، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: يشبه أن يكون المسجد الأقصى أول ما وضع، بناه بعض أولياء الله قبل داود وسليمان ثم بنياه وزادا فيه وسعاه فأضيف لهما بناؤه; لأن المسجد الحرام بناه إبراهيم، وبينه وبين داود وسليمان عدة من الأنبياء: ابنه إسحاق، ويعقوب، ويوسف، وموسى، ومدة أعمارهم أضعاف أربعين سنة، فوجه الحديث ما قلناه. وقد ينسب هذا المسجد إلى إيليا، فيحتمل أن يكون هو بانيه أو غيره، ولست أحقق لم أضيف إليه.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "صحيحه" لما أخرجه: هذا فيه دحض لقول من زعم أن بين إسماعيل وداود ألف سنة. واعترضه nindex.php?page=showalam&ids=14679الضياء الحافظ فقال: وجه هذا الحديث أن هذين المسجدين وضعا قريبا ثم خربا ثم بنيا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي: يرتفع الإشكال بأن يقال: إن الآية الكريمة والحديث لا يدلان على أن إبراهيم وسليمان ابتدءا وضعهما، بل كان تجديدا لما أسسه غيرهما.
[ ص: 402 ] وقد روي أن أول من بنى البيت آدم، وعلى هذا فيجوز أن يكون غيره من ولده رفع بيت المقدس بعده بأربعين عاما، وبنحوه ذكره ابن الجوزي وغيره، ويوضحه ما ذكر ابن هشام في "تيجانه" أن آدم لما بنى البيت أمره جبريل بالمسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه فبناه ونسك فيه.
ويؤيده أيضا ما رواه خالد بن عرعرة قال: سأل رجل عليا - رضي الله عنه - عن أول بيت وضع للناس الآية [آل عمران: 96] أهو أول بيت بني في الأرض؟ قال: لا، كان نوح قبله، وكان في البيوت، وكان إبراهيم قبله وكان في البيوت، ولكنه أول بيت وضع فيه البركة والهدى، ومن دخله كان آمنا. وظاهره أن الوضع غير البناء.
فصل:
في "تاريخ بيت المقدس" للكنجي عن nindex.php?page=showalam&ids=12112أبي عمرو الشيباني أن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كانت الأرض ماء فبعث الله ريحا فمسحت الأرض مسحا فظهرت على الأرض زبدة، فقسمها الله أربع قطع، فخلق من قطعة مكة ومن الثانية المدينة ومن الثالثة بيت المقدس.. الحديث.
وفي "فضائله" أيضا للواسطي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة عن يزيد، عن عطاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - أن مكة خلقها الله تعالى وحفها [ ص: 403 ] بالملائكة قبل أن يخلق شيئا من الأرض كلها بألف عام، ووصلها بالمدينة، ووصل المدينة ببيت المقدس، ثم خلق الأرض كلها بعد بألف عام، فعلى هذا تكون الأيام التي خلقت فيها السموات والموجودات كل يوم منها ألف سنة، على ما رجحه واحتج له nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم، فيكون بين خلق البيت وخلق المسجد الأقصى هذا المقدار من سني الدنيا.
وقد يخدش فيه قول أبي ذر: (أي مسجد وضع في الأرض أول) وقد يراد موضع يوضع، وقول صاحب "التاريخ": روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الحبر أن سليمان بنى بيت المقدس على أساس قديم كان أسسه سام بن نوح لا يدفع ذلك.
قوله: (أي مسجد وضع أول) أي: للصلاة، وهو من خصائص هذه الأمة; لأن من كان قبلها كانوا لا يصلون إلا في موضع تيقنوا طهارته، ونحن خصصنا بجوازها في كل الأرض إلا ما تيقنا نجاسته وباشرناها.
الحديث الرابع:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه - في أحد وتحريم مكة والمدينة.
سلف في الجهاد وغيره، ورواه عبد الله بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تقدم أيضا في البيوع.
الحديث الخامس:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - في رد الكعبة على القواعد. سلف في الحج، وفيه: (ابن أبي بكر) وهو عبد الله بن محمد بن أبي بكر أخو القاسم، قتل بالحرة. وقوله آخره (وقال إسماعيل: عبد الله بن محمد بن أبي بكر) وهذا أخرجه في التفسير عن nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس متصلا.
[ ص: 405 ] الحديث السادس والسابع:
حديث أبي حميد وكعب بن عجرة، سلفا في الصلاة.
nindex.php?page=showalam&ids=187وأبو حميد: اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ابن عم سهل بن سعد بن مالك، nindex.php?page=showalam&ids=45وأبو أسيد مالك بن ربيعة بن بدر بن عمر، وقيل: عامر بن عوف بن حارثة، مات nindex.php?page=showalam&ids=187أبو حميد في آخر خلافة معاوية قاله nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي.
هذا الحديث رواه الأربعة: nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في السنة، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في الطب.
[ ص: 406 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي: حسن صحيح، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في النعوت و"اليوم والليلة".
رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث جرير (عن منصور) عن سليمان فقال: عن المنهال عن nindex.php?page=showalam&ids=16413عبد الله بن الحارث، مرسل، ورواه محمد بن فضيل عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش فقال: عن المنهال، عن محمد بن علي بن أبي طالب قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ومنصور، عن المنهال، عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فصل:
(كلماته التامة) كلامه مطلقا، وقال الهروي: القرآن. وقال ابن التين: التام فضلها وبركتها; لأنها تمضي وتستمر، لا يردها شيء، ولا يحقق معها طلبه، وقيل: أقضيته وعذابه يتضمنها كلامه كقوله تعالى: وتمت كلمت ربك الحسنى [الأعراف: 137] (وهي): ونريد أن نمن [القصص: 5] وقيل: الكاملة أي: أنه لا يدخلها نقص ولا عيب كما يدخل كلام الناس، وقيل: النافعة الكافية الشافية مما يتعوذ به. قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: كان nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد يستدل بقوله: "كلمات الله التامة" على أن القرآن غير مخلوق ويقول: إنه - عليه السلام - لا يستعيذ بمخلوق.
[ ص: 407 ] وقوله: "من كل شيطان وهامة" وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي يعني: شياطين الإنس والجن. قال: والهامة: كل ذي نفس. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: الهامة من الهوام ذوات السموم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: الهوام حشرات الأرض. وقال الهروي: الهوام: الحيات، وكل ذي سم يقتل، فأما ما لا يقتل وسم فهي السوام مثل: العقرب والزنبور، ومنها القيام مثل القنافذ والخنافس والفأر واليرابيع، قال: وقد تقع الهامة على ما يدب من الحيوان، ومنه قوله nindex.php?page=showalam&ids=167لكعب بن عجرة "أيؤذيك هوام رأسك؟" أراد: القمل، سماها (هواما); لأنها تهم في الرأس وتدب، وقيل الهامة: كل نسمة تهم بسوء.
و(العين اللامة) قال أبو عبيد: أصلها من ألممت إلماما بالشيء نزلت به، ولم يقل: ملمة; كأنه أراد أنها ذات لمم. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: اللامة: الملمة، وهي الآتية في الوقت بعد الوقت. وإنما قال: "لامة" وقياسها: ملمة; ليوافق لفظ "هامة" فيكون ذلك أخف على اللسان، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: اللامة: ذات اللمم، وهي كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل ونحوه.
والعين اللامة ذات لمم بإصابتها وضرها، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هي كل عين تصيب الإنسان إذا حلت به. وقاله nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس أيضا.