ذكر فيه عدة أحاديث يخرج منها جملة وذكر بعض أهل العلم فيما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "المدخل إلى دلائله" أنها تبلغ ألفا.
فمنها: أن القرآن الذي عجز الفقهاء عن تحديه، وأخذ العلماء منه على إيجازه من العلوم والمعاني يزيد على ألف مجلدة.
ومنها: ما هو مكتوب في التوراة والإنجيل وغيرهما من ذكره ونعته.
ومنها: ما حدث بين يدي أيام مولده ومبعثه إلى الأمور الغريبة كأمر الفيل.
ومنها: خمود نار فارس، وسقوط شرفات إيوان كسرى، وغيض ماء بحيرة ساوه، ورؤيا الموبذان، وغير ذلك.
ومنها: ما سمعوه من الهواتف الصارخة بنعوته وأوصافه والرموز المتضمنة لبيان شأنه، وما وجد من الكهنة والجن في تصديقه، وإشارتهم على أوليائهم من الإنس بالإيمان به.
ومنها: انتكاس الأصنام المعبودة وخرورها لوجوهها وغير ذلك، ثم
[ ص: 168 ] إن له من وراء هذه الآيات: انشقاق القمر، وحنين الجذع، وإجابة الشجرة إياه حين دعاها، وشهادة الذئب والضب والرضيع والميت له بالرسالة، وغير ذلك مما هو مقرر في كتبه.
وحاصل ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب زيادة على خمسين حديثا.
أحدها:
حديث: سلم بن زرير، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12004أبا رجاء، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين في نومه- عليه السلام- في الوادي. وقد سلف في التيمم، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا.
وفيه: أن الذي كبر ورفع صوته nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لا أبو بكر، كما وقع هنا، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التيمم، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في الصلاة من حديث عوف الأعرابي، عن nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء عن عمران أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر كان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير حتى استيقظ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فارتحلوا غير بعيد، ثم نزل.
nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء هو العطاردي عمران بن تميم، وقيل: ابن ملحان، أصله من اليمن، أسلم بعد فتح مكة، ولم ير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقيل: إنه عاش مائة وعشرين سنة. وسلم بن زرير بفتح السين والزاي.
وقوله: (فأدلجوا) هو رباعي ساكن الدال، يقال: أدلج إذا قطعوا الليل كله سيرا وارتجوا-بالتشديد- ساروا من آخره.
وقوله: (حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا) قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: التعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة ثم يرتحلون.
وقيل: أكثر ما يكون آخر الليل.
[ ص: 169 ] وقوله: (وكان لا يوقظ من منامه) إنما ذلك; لما خشي أن يقطع ما يأتيه من الوحي. وفي رواية: لأن رؤياهم وحي.
وقوله: (فجعل يكبر ويرفع صوته) ظاهره أنه من فعل أبي بكر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: فيه ما كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عليه من صلابة الدين، وهو ماش على الرواية التي أسلفناها عن باب التيمم.
وقوله: (فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلى، وجعلني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في ركوب بين يديه) في حديث سلم بن زرير في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: (عجلني في ركب بين يديه نطلب الماء فعطشنا عطشا شديدا) وهو بمعناه، وركوب: جمع راكب أي في الإبل التي تحمل الزاد وغيره.
وقوله: (سادلة رجليها) أي مرسلتهما.
وقوله: (بين مزادتين) هما ما يحمل فيهما الماء.
وقوله: (إنها مؤتمة) أي: ذات أيتام، ذكرت ذلك ليعطوها ويواسوها، وكذلك فعل- عليه السلام- وقيل: أعطوها ذلك عوضا عن مائها.
وقوله: (فمسح في العزلاوين) مستخرج مائها أو عروة المزاد.
والإداوة: شيء يعمل من جلود يستصحبه المسافر.
وقوله: (غير أنه لم نسق بعيرا واحدا) أي: لأنها تصبر عن الماء.
وفيه: أنه يسار بالمرء كرها لصلاح العامة.
وقوله: (وهي تكاد تنض من الملء) يقال: نض الماء ينض: سال.
[ ص: 170 ] ونص بالصاد غير معجمة أيضا، ونض الماء أيضا جرى قليلا قليلا بالنون، وفي مسلم: ينضرج - وصوب- أي: ينشق، والانضراج: الانشقاق، وضرجة: شقة، وفسر ابن التين ينض: ينشق ليخرج منه الماء، يقال نض الماء من العين إذا نبع وكذلك نض العرق، كذا فسر الخطابي قال: وأما البض بالباء فمعناه المطر، وذكر ابن فارس في باب الباء والضاد المعجمة: بض الحجر إذا خرج منه كالعرق، قال: وروي يبض بضاد معجمة، وروي: يبص، وحكي عن الشيخ أبي الحسن هو بمعنى ينشق، قال: ومنه: صير الباب: الشق الذي فيه. وهنا فيه نظر; لأن صير عينه حرف علة فكان يلزم أن يقول: ينصر أو ينصور، وهذا ليس رواية.
وقوله: (فهدى الله ذلك الصرم بتلك المرأة) الصرم النزول على ماء.
وفيه: أن الأصل في إناء المشرك الطهارة حتى تتحقق نجاسته.
الحديث الثاني: حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وله طرق أربعة.
أحدها من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عنه: أتي النبي- صلى الله عليه وسلم- بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة، أو زهاء ثلاثمائة.
ثم ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس نحوه. ثم ذكر حديث الحسن، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أيضا نحوه وفيه: وكانوا سبعين أو نحوه.
[ ص: 171 ] ثم ذكر حديث حميد، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس نحوه، وفيه: قلت: كم كانوا؟ قال: ثمانون رجلا، وسلف في الطهارة أيضا، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الفضائل، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في المناقب وقال: حسن صحيح nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في الطهارة. والحديث من علامات نبوته تكثير القليل.
و(زهاء) بالضم ممدود، و(الوضوء) بفتح الواو: الماء على الأفصح، وادعى ابن التين أنه لم يختلف في هذا، واختلف في المصدر: فقال الخليل وحده: هو بالفتح، وغيره قال: هو بالضم، والمخضب: إناء من حجارة. الإجانة يغسل فيها الثياب.
الحديث الثالث:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: عطش الناس يوم الحديبية والنبي- صلى الله عليه وسلم- بين يديه ركوة، فتوضأ، فجهش الناس نحوه، قال: "ما لكم؟ ". قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك. فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يفور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا. قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة.
(الحديبية) -تثقل وتخفف- بئر بقرب مكة وكانت سنة ست، واختلف هل هي من الحرم؟ وقد سلف، والجهش: أن يفزع المرء إلى المرء يريد البكاء كالصبي يفزع إلى أمه. يقال: جهشت وأجهشت بفتح الهاء لغتان بمعنى.
[ ص: 172 ] وقوله: (كنا خمس عشرة) ذكر هذا nindex.php?page=showalam&ids=15990لابن المسيب فقال: وهم رحمه الله، يعني أنهم كانوا أربع عشرة مائة وعلى هذا مالك وأكثر الرواة، وقيل: كانوا ثلاث عشرة مائة.
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأم سليم، لقد سمعت صوت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك شيء؟ قالت: نعم. فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخرجت خمارا لها، فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه.. الحديث بطوله.
وقد سلف مختصرا في الصلاة ويأتي في الأطعمة والنذور.
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الأطعمة، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي في المناقب وقال: حسن صحيح، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في الوليمة.
واللوث: الطي، يقال: لاث عمامتة على رأسه يلوثها لوثا:
وقوله: (ولاثتني) أي: لفت علي بعضه، وأدارته عليه يعني: خمارها.
وقوله: (هلم يا nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم ما عندك) في لغة الحجاز أن هلم لا تؤنث ولا تجمع ولا تثنى، ومنه قوله تعإلى والقائلين لإخوانهم هلم إلينا [الأحزاب: 18] ومعناه هاهنا: هات ما عندك.
وقيل: يثنى ويجمع ويؤنث، وعند أبي ذر: (هلمي ما عندك).
وقوله: (فعصرت أم سليم عكة فآدمته) العكة: وعاء السمن لطيف. وآدمته أي: أصلحته بالإدام، يقال آدمت الخبز آدمه، وخبز مأدوم.
وفيه: من أعلام نبوته تكثير الطعام.
وفيه: فأكل القوم كلهم وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا.
في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=11798أبو أحمد الزبيري، وهو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الكوفي نسبة إلى جده.
الحديث السابع:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في وفاء دين والده وبقي مثل ما أعطاهم، سلف غير مرة.
وقوله: (فانطلق معي كيلا يفحش علي الغرماء) يقال: أفحش الرجل: قال الفحش.
الحديث الثامن:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان، أنه حدثه nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء، وأنه- صلى الله عليه وسلم- قال مرة: "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث.. ". الحديث بطوله في قصة أبي بكر.
وفيه: (كلوا، والله لا أطعمه أبدا)، قال: (وايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر) أي: طلع ونما، وقد سلف الحديث بفوائده، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: (كلوا لا هنيئا).
وقوله: (حتى تعشى)، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: نعس.
وقوله: (فقال لامرأته: يا أخت بني فراس) في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: (ما هذا؟).
وقوله: (وإنما كان الشيطان) يعنى: يمينه، في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: (إنما كان ذلك من الشيطان).
وقوله: (فتفرقنا اثنا عشر رجلا) كذا هو بالفاء وفي نسخة: (فتعرفنا) بالعين بدلها، وفي مسلم: (فعرفنا).
وفيه: منقبة ظاهرة للصديق. وقوله: (يا غنثر) هو بالغين المعجمة
[ ص: 175 ] المضمومة ثم نون ثم مثلثة، وروي بالعين المهملة ثم نون ثم تاء، ثم إن كان محفوظا كان بالفتح.
قال أحمد بن يحيى: سمي لغيرته فكان حين صغره. شبهه بالذباب، فأما بالمهملة فمأخوذ من الغثارة، وهي الجهل، وقيل: السفلة. وقوله: (فجدع) أي: خصم وسب.
فائدة:
أبو عثمان هذا هو عبد الرحمن بن مل-بالحركات الثلاث- النهدي، أسلم في عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولم يره، وعاش مائة وثلاثين سنة، وأدى إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الصدقات، وحج في الجاهلية حجتين، مات سنة مائة أو بعدها، قال سليمان التيمي: إني لأحسبه كان لا يصيب دينا ليله قائم ونهاره صائم وإن كان ليصلي حتى يغشى عليه.
الحديث التاسع:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبينا هو يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله، هلكت الكراع.. الحديث.
[ ص: 176 ] سلف في الاستسقاء. والكراع: اسم جامع للخيل.
وقوله: (ثم أرسلت السماء عزاليها) هو جمع عزلاء، وهو مستخرج ماء القربة، فشبه السماء بالقربة، إذ هي حاملة للماء.
وقوله: (فهاجت السماء): أنشأت سحابا فيه مطر، إنما يقال: نشأ السحاب إذا ارتفع وأنشأه الله ومنه: وينشئ السحاب الثقال [الرعد: 12]،
أي: يبدئها.
والإكليل: شبه عصابة، مزين بالجوهر، وهو التاج.
الحديث العاشر:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر- رضي الله عنهما-: كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع، فأتاه فمسح بيده عليه، وقد سلف.
وقال عبد الحميد: أنا nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر، أنا معاذ بن الحارث، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع بهذا. ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عبد الحميد، قيل: هو عبد بن حميد وليس له ولا لمعاذ بن العلاء في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري سواه، وأخوه أبو سفيان بن العلاء روى عن الحسن، عن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل، وأخوه عمر بن العلاء أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، والأصح معاذ بن العلاء أخوهم nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء الإمام البصري ابن عمار بن عبد الله بن الحسن بن الحارث بن حكيم بن خزاعي بن مازن بن مالك أخي الحارث، وهو الخيط، وأخي العنبر أيضا والهجيم وأسد بني عمرو بن تميم.
[ ص: 177 ] وقد اختلف في اسم أبي عمرو فقيل: اسمه كنيته، وقيل: الزيان، وقيل: يحيى، وقيل: العريان، وقيل: غير ذلك، مات بالكوفة سنة أربع وخمسين ومائة.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر- رضي الله عنهما- قبله: (فحن الجزع فأتاه فمسح بيده عليه). ومعنى حن: نزع واشتاق. والأصل في الحنين ترجيع الناقة صوتها في إثر ولدها، قيل: ولا يكون ذلك إلا بأن يخلق فيه حياة، وقيل: لا.
وقوله: (فجاءت امرأة من الأنصار أو رجل) قد سلف هناك من عمله، قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: غلام nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة، وقال غيره: غلام لامرأة من الأنصار، أو للعباس، وكان ذلك سنة سبع، وقيل ثمان.
[ ص: 178 ] وذكر بعده حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر فيه أيضا. وشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه: إسماعيل، وهو ابن أبي أويس. وفيه: (سمعنا لذلك الجزع صوتا كصوت العشار حتى جاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فوضع يده عليه فسكت).
والعشار: النوق الحوامل التي أتى على حملها عشرة أشهر من يوم أرسل عليها الفحل.
الحديث الثاني عشر:
حديث الأعمش عن أبي وائل، قال عمر: أيكم يحفظ حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟
وفي لفظ: عن سليمان، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16115أبا وائل يحدث، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب قال: أيكم يحفظ قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة: أنا أحفظ. وساق الحديث.
وفي آخره: فأمر لي مسروقا فسأله، فقال: من الباب؟ قال: nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، وقد سلف في باب: الصدقة تكفر الخطيئة.
سلف حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وعمرو بن تغلب في الجهاد في باب: قتال الترك. وبعده.
ومعنى "ذلف الأنوف": صغارها. وقيل: هو الاستواء في طرف الأنف، ليس بحد غليظ، وقيل: هو عن الشفة السفلى الواصلة، والفطس في الأنف: انفراشه. والمطرقة: التي أطرقت بالعقب، أي: أكسيت حتى غلظت فكأنها ترس على ترس، ومنه طارقة النعل: إذا ركبت جلدا على جلد وحرزته عليه. وقيل: هي مشتقة من الطراق، وهو الجلد الأحمر التي يغشاه. شبه وجوههم في عرضها ونتوء وجناتها بالترسة المطرقة. ذكر معناه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي.
وقال صاحب "المشارق" الصواب فتح الطاء وتشديد الراء.
[ ص: 180 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية عن شيخه أبي إسحاق: صوابه الإسكان.
وقوله: (خوزا وكرمان) كذا هو بالزاي، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية: كذا قيدناه في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري.
وقيده الجرجاني (خوزكرمان): بالزاي مع الإضافة، وحكاه عن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد. قال غيره: هو تصحيف، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني: إذا أضفت فبالمهملة لا غير، وإذا عطفته فبالزاي لا غير، وهما جنسان من الترك. والاختلاف في لفظ البارز قيده nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي بتقديم الراء على الزاي، وفتحها في الموضعين، ووافقه nindex.php?page=showalam&ids=12757ابن السكن وغيره، إلا أنهم ضبطوه بكسر الراء. قال nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي: البارزين لقتال أهل الإسلام: الظاهرين في برازن من الأرض، وغيره أبو ذر في اللفظ الآخر بتقديم الزاي على الراء وفتحها.
وقوله: (بين يدي الساعة) أي: قبلها، مثل: مصدقا لما بين يدي من التوراة [الصف: 6] قيل: ويكون لما بعد، وفي كتاب "الفتن" nindex.php?page=showalam&ids=17211لنعيم بن حماد، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: "أعينهم كالودع، ووجوههم كالحجف، لهم وقعة بين دجلة والفرات ووقعة بمرج حماد، ووقعة بدجلة، حتى يكون الجواز بمائة دينار للعبور للشام" وفي لفظ: "أول من مروا من أقطار الأرض العرب لقوم حمر الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة".
وكان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يقول: للمسلمين عدو وجوههم كالدرق وأعينهم كالودع فاتركوهم ما تركوكم. وعن أبي قبيل قال: حدثني غير واحد من الصحابة قال: تخرج الروم في الملحمة العظمى ومعهم الترك ورجان والصقالبة.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين: كأني بالترك قد أتتكم على براذين مخذمة الآذان حتى يربطوها بشط الفرات. وعن الحسن: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=652710 "من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما وجوههم المجان المطرقة، وأن تقاتلوا قوما نعالهم الشعر" قد رأينا الأول وهم الترك، ورأينا هؤلاء وهم الأكراد. قال الحسن: فإذا كنت في أشراط الساعة فكأنك قد عاينت، كان أول خروج هذا الجيش في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة فعاثوا في البلاد وأظهروا فيها الفساد، وخربوا جميع المدائن حتى معقل الإسلام بغداد، وربطوا خيولهم إلى السواري، وعبروا الفرات، وملكوا
[ ص: 182 ] الشام في أيسر مدة على التوالي، وعزموا على دخول مصر فثار إليهم ملكها المظفر، فالتقوا بعين جالوت، فانجلوا عن الشام منهزمين-ورأوا ما لم يشاهدوه منذ زمان- ولاجئين خائبين خاسرين، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين [الأنعام: 45].
ثم في سنة ثمان وتسعين ملك عليهم رجل يسمى محمود غازان زعم أنه من أهل الإيمان، ملك جملة من بلاد الشام وعاث جيشه فيها عيث عباد الأصنام، فخرج إليهم الملك الناصر محمد بن قلاوون فكسرهم كسرا ليس معه انجبار، وتغلل جيش التتار وذهب بعضهم إلى الهاوية وبئس القرار.
الحديث السابع عشر:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر- رضي الله عنهما-: "تقاتلكم اليهود.. " الحديث سلف في الجهاد في باب: قتال اليهود.
حديث nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم- رضي الله عنه-: بينا أنا عند النبي- صلى الله عليه وسلم- إذ أتاه رجل فشكا
[ ص: 183 ] إليه الفاقة، ثم أتاه آخر..، الحديث بطوله. ذكره من طريقين عنه.
و(الظعينة): المرأة. وهو من باب الاستعارة، فأما الظعائن فالهوادج كان فيها نساء أم لا، وقيل: لا تسمى ظعينة إلا إذا [كان] فيها امرأة.
و(الكعبة): البيت الحرام، وكل شيء علا وارتفع هو كعب، وبه سميت الكعبة، قاله الهروي، وقال ابن فارس, والداودي: سمي بذلك لتربيعه.
و(الدعار) بالدال المهملة جمع داعر وهو الرجل الخبيث المفسد، وهي قبيلة من العرب يجعلون لغتهم في ذو بمعنى الذي.
وقوله: (فأين دعار طيئ الذين سعروا البلاد) يعني سعروا: أوقدوا نار الشر والفتنة، واستدل به من يوجب الحج على المرأة وإن لم يكن معها ذو محرم. إذا كانت مع جماعة نساء وهو مذهبنا وبه قال مالك ومنعه غيره.
وقوله: (ولو بشق تمرة) أي: نصفها، وفيه غير واحد من أعلام نبوته.
فائدة:
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم بن سعد بن الحشرج ولد حاتم الموصوف بالجود، كان نصرانيا فأتى النبي- صلى الله عليه وسلم- مسلما، مات زمن المختار عن مائة وعشرين سنة.
وفزعه- عليه السلام- خوفا مما أخبر به أنه يصيب أمته.
و(ويل): كلمة تقال لمن وقع في هلكة يترحم عليه، وقد سلف، وقوله: "للعرب" يعني: للمسلمين; لأن أكثر المسلمين العرب ومواليهم.
وفيه: قول: لا إله إلا الله عند أمر ينزل، وقوله: (أنهلك وفينا الصالحون؟) أي: يدعون بصرف الفتن، قال الداودي: قال ابن التين: أرادت: يقع الهلاك بقوم فيهم من لا يستحق ذلك.
وقوله: ("نعم إذا كثر الخبث") أي: الزنا، وقيل: إذا عم الأشرار وقيل الصالحون.
وقوله: ("ماذا أنزل من الخزائن والفتن؟! ") قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: الخزائن: الكنوز، والفتن هاهنا: القتال الذي يكون بين المسلمين، وقيل: خزائن الله: علم غيوبه التي لا يعلمها إلا هو.
وقد سلف في الصلاة، وعبد الرحمن ومحمد ابنا عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، انفرد بهما nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري.
والرعام بالعين المهملة والراء المضمومة: المخاط، وشاة رعوم: بها داء يسيل من أنفها، والشعفة بالتحريك والشين المعجمة: رأس الجبل، وبالمهملة: غصن من النخل، قاله الجوهري، وقال ابن التين: بالشين المعجمة ثم العين المهملة وقد شك في الحديث في العين من الغين، واللغة ما قدمناه بإعجام ثم إهمال وهو رؤوس الجبال وأعاليها، واحدها: شعفة.
[ ص: 188 ] nindex.php?page=showalam&ids=11834أبو التياح بمثناة فوق ثم من تحت; اسمه: يزيد بن حميد الضبعي مات سنة ثمان وعشرين ومائة، كنيته أبو حماد ولقبه أبو التياح.
(غلمة) بكسر الغين: جمع غلام وكذلك غلمان، والغلام: الطار الشارب.
وفي إسناده عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده. وعمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية، أخو محمد وإسماعيل وموسى وأمية بنو عمرو، اتفقا عليه، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بابن ابنه أبي أمية عمرو، وانفراد nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بعمه يحيى بن سعيد بن العاصي.
ومنه حديثه: "على دخن". وهو بفتح الدال والخاء وقيل: أراد أن النفوس لا تعاود ما كانت عليه قبل ما دخلها بسبب الفتنة. وقال صاحب "العين": الدخن: الحقد، ويوم دخنان: شديد الغيم، وكذا ذكر ابن سيده أن الدخن: الحقد.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد بن سلام تفسيره في الآخر، وهو قوله: لا ترجع بقلوب قوم على ما كانت عليه، وأصله أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد. فوجه الحديث: تكون القلوب هكذا لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها على ما كانت عليه.
وعبارة "الصحاح": سكون لعلة لا للصلح.
وفي "الجامع": هو فساد في القلب، وهو مثل الدغل.
وقوله: ("هم من جلدتنا") يعني من أنفسنا، أو من قومنا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: من بني آدم. وذكر عن الشيخ أبي الحسن أنه قال: أراد أنهم في الظاهر (مثلنا) معنا، وهم في باطن الأمور هم مخالفون لنا، وجلدة الشيء ظاهره، قلت: والجلد: غشاء البدن، وإنما أراد به القرب، فظن السمرة غالبة عليهم، واللون إنما يظهر في الجلد.
[ ص: 190 ] وقوله: (فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام) أي: لم يجمعهم إمام فاعتزل تلك الفرق كلها.
وقوله: ("ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك") العض بالأسنان، وأصله عضض يعض مثل: مس يمس، ومنه قوله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه [الفرقان: 27] وفيه لغة أخرى بضم العين مثل شد يشد، حكاها أبو عبد الله القزاز، وسنبسط الكلام عليه في باب الفتن إن شاء الله تعالى.
فائدة:
في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=16351ابن جابر، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وفيه: بسر بن عبد الله الحضرمي بضم الباء الموحدة وإسكان السين المهملة. وفيه nindex.php?page=showalam&ids=11811أبو إدريس الخولاني واسمه عابد الله بن عبد الله.
حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: بينا نحن عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة-وهو رجل من بني تميم- فقال: يا رسول الله، اعدل.. الحديث.
ذكره في الأدب واستتابة المرتدين كما سيأتي، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الزكاة.
ومعنى: nindex.php?page=hadith&LINKID=682152 "يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم" وفي أخرى: "حناجرهم": لا يرتفع إلى الله منه شيء يعلمه باعتقادهم. والتراقي: جمع ترقوة، وهو فعلوة، وهو عظم واصل بين ثغرة النحر والعنق، والمروق: الخروج، أي: سرعة نفوذ السهم من الرمية حتى يخرج من الطرف الآخر. والدين هنا: طاعة الأئمة، ويحتمل أن يكون أراد الإيمان. والرمية: ما يرمى من الصيد لا يعلق به شيء من دمها، وهي فعيلة بمعنى مفعولة وبهذا سميت الفرقة مارقة، وبقوله: ("يخرج فيكم") سموا خوارج.
والنصل: السن، وقال القزاز: عود السهم، تقول: نصلت السهم: جعلت له نصلا وأنصلته إذا نزعت نصله، ولهذا قيل لرجب: منصل الأسنة; لأن العرب كانت لا ترى فيه القتال، فكانت تقلع الأسنة من الرماح والنبال.
والرصاف بالصاد المهملة: العقب الذي يلوى فوق مدخل النصل في السهم، واحدها: رصفة، وقيل: هي العقب تشد فوق السهم، وهو الرصاف بضم الراء أيضا.
[ ص: 192 ] وقوله: (ثم ينظر إلى نضيه-وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء).
القدح: السهم بلا قذذ ولا نصل، ونضي بفتح النون على وزن فعيل، وروي بضمها. قال القزاز: نضي السهم: عوده قبل أن يراش وينصل، قال: ويسمى بذلك بعد نصله، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: النضي ما بين النصل والريش من القدح، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس نحوه قال: نضو السهم قدحه، وهو ما جاوز الريش إلى النصل، قال: وسمي بذلك; لأنه بري حتى عاد نضوا وعن أبي عمرو: النضي: النصل، ذكره الجوهري. والقذذ: جمع قذة، وهي واحدة الريش الذي على السهم، يقال: هو أشبه به من القذة بالقذة; لأنها تجري على مثال واحدة.
والفرث: ما يجتمع في الكرش مما يأكله ذوات الكرش، وقيل إنما يقال له: فرث مادام في الكرش.
والعضد : ما بين المرفق إلى الكتف، يقال: عضد بضم الضاد وسكونها مع ضم العين وفتحها وضمهما، وقيل: إن أهل تهامة يقولون: عضد وعجز ويؤنثون، وتميم يقولون: عضد وعجز ويذكرون فعلى قول أهل الحجاز يكون قوله: (إحدى عضديه) صحيحا.
وقوله: (على حين فرقة) هو بالحاء المهملة، وروي: (خير) بالخاء المعجمة والراء، ويجوز أن يكون قالهما جميعا، وما وقع هنا أن قائل (الكلام) السالف ذو الخويصرة هو المعروف ولما ذكره السهيلي عقبه بأن قال: ويذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي، فيما حكاه ابن الطلاع في "أحكامه" وهو في "طبقات" ابن سعد، وهو صاحب nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أنه حرقوص بن زهير السعدي من سعد تميم، وكان لحرقوص هذا مشاهد كثيرة محمودة في حرب العراق مع الفرس أيام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ثم كان خارجيا قال: وليس ذو الخويصرة هذا هو ذو الثدية الذي قتله علي بالنهروان، ذاك اسمه nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود. قلت: المعروف أن ذا الثدية اسمه حرقوص، وهو الذي حمل على علي ليقتله فقتله.
وفي "تفسير nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي": بينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقسم غنائم هوازن جاءه ذو الخويصرة التميمي -أصل الخوارج- فقال: اعدل.. الحديث. قلت:
وهذا هو غير ذي الخويصرة اليماني الذي بال في المسجد، وسلف في الطهارة.
فصل:
هذه الطائفة حكمت أهواءها وخالفت جماعة المسلمين وتعلقت بظاهر الكتاب بزعمها، ونبذت القول بالرأي الذي أمر الله به، وأجمعت الصحابة على صحته، فقالت: لا حكم إلا لله وللرسول، فقال علي- رضي الله عنه-: كلمة حق أريد بها باطل، وناظرهم في ذلك الحبر
[ ص: 194 ] nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقال: الله حكم بين الزوجين وفي جزاء الصيد، ولأن يحكم بين طائفتين من المسلمين أولى، ووافقهم في هذه المقالة أهل الظاهر فضللوا السلف، في الرأي بالقول بالرأي والقياس ورجعوا عن الاستقامة إلى الانتكاس.
و(خدعة) بفتح الخاء على أفصح اللغات، أي: مقضي أمرها بخدعة واحدة. ومعنى: ("يقولون من خير قول البرية") أي: يجيدون القول ويسيئون العمل.
وقوله: ("فإن قتلهم هو لمن قتلهم خير.. ") إلى آخره يريد; لأنهم يشغلون عن الجهاد; ولفسادهم، وسعيهم في افتراق كلمة المسلمين.
وظاهر قوله: ("لا يجاوز") إلى آخره أنهم غير مؤمنين; لأن محل الإيمان القلب، واحتج من نفى ذلك بقوله: ("وتتمارى في الفوق") يدل على أنهم لم يخرجهم من الإيمان جملة.
أخبرهم الشارع بذلك; ليقوى صبرهم على الأذى. والمنشار: روي بالنون، من نشرت الخشبة وبالياء مهموز تقول: أنشرت الخشبة بالميشار ومفعال من ذلك، ويصح أن يقرأ بغير همز ذكره كله ابن التين: وصنعاء وحضرموت بلدان بالشام وصنعاء باليمن.
هذا الرجل هو nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن الحضير بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأشهلي أحد النقباء ليلة العقبة.
الضبابة: قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: كل شيء كالغبار، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: قريب من السحاب، وهو الغمام الذي لا يكون فيه نظر، وإنما شك المحدث أي اللفظين قال.
وفيه: أن من سوى بني آدم يسمعون القرآن.
وقوله: ("فإنها السكينة نزلت") قيل: هي ريح لفافة ولها وجه، وقد يريد الملائكة نزلت وعليهم السكينة، ويأتي في التفسير أيضا.
الحديث الثامن بعد الثلاثين:
حديثه أيضا قال: جاء أبو بكر- رضي الله عنه- إلى أبي في منزله، فاشترى منه رحلا، فقال لعازب: ابعث ابنك.. الحديث.
ومعنا: (أسرينا ليلتنا): سرنا ليلا، يقال: سرى وأسرى بمعنى، قال: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء: 1] وقال: (والليل إذا يسري) [الفجر: 4].
[ ص: 198 ] وقوله: (من الغد) أي: سرنا من الغد وقوله: (حتى قام قائم الظهيرة) يعني: نصف النهار. وقوله: (وخلا الطريق) يدل أنه كان في زمن الحر، وقد قيل في قوله: على حين غفلة من أهلها [القصص: 15] أي نصف النهار، وقوله: (فرفعت لنا صخرة طويلة) أي: ظهر لنا أعلاها، ثم ظهر جميعها، والفروة: التي تلبس من جلود.
وقوله: (وأنا أنفض لك ما حولك) أي: أحرسك وأطوف هل أرى أحدا من الطلب يقال: نفضت المكان واستنفضته ونفضته: نظرت جميع ما فيه، ويقال: إذا تكلمت ليلا فاخفض وإذا تكلمت نهارا فانفض، أي: التفت هل ترى من تكره، واستنفض القوم: بعثوا النفيضة وهي الطليعة، والنفضة بالتحريك: الجماعة يبعثون في الأرض لينظروا هل فيها عدو أو خوف؟
وقوله: (فقال لرجل من أهل المدينة أو مكة) في غير هذه الرواية: لرجل من قريش.
وقوله: (انفض الضرع من التراب والشعر والقذى) القذى: في العين، يقال: قذيت عينه إذا صار فيها القذى، كأنه شبه ما يصير في الضرع من الأوساخ بالقذى في العين.
وقوله: (فحلب في قعب كثبة من لبن) القعب: القدح الضخم، والكثبة: القليل من اللبن، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: هي القطعة من اللبن ومن التمر. قال: سميت بذلك; لاجتماعها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي (...) كالقدح ونحوه.
[ ص: 199 ] وقال أبو زيد في "الصحاح": مثل القدح. وقيل وهي قدر الحلبة. وقال الهروي والقزاز: كل ما جمعته من طعام أو لبن أو غيرهما فهي كثبة. قال الهروي بعد أن يكون قليلا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في باب الهجرة: قوله: كنفة من لبن هكذا قال في هذا الحديث، وهو غلط إنما هو: كثبة من لبن. يريد القليل منه، وقد ذكرناه قبل. والإداوة: تعمل من جلود يستعملها المسافر.
وقوله: (فشرب حتى رضيت) أي: طابت نفسي لكثرة ما شرب.
وقوله: (ألم يأن للرحيل) أي: ألم يحن وقته.
وقوله: (فارتطمت به فرسه إلى بطنها) أي ساخت قوائمها كما تسوخ في الوحل، ورطمت الشيء إذا أدخلته فارتطم بالطاء المهملة. وفي رواية: كان لها في ذلك كالدخان، وأنه- عليه السلام- أمر الصديق فكتب له في أديم أحمر. وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد هذا: كتبه له عامر بن فهيرة. قال غيره بعثه بها يوم فتح مكة بالجعرانة، فكان في أول النهار يطلبها وفي آخره يكتنف الناس عنها. وذكر في آخره هنا نحوه.
وقوله: (أرى في جلد من الأرض) الجلد: الأرض الصلبة المستوية المتن الغليظة وهي بفتح الجيم واللام.
قوله: ("لا بأس طهور") فيه "دلالة أن الطهور هو المطهر خلافا لأبي حنيفة في قوله: الطهور هو الطاهر.
وقوله: ("إن شاء الله") بمعنى الدعاء فأبى الأعرابي وسخطه، فصدقه الشارع أنه يموت من ذلك. ويجوز أن يكون الشارع علم أنه سيموت من مرضه قبل قوله له: "طهور" فدعا له بتغفير ذنوبه. ويحتمل أن يكون أخبر بذلك قبل موته وبعد قوله.
هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من حديث ثابت عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس- رضي الله عنه- قال: كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-. نقل نحوه في كتاب المنافقين.
(لفظته الأرض)-بكسر الفاء وفتحها-أي طرحته ورمته. وقال القزاز في "جامعه": كل ما طرحته من يدك فقد لفظته. لا تقال بكسر الفاء إنما تقال بالفتح.
[ ص: 201 ] وإنما فعل بذلك لتقوم الحجة على من قرأه ويدل على صدق الشارع.
وقد سلف. والمراد أنه لا يجمع ملك قوم كل واحد منهما لرجل واحد، وذلك أوهن لملكهم لغلبة المسلمين على من يتغلبوا عليه; لأن الأمم إذا انتشرت ولم يضبطها ملك وهي أمرها.
وقوله: ("والذي نفس محمد بيده") خصت بذلك لشرفها، وكذا وأنفس الخلق.
حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة- رضي الله عنهما- وهو عامر بن سواءة حليف بني زهرة وخاله nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص مات بالكوفة سنة (أربع وسبعين) في ولاية بشر وقيل: سنة ست وستين وهو ابن عم nindex.php?page=showalam&ids=9473أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي.
[ ص: 202 ] الحديث الثالث بعد الأربعين:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس- رضي الله عنهما-: قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته.. الحديث بطوله.
وفيه: أنه كان لا يحارب قوما إلا بإذن عملا بقوله: "ولن تعدو أمر الله فيك" يعني أن له عدة يبلغها.
والعنسي-بالنون-وهو الأسود الكذاب، وكان تنبأ طليحة، ثم أسلم وأتى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر- رضي الله عنه- فقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: والله ما أحبك. فقال له طليحة: ليس أسألك الود، قد يتعاشر الناس على السباب قال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: صدقت. وكان تنبأ الحارث على عهد عبد الملك (...) طعنه بالحربة.
وإمساكه- عليه السلام- القطعة من الجريد; لأنه كان يستحب ذلك: ويقال إنها المخصرة والقضيب.
وقوله: ("لن تعدو") هكذا هو بالنصب، وهو الصواب لأجل (لن) فإنها تنصب المستقبل. ووقع في بعض النسخ: (تعد) وهو جار على لغة أنها تجزم.
وقوله: ("رأيت في يدي سوارين من ذهب") السوار بضم السين، وكسرها ويقال له: أسوار كما في الحديث الآخر.
[ ص: 203 ] وقوله: "من ذهب" هو للتأكيد; لأن السوار لا يكون إلا من ذهب، فإن كان من فضة فهو قلب.
وتأويل ("نفختهما") أنهما قتلا برمحه; لأنهما لم يغزهما بنفسه. والذهب زخرف يدل على زخرفهما، ودلا بلفظهما على ملكين; لأن الأساورة هم الملوك، وبمعناهما على التضيق; لكون السوار مضيقا على الذراع.
قوله: ("ولئن أدبرت ليعقرنك الله") أي: ليهلكنك، وأصله: عقرت الفرس بالسيف إذا ضربت قوائمه فعرقبته، وكذلك عقرت النخلة إذا قطعت رأسها فيبست.
ومسيلمة-بكسر اللام- صاحب اليمامة، قتله nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ووحشي في خلافة الصديق وافتتح اليمامة بصلح، واستشهد بها ألف ومائة وقيل أربعمائة من المسلمين.
[ ص: 204 ] ("وهلي"): بإسكان الهاء وفتحها، وذلك جائز مثل نهر ونهر، وشعر وشعر، وأمثال ذلك نبه عليه ابن التين. ومعنى: وهلت إلى الشيء: ذهب وهمي إليه، قال الهروي: ومنه قول nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: وهل أنس. أي: غلط، يقال: وهل يهل: وهم إلى الشيء يهم وهلا ووهما.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: وهلت إلى الشيء: ذهب وهمي إليه. ضبطه بفتح الهاء. وذكر عن أبي زيد وهلت إلى الشيء، وعنه (أيهل) وهلا إذا نسيت وغلطت، فيه ضبطه بكسر الهاء.
واليمامة -بفتح الياء والميم- مدينة بقرب اليمن على أربع مراحل من مكة ومرحلتين من الطائف، قيل: سميت باسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، فقال: هو أبصر من زرقاء اليمامة، فسميت اليمامة لكثرة ما أضيف إليها، والنسبة إليها يمامي.
وهجر: مدينة باليمن وهي قاعدة البحرين بفتح الهاء والجيم، ويقال: الهجر بالألف واللام بينها وبين البحرين عشر مراحل.
وفيه: تسمية المدينة يثرب، وقد نهي عن التسمية بها حتى قيل: من قالها وهو عالم كتبت عليه خطيئة. وسببه ما فيه من معنى التثريب، والشارع من شأنه تغيير الأسماء القبيحة إلى الحسنة. ويجوز أن يقال: إن هذا قبل النهي. كما قيل: إنه سماها في القرآن به إخبارا عن تسمية الكفار لها قبل أن ينزل تسميتها دار الإيمان، ووسمها بطابة
[ ص: 205 ] لتكون داعية لإيطابها للمسلمين واستطابة العيش بها.
وفيه: تأخير البيان إلى وقت الحاجة إذا لم يتبين له من حين رأى أنها المدينة.
قوله: ("فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين") أي بعد أحد.
وفيه: أن البقر يعبر بالرجال، فإنه قال: "ورأيت فيها بقرا والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أحد" وعبرها في القرآن بالسنين، فهي تدل على أشياء كل تأوله ما يليق بها.
وقوله: ("وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر") يريد وقعة أحد، ولا يريد ما كان قبل أحد.
فليت المنايا كن خلفن عاصما فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا
قيل: وما رئيت فاطمة ضاحكة بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا تبسما حتى ماتت، وتبسمت فيما قيل عند قولها لامرأة: ترين ما صنع بي المرض، فأرتها ما تصنع على النعش فتبسمت وقالت: سترتيني سترك الله.