[ ص: 84 ] وممركم على غفار! فأقلعوا عني، فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فصنع مثل ما صنع بالأمس، وأدركني nindex.php?page=showalam&ids=18العباس فأكب علي، وقال مثل مقالته بالأمس. قال: فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله. [3522، 3861- مسلم: 2474- فتح: 6 \ 549]
ذكر فيه حديث أبي جمرة بالجيم، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس- رضي الله عنه- في إسلام أبي ذر- رضي الله عنه- وأنه كان يشرب من ماء زمزم ويكون في المسجد إلى أن أسلم، وقال له - عليه السلام-: "اكتم هذا الأمر" فلم يكتمه وأعلن به فضرب ثم أعلن به ثالث يوم فضرب.
وسيأتي في المغازي، وذكر هناك أنه لما أتى ليسلم أخذ- صلى الله عليه وسلم- جبهته بأصبعه، وقال: "غفار يهدي الله من يشاء"، كأنه استعظم أن يكون بها مثل أبي ذر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: والصحيح ما ها هنا!
وقوله: (فمر بي علي- رضي الله عنه- فقال: ما آن للرجل أن يعرف منزله بعد؟
[ ص: 85 ] قال: قلت: لا) أي: ما حان، ومثله حديث الحسن: ما يأني أن يتفقهوا، أي: لم يأن لهم، ومنه قولهم: نولك أن تفعل كذا أي: حقك، وفي بعض النسخ (آنى) يقال: أنى يأني، وآن يئين. أي: حان. وفيه مقام العباس وجلالته عندهم حيث أكب عليه ونزعه منهم، وما أحسن قوله: (ويلكم تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار).
وقوله: (فقال: يا معشر) كذا في الأصول، وفي نسخة (يا معاشر).
وقوله: (قوموا إلى هذا الصابئ) أي: الذي خرج من دين إلى دين، وبذلك سمي الصابئون: لأنهم خرجوا من النصرانية إلى دين ابتدعوه،
[ ص: 86 ] ولذلك كان كفار قريش يقولون لرسول الله:- صلى الله عليه وسلم- صابئ; لأنه خرج من دينهم إلى الإسلام، ومنه صبأت النجوم خرجت من مطالعها، وصبأ نابه: خرج.
وقوله: (فأقلعوا عني) أي: كفوا، يقال: أقلع عن الأمر، أي: كف، ومنه أقلعت عنه الحمى. قال قتادة: الصابئون يعبدون الملائكة، ويصلون القبلة ويقرءون الزبور.
واعلم أن في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الباب: وحديث (عبد الله) بن الصامت في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم تباعدا واختلافا إذا فيه: أن أبا ذر لقي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أول ما لقيه ليلا وهو يطوف بالكعبة فأسلم إذ ذاك بعد أن أقام ثلاثين يوما وليلة ولا زاد له، إنما اغتدى بماء زمزم، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه كان له قربة وزاد وإن عليا ضافه ثلاث ليال ثم، أدخله على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في بيته فأسلم ثم خرج، فصرخ بكلمتي الشهادة، والله أعلم أي الروايتين هو الواقع، نبه على ذلك nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي.
قال: ويحتمل أن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر لما لقي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حول الكعبة فأسلم لم يعلم به إذ ذاك علي- رضي الله عنه- إذ لم يكن معهم، ثم دخل مع علي فجدد، فظنه أول إسلامه، وفيه بعد.