وفي لفظ: قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة، فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد".
[ ص: 429 ] وشيخه في هذا عمر بن محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي المعروف بابن التل من أولاده، قال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي: صدوق، مات في شوال سنة خمسين ومائتين.
وقال إسماعيل بن خليل: أنا nindex.php?page=showalam&ids=16637علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة- رضي الله عنها-: استأذنت هالة بنت خويلد أخت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة- رضي الله عنها- على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، فقال: "اللهم هالة". قالت: فغرت، فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرا منها!
الشرح:
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، أول من أسلم، وأول زوجاته، وأم سائر ولده خلا إبراهيم فمن مارية، وماتت في رمضان سنة عشر.
وقوله: ("خير نسائها nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة") يعني: خير نساء زمانها، وماتت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة بنت ثلاث سنين، وقيل: أربع، فيحتمل أن يكون دخلت فيمن خيرت عليه nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة، ويحتمل أن يريد البوالغ ذكرها ابن التين.
فإن قلت: كيف بشرها ببيت وأدنى أهل الجنة منزلة من يعطى مسيرة ألف عام في الجنة كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي، وكيف لم ينعت البيت بشيء من أوصاف النعيم أكثر من نفي الصخب، وهو رفع الصوت.
قلت: قال أبو بكر الإسكاف في "فوائده": بشرت ببيت زائد على ما أعد الله لها مما هو ثواب لأعمالها، ولذلك قال: "لا صخب فيه
[ ص: 431 ] ولا نصب" أي: لم ينصب فيه، ولم يصخب أي إنما أعطيته زيادة على جميع العمل الذي نصبت فيه، ولا شاهد لما ذكره.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: يقال: البيت هنا عبارة عن قصر، وقد سلف كذلك في رواية أسلفناها، وقد يقال لمنزل الرجل بيته، وهو كما قال يغالي في القوم: هم أهل بيت شرف وعز، وفي التنزيل: غير بيت من المسلمين [الذاريات: 36]
[ ص: 432 ] فأما قوله: "لا صخب فيه ولا نصب". فإنه أيضا من باب ما كنا بسبيله دعاها إلى الإيمان فأجابته عفوا لم تحوجه إلى أن يصخب كما يصخب البعل إذا تعصت عليه حليلته ولا أن ينصب، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة وهونت عليه كل مكروه، وأزاحت بمالها كل كدر ونصب فوصف منزلها الذي بشرت به بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها; قالnindex.php?page=showalam&ids=13138ابن دحية: فهي فيه مع سيد الأمة متفردة به كما تفردت بكفالته قبل النبوة وبعدها فلا يصاحبها في هذا البيت أحد من نسائه، ممن تعذر أن تصف ما في ذلك البيت جزاء لكفالته.
قال السهيلي: وأما قوله: "من قصب"، ولم يقل من لؤلؤ، ولكن في اختصاصه هذا اللفظ من المشاكلة المذكورة، والمقابلة بلفظ الجزاء للفظ العمل; لأنها كانت قد أحرزت قصب السبق إلى الإيمان دون غيرها من الرجال والنساء، والعرب تسمي السابق محرزا للقصب، واقتضت البلاغة أي يعبر بالعبارة المشاكلة لعملها في جميع ألفاظ الحديث.
فصل:
إقراء جبريل عليها السلام من ربها-جل جلاله- دال على فضل خديجة على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، وقد أقرأ nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة- رضي الله عنها- أيضا الرب-جل جلاله- السلام كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في "أكبر معاجمه" من حديثها، وسنده جيد فيما علمت; لأنه- عليه السلام- أقرأها سلام جبريل كذا استنبطه ابن داود وإن كان فيه خلاف عنده، وسئل أيضا أيما أفضل خديجة أم فاطمة؟
وقد سلف تفسير: "لا صخب فيه ولا نصب" وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: الصخب: العيب، والنصب: المعوج، وقيل: بشرها بقصر من زمردة مجوفة، أو من لؤلؤة مجوفة، وبيت الرجل قصره وداره.