اعلم أن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ذكر غزوة ذات الرقاع بعد بني النضير، وغزوة بني النضير عنده في ربيع الأول على رأس خمسة أشهر من وقعة أحد، قال: ثم أقام بعد غزوة بني النضير شهر ربيع -وقال الوقشي: الصواب: شهري ربيع وبعض جمادى- ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان في سنة أربع ، ثم ذكر بعدها بدرا الآخرة، ثم دومة الجندل، ثم الخندق، ثم بني قريظة ، وذكرها أبو معشر بعد الخندق وقريظة.
و (محارب خصفة): هو محارب بن خصفة بن قيس عيلان بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان أخي قيس وأنمار ابني بغيض أخي أشجع ابني ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر أخي ربيعة ابني نزار.
وقوله: (من بني ثعلبة من غطفان) كذا في نسخة nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي عن أبي أحمد وصوابه: وبني ثعلبة كما جاء بعد ذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=15557بكر بن سوادة حدثني زياد بن نافع، عن أبي موسى، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر حدثهم: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بهم يوم nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب وثعلبة. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14933القابسي: خصفة بني ثعلبة.
قال الجياني: وكلامه وهم، والصواب: nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب خصفة وبني ثعلبة بواو العطف، وهم بنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض
[ ص: 255 ] ابن ريث بن غطفان .
وقوله: (محارب خصفة). أراد التمييز; لأن nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب في العرب جماعة، وهذا ابن خصفة، فأراد تمييزه بأبيه من بين أولئك، وقال ابن سعد: ذات الرقاع كانت في المحرم على رأس سبعة وأربعين شهرا من مهاجره ليلة السبت لعشر خلون منه في أربعمائة، وقيل: في سبعمائة من أصحابه ، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: أو ثمانمائة . وحديث أبي موسى يدل على أنها بعد خيبر; لأن قدومه كان بخيبر مع جعفر، فكيف حضر هذه الغزوة وهي قبلها بمدة، وخيبر سنة سبع أو ست كما قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وهو حديث مشكل مع صحته، وما ذهب إليه أحد من أهل السير أي أنها بعد خيبر كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي [وقال] nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: إن كان nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي حفظ أنها سميت ذات الرقاع لجبل فيه بقع فيشبه أن تكون الغزوة التي شهدها أبو موسى nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر غير هذه .
قلت: قد قال أبو معشر: إنها كانت بعد الخندق وقريظة. وقال ابن عقبة: لا ندري متى كانت غزوة ذات الرقاع قبل بدر أم بعدها أم فيما بينها وبين أحد أم بعد أحد.
[ ص: 256 ] فصل:
واستعمل على المدينة nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر الغفاري ويقال: nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان فيما قال ابن هشام ، وهي غزوة ذات الرقاع وسميت بذلك; لأنهم رقعوا فيها راياتهم، ويقال: ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع، وقيل: لأن أقدامهم نقبت فكانوا يلفون عليها الخرق، وسيأتي من حديث أبي موسى ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: لرقع الصلاة فيها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في "سيرته": لأن الجبل كان فيه سواد وبياض . وقيل: بل الجبل الذي نزلوا عليه أو الأرض كانت أرضه ذات ألوان تشبه الرقاع فلقي بها جمعا من غطفان فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب، وقد خاف الناس بعضهم بعضا، حتى صلى - عليه السلام - صلاة الخوف كما سيأتي، ثم انصرف بهم، قال ابن سعد: وكان ذلك أول ما صلاها .
وحكى ابن التين قولا آخر: أن أول ما صلاها في بني النضير. ثم ساق إلى nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أن رجلا من بني محارب يقال له: غورث -أي: بالغين المعجمة، وبالمهملة أيضا- قال لقومه من غطفان ومحارب: ألا أقتل لكم محمدا؟ فذكر أخذ السيف وإضمامه ومنعه الله منه، فأنزل الله إذ هم قوم الآية [المائدة: 11] .
وقد رواه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12118أبو عوانة وفيه: فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "من يمنعك مني؟ " فقال: كن خير
[ ص: 257 ] آخذ، قال: "تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ " قال: لا، ولكن أعاهدك أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، ثم جاء. قومه، فقال: جئتكم من عند خير الناس .
ووقع في [...] قيل هذا لدعثور بن الحارث من بني محارب، وأن جبريل دفع في صدره، فوقع السيف من يده، ثم أسلم، ثم جاء قومه يدعوهم إلى الإسلام، ونزلت الآية السالفة، والظاهر أن الخبرين واحد وقد قيل: إن هذه الآية نزلت في أمر بني النضير، والله أعلم.
وفي انصرافه - عليه السلام - من هذه الغزوة أبطأ جمل nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله فنخسه بيده الكريمة فانطلق فاشتراه، ثم رده وثمنه. وقال ابن سعد: قالوا: قدم قادم المدينة بجلب له، فأخبر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنمار وثعلبة قد جمعوا له الجموع، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج إليهما -كما سلف- فمضى حتى أتى محالهم بذات الرقاع، فلم يجد في محالهم إلا نسوة، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعال بن سراقة بشيرا بسلامته وسلامة المسلمين، قال: وغاب خمس عشرة ليلة .
[ ص: 258 ] نجد صلاة الخوف، وقدومه عام خيبر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد فذكر صلاة الخوف وإجازته عام الخندق، وقد سلف ما فيه في باب صلاة الخوف .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، ثم قال: وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني: صلاة الخوف بذي قرد- وسلف في الصلاة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15557بكر بن سوادة: حدثني زياد بن نافع، عن أبي موسى، أن nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا حدثهم: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم محارب وثعلبة .. الحديث.
وأبو موسى هذا ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12147أبو مسعود الدمشقي أنه علي بن رباح اللخمي، وقيل: إنه أبو موسى الغافقي واسمه: مالك بن عبادة وله صحبة. والقول الأول أولى كما قاله المزي .
قلت: هذا أسنده في باب: غزوة ذي قرد، عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، عن حاتم، عن يزيد هو: ابن أبي عبيد، كما ستعلمه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق بعد غزوة ذات الرقاع غزوة ذي قرد، والذي شك فيه أنها كانت بعد الحديبية -كما يأتي من عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد- وحديث سلمة ينطق بذلك قلت: وقرد ماء في شعب، وهي غزوة الطائف في ربيع الأول سنة ست بعد غزوة بني لحيان ناحية عسفان بليال.
حديث صالح بن خوات، عمن شهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذات الرقاع. فذكر صفتها.
وهو في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، وهذا الشاهد هو سهل بن أبي حثمة كما ذكره بعد.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: وذلك أحسن ما سمعت في صلاة الخوف.
وقال معاذ: حدثنا هشام، عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بنخل. فذكر صلاة الخوف.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي، بعد ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هذا: ورويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي في قصة الرجل الذي أخبر بالمدينة أن أنمار وثعلبة قد جمعوا لكم جموعا، فيحتمل أن تكون هذه الصلاة صلاها أيضا في هذه الغزوة وإنما خالف بينها وبين ما روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر في صلاتين، لاختلاف الحال به فيهما . قال: وقول من قال: عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: (بنخل) يوهم أنها وغزوة
[ ص: 261 ] ذات الرقاع واحدة، ومنهما خرج إلى عسفان، كما أشار إليه nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق واختلاف الروايات في كيفية صلاة الخوف، لاختلاف الأحوال به في صلاته -والله أعلم كيف كان- والمقصود معرفة كيفية صلواته.
الحديث الثالث:
حديث سهل بن أبي حثمة في صلاة الخوف.
وهو في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا، ثم ساقه من حديث صالح بن خوات، عن سهل أيضا.
ثم ساقه من حديث صالح، عن سهل حدثه قوله.
الحديث الرابع:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما قال: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل نجد، فوازينا العدو فصاففنا لهم. وقد سلف في بابه.
ثم ساقه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أيضا.
الحديث الخامس: وقد سلف.
والعضاه: شجر من شجر البوادي كالطلح والعوسج، الواحدة عضه، الهاء أصلية، وقيل: عضهة، وقيل: عضاهة، فحذفت الهاء الأصلية كما حذفت في الشفة، ثم ردت في العضاه كما في الشفاه وقد يقال: عضة مثل عزة، ثم تجمع على عزوات، وتقرأ العضاه بالهاء وقفا ووصلا; لأن جمعه جمع تكسير وليست بجمع السلامة مثل الشفاه والمياه.
ثم قال: وقال nindex.php?page=showalam&ids=11792أبان -هو ابن يزيد العطار- ثنا nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذات الرقاع. فذكر القصة وسماه مشركا، فتهدده أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقيمت
[ ص: 262 ] الصلاة، وصلى بطائفة ركعتين، وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات وللقوم ركعتان.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث وقاتل فيها محارب خصفة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنخل، وإنما جاء أبو هريرة إلى رسول الله أيام خيبر. انتهى ما أورده.
وقصة غورث أسلفناها، وما ذكره عن nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور، عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة، عن nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر، عن سليمان بن قيس -يعني: اليشكري الثقة، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر كما سلف، وزاد بعد قوله: من عند خير الناس: فلما حضرت الصلاة .. فذكر الحديث إلى أن قال: فكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات وللقوم ركعتين ركعتين ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16272عارم محمد بن الفضل وعاصم بن علي عن nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة . وتعليق أبان أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث عفان عنه به ،
وتعليق nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير سلف من حديث هشام عنه، وأسنده الطيالسي عن هشام .
[ ص: 263 ] قوله في حديث أبي موسى: (ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه) وفيه قول آخر أنهم كانوا ثمانية، وقيل: كانوا أكثر. مشوا حفاة لم يكن لهم إبل، فألقوا الرقاع على أرجلهم.
وقوله في حديث صالح: (وجاه العدو) هو بضم الواو وكسرها، أي: صلوا وجوههم تلقاء وجوههم.
وقوله: (ثم ثبت جالسا، ثم أتموا لأنفسهم، لم يسلم بهم) هو اختيار nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك -كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، كما سلف - وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه، وقال بذلك مرة; لحديث nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد، وهو نحو الأول، إلا أنه ذكر فيه: أن الإمام يسلم ولا ينتظر أن تقضي الطائفة الثانية. وأخذ nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب مرة بحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أن الطائفة تمضي إلى مواجهة العدو. وقيل: تقضي، فإذا صلى بالثانية وقضت قضت الأولى بعدها. وحمل عليه nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب، أنهما يقضيان معا. وليس في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كذلك، إنما قال: (ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم. وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم).
وفيه -في بعض أحاديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر- أن الثانية تقضي، ثم تصلي بعدها الأولى. وذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب قول آخر أن الأولى تأتي بالركعة الثانية والطائفة الثانية وجاه العدو، فإذا انصرفت الأولى وقفت وجاه العدو، ثم قضت الطائفة الثانية ركعتها الثانية.
وذكر أبو عبد الملك قولا آخر أنه بالخيار عما ورد من الأحاديث; فإن كانوا في الحضر، فالمشهور أنهم يصلون خلافا لعبد الملك، واحتج بقوله: وإذا ضربتم في الأرض [النساء:101]، فإن كانت رباعية فاختلف
[ ص: 264 ] هل يثبت في الجلسة الأولى وينتظر الثانية جالسا، وإن كانت مغربا يصلي بفرقة ركعتين وبالثانية ركعة، وهو أفضل من عكسه -في الأظهر عندنا- واستشكل ابن التين رواية nindex.php?page=showalam&ids=36جابر السالفة: فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات وللقوم ركعتان. وقال: إن فيه نظرا; لأنهم كانوا في سفر، وإن قلنا: إن المسافر بالخيار فكيف يصلي لكل طائفة ركعتين، وهو يصلي أكثر من المأمومين.
وهذا إنما قاله nindex.php?page=showalam&ids=36جابر راوي الحديث أن الإمام يصلي ركعتين والمأموم كل طائفة ركعة، ويأتي أن القصر في عدد الركعات. وبه قال الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس، والذي روي هنا خلافه.
قلت: لا إشكال بل يحمل على أنهم صلوا ركعتين، ثم كملوا ولهذا قال: ثم تأخروا، والأخرى كذلك.