ومعنى شمط: خالطه الشيب، والقلوص الأنثى من الإبل، قال ابن التين: وكان حقه أن يقول ثلاث عشرة قلوصا، وقيل: القلوص الباقية من النوق على السير، وقيل: هي الطويلة القوائم. وقال الداودي: هي الثنية من الإبل.
والعنفقة ما بين الشقة السفلى والذقن، قال في "المخصص": هي ما بينهما كان عليها شعر أو لم يكن. وقيل هو ما كان ينبت على
[ ص: 133 ] الشفة السفلى والذقن. (وعند القزاز هي تلك الهمزة التي بين الشفة السفلى والذقن). وقال (الخليلي) : هي الشعرات بينهما، (ولذلك يقولون) في التحلية: نفي العنفقة إذا لم يكن (بينهما) شعر، وقال أبو بكر: العنفق خفة الشيء وقلته، ومنه اشتقاق العنفقة، فدل هذا أن العنفقة الشعر، وأنه سمي بذلك لقلته وخفته.
[ ص: 134 ] وبالمدينة عشر سنين، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. قال ربيعة: فرأيت شعرا من شعره، فإذا هو أحمر فسألته، فقيل: احمر من الطيب.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أيضا مثله بطوله، ويأتي في اللباس أيضا، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال: حسن صحيح، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في الزينة مختصرا.
قوله: (ليس بالطويل ولا بالقصير) هو بيان لقوله: (ربعة) فليس بالطويل البائن كما في الرواية الثانية الذاهب طولا المضطرب القامة، مضطرب من طوله كما قاله الأخفش (قال) : وهو عيب في الرجال والنساء. (وأزهر اللون) هو البياض المشرب بحمرة، وقيل: هو أبيض اللون ناصعه.
وقوله: (ليس بأبيض أمهق، ولا آدم)، الأمهق: الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه شيء من الحمرة، وليس بنير ولكن كلون الجص ونحوه، يقول: فليس هو كذلك. وقال الأخفش وغيره: هو الأبيض الذي ليس بمشرب يتوهم أنه مرض من شدة بياضه (وإنما كان بياضه) مشربا بحمرة.
وقال ابن التين: قوله: (ليس بأبيض) يريد أنه ليس بأبيض أمهق، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: إنما ابتدلت اللفظتان في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: ليس بالأبيض، وقد عرفت أن رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: ليس بأبيض أمهق. بالجمع بينهما،
[ ص: 135 ] وقد (نقله) هو بعد.
ونقل عن nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أن قوله: (أمهق) وهم، إنما هو ليس بأمهق، وهذا في رواية أبي ذر، وليس في رواية الشيخ أبي الحسن.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: وقع في رواية المروزي: (أزهر اللون أمهق) وهو خطأ. وجاء في أكثر الروايات: (ليس بالأبيض ولا بالآدم) وهو غلط أيضا وصوابه: (ليس بالأبيض الأمهق).
والآدم قيل: الأسمر، وقيل فوقها يعلوه سواد قليل. وعبارة ابن التين في كتاب اللباس: قوله: (وليس بالآدم) يعني: ليس بأسمر، قال الجوهري: الأدمة السمرة. وكذلك قال ابن فارس، وقيل هو الشديد السمرة، وذكر صاحب "الموعب" أن الأمهق: الجص البياض، وقيل: بياض في زرقة. وامرأة مهقاء ومقهاء، وقال بعضهم: هما الشديد البياض. وعن nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد هو بياض سمج لا تخالطه حمرة ولا صفرة، وفي "التهذيب": بياض ليس بنير. وفي "الجامع": بياض شديد مفتح، أي: مثل بياض البرص. وقيل: المهق مثل المره سواء، وهو ترك الكحل، وقيل: هو شدة الخضرة. والجعد القطط يريد شدة الجعودة، وقال الأخفش: القطط الذي فيه تكسر والتواء لا يسترسل كشعر الحبش.
[ ص: 136 ] (قال الهروي: الجعد غير السبط محمود؛ لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم).
وقوله (ولا سبط) أي ليس بمرسل الشعر كشعر الهند، كان بوسط الخلقة، كان فيه جعودة بصقلة، وقيل: المسترسل من الشعر الذي فيه تكسر هو السبط.
وقوله: (رجل) أي سرح الشعر (مسترسله).
فصل:
قوله: (أنزل عليه-أي: الوحي- وهو ابن أربعين) هو قول الأكثرين، وقيل: وعشرة أيام، وقيل: وشهرين، وذلك يوم الإثنين لسبع عشرة خلت من رمضان، وقيل: لسبع. وقيل: لأربع وعشرين ليلة منه، فيما ذكره ابن عساكر.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة: نزل عليه القرآن لثمان عشرة (ليلة) خلت من رمضان.
وعند المسعودي: (يوم الإثنين) لعشر خلون من ربيع الأول، وعند nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: ابتدأ بالتنزيل يوم الجمعة من رمضان.
[ ص: 137 ] (وفي "تاريخ الجعابي") : بعثه وعمره أربعون سنة وعشرون يوما، وهو تاسع شباط لتسعمائة وأربعة وعشرين عاما من سنين ذي القرنين.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر: يوم الإثنين لثمان خلون من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من الفيل، وقيل: في أول ربيع منه وفي "تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي": على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول: أوحي إليه بعد اثنتين وأربعين سنة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي، وابن أبي عاصم، والدولابي في "تاريخ": نزل عليه القرآن وهو ابن ثلاث وأربعين سنة لتسع وعشرين من رجب، قاله nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين بن علي بن أبي طالب.
وجمع بين هذه الأقوال، والأول بأن ذلك حين حمي الوحي وتتابع، فتحصلنا في السن على أقوال، اثنين وأربعين ونيف، اثنين وأربعين، ثلاث وأربعين.
وفي الشهر على ثلاثة أقوال: ربيع الأول، رمضان، رجب.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم مصححا أن إسرافيل وكل به أولا ثلاث سنين قبل جبريل، وأنكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي وقال: أهل العلم ببلدنا ينكرون أن يكون وكل به غير جبريل.
[ ص: 138 ] وزعم السهيلي أن إسرافيل وكل به تدربا وتدريجا لجبريل كما كان أول نبوته الرؤيا (الصادقة).
فصل:
قوله: (فلبث بمكة عشر سنين) هذا على رواية nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، ومن يقول توفي ابن ثلاث وستين يقول: لبث بها ثلاث عشرة. وكذا يلزم من قال: توفي ابن خمس وستين أن يقول: لبث بها خمس عشرة سنة ومن يقول: اثنين وستين يقول: لبث ثنتي عشرة، إذ لم يختلف في إقامته بالمدينة أنها عشر سنين.
فصل:
وقوله: (فقيل أحمر من الطيب) أي أنه لم يختضب كما صرح به في الصحيح، وقد سلف الاختلاف فيه. واختضب أبو بكر بالحناء والكتم وعمر بالحناء بحتا-بالحاء المهملة ثم مثناة فوق- أي: خالصا، كما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم.
وهذا التعليق قد أسنده بعد عن nindex.php?page=showalam&ids=14273أحمد بن سعيد، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15106إسحاق بن منصور، ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء. ومن صفاته أنه كان كثير شعر الرأس كما رواه علي كذلك، وقالت أم هانئ: nindex.php?page=hadith&LINKID=706500قدم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قدمة وله أربع غدائر. تعني: ضفائر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي وقوله: شحمة أذنيه والأخرى إلى منكبيه قد نقص عنها، أو أحدهما وهم. قلت: لا وهم والجمع ممكن.
والبطحاء: المكان المتسع ليس فيه ماء ولا شجر. والعنزة العكازة أو العصا كان في أعلاه قرن. وفيه أن سترة الإمام سترة لمن خلفه، (وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: فيه أن الإمام سترة لمن خلفه) واعترض ابن التين فقال: ليس كما ذكر لما ذكرناه.
[ ص: 141 ] الحديث العاشر:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: كان أجود الناس وقد سلف. أي: أعطاهم للمال.
الأسارير خطوط الجبهة وتكسرها، وإحداها: سر وسرر، والجمع: أسرار وأسارير، والأسارير جمع الجمع، ويظهر ذلك عند الفرج، وفيه العمل بالقافة خلافا nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة وأكثر أهل العراق، ومالك يقول به في الإماء، ومشهور قوله في الحرائر، والشارع لا يظهر الفرح إلا فيما كان حقا، وكان زيد أبيض، وأسامة أسود فارتاب الناس في أمرهما فمر بهما مجزز فأخبر بما أخبر فسر به.
حديث عمرو-وهو ابن أبي عمرو ميسرة- أبو عثمان مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب عن سعيد المقبري، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأسه.
يسدل بضم الدال أي: يدع شعر ناصيته على جبهته.
وقوله: (ثم فرق رأسه)، أي فرق شعر رأسه كله وألقاه إلى جانبي الرأس، ولم يبق منه شيء على جبهته.
وقوله: (كان يحب) إلى آخره، يعني فيما لا يخالفه، وإنما ذلك; لأنهم كانوا على بقية من دين الرسل فيما تبين أنهم لم يحرفوه ولا بدلوه، أحب موافقتهم فيه بقول الله تعالى: فبهداهم اقتده [الأنعام: 90]، ويحتمل أن يكون فرق بعدما يسدل لأمر أمر به؛ لأنه لا ينطق عن الهوى.
[ ص: 143 ] [القلم: 4]، وفيه أبو حمزة عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بالحاء المهملة والزاي.
الحديث السادس عشر:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة- رضي الله عنها-: ما خير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لنفسه، إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها.
قولها: (ما لم يكن إثما) تريد من أمور الدنيا، إذ لا إثم يكون في الآخرة.
واختلف في قولها: (وما انتقم لنفسه) إلى آخره، فقيل أرادت أكثر أحواله، وذلك لأنه أمر بقتل ابن خطل وقينتين كانتا تكثران من سبه، وقيل: أرادت إذا أوذي بغير السب الذي يخرج إلى الكفر مثل الأذى في المال، والجفاء في رفع الصوت فوق صوته، وجبذ الأعرابي لثوبه، وتظاهر عائشة وحفصة عليه، وما آذاه بالسب فهو كفر.
وأما العرض فما نيل منه فقد اقتص لنفسه، واقتص أيضا من الذين
[ ص: 144 ] آذوه في المرض بعد نهيه عن ذلك مع ما أنهم كانوا متأولين أنه إنما نهاهم عنه كراهية الدوام، وأنه لم يكن نهيه عزما، مما يفسدوا في التأويل فاقتص منهم.
هذا الحديث سلف في الصوم، ومسست بكسر السين أفصح، وكذا شممت بكسر الميم.
والعرف بفتح العين الأرج وهو رائحة الطيب. قال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: وفي صفة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- خلاف صفة nindex.php?page=showalam&ids=9أنس هذه؛ لأنه قال: شثن الكفين والقدمين أي غليظهما في خشونة، وفيه ضخم الكراديس أي عظيم رءوس عظام المنكبين والمرفقين والوركين والركبتين، يقال لكل واحد من ذلك كردوس.
العذراء: البكر في خدرها وسترها، يريد في غير حدود الله وحقوقه، كان لا يمد رجليه بين يدي جليسه، ولا يصافحه أحد فينزع يده من يده، حتى يكون الرجل هو الذي (يرسل) يده، ولا يسأل شيئا يمكنه إعطاؤه
حديث nindex.php?page=showalam&ids=16733عون بن أبي جحيفة عن أبيه- رضي الله عنه- قال: دفعت إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو بالأبطح في قبة كان بالهاجرة فخرج nindex.php?page=showalam&ids=115بلال فنادى بالصلاة.. الحديث.
وفيه: (كأني أنظر إلى وبيص ساقيه). ووبيصهما: لمعهما، وما يظهر تحت الجلد من الدم فيحسن بذلك الجلد، يقال منه: وبص إذا برق يبص وبيصا، وبص يبص بصيصا.
ومعنى (لأحصاه) أي: في ترسله وبيانه، ولعل من عابت عليه كان لا يستطيع إذا أمهل أن يأتي به على وجهه، والناس في ذلك مختلفون، منهم من يحفظ مع السرعة، ومنهم من يحفظ مع الإمهال.
فائدة:
روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا الحديث عن الحسن بن الصباح البزار، والحديث الذي قبله عن nindex.php?page=showalam&ids=14106الحسن بن الصباح، وهذا-أعني: nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار- واسطي بغدادي، أحد الأعلام، من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، مات سنة تسع وأربعين ومائتين، والأول الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني الفقيه أحد رواة القديم عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، اختاروه لقراءة كتب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي لما قدم بغداد; لأنه لم يكن أفصح ولا أحسن لسانا ولا أبصر باللغة ولا العربية منه، وهو من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا دون nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم، مات سنة ستين ومائتين والله تعإلى أعلم.