[ ص: 462 ] حنين: واد بينه وبين مكة ثلاث ليال، وهو حنين بن قاينة بن مهلائيل نسب إليه الموضع ، وهي غزوة هوازن كما سلف في الجهاد في باب: من قاد دابة غيره في الحرب .
وادعى السهيلي أنها تعرف أيضا بأوطاس فسميت باسم الموضع الذي كانت فيه الوقعة أخيرا ، وكانت يوم السبت لست ليال من شوال سنة ثمان من الهجرة، وكانت سيماء الملائكة فيها عمائم حمر، قد أرخوها بين أكتافهم.
وقال ابن سعد في موضع آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم: خرج إليها - عليه السلام - لليلتين بقيتا من رمضان أي مهيئا قالوا: في اثني عشر ألفا: عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفان من أهل مكة، فقال nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق: لا نغلب اليوم من قلة، فانتهى إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر خلون من شوال، فلما انهزمت بنو سليم وأهل مكة جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا أنصار الله وأنصار رسوله، أنا عبد الله ورسوله" فثاب إليه من انهزم، وثبت معه يومئذ nindex.php?page=showalam&ids=18العباس وعلي والفضل وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأبو بكر وعمر وأسامة في أناس من أهل بيته وأصحابه .
قال الحارث بن النعمان: مائة رجل وسيأتي تعداد بعضهم، ورماهم بحصيات; فقذف الله في قلوبهم الرعب وانهزموا لا يلوي أحد على أحد، وسبى منهم ستة آلاف رأس، وكانت الإبل أربعة وعشرين ألف بعير
[ ص: 463 ] والغنم أكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة، ثم رد عليهم سبيهم لما أتاه وفدهم بإسلامهم، ثم انتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة، فأقام بها ثلاث عشرة ليلة، فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج ليلة الأربعاء لثنتي عشرة بقيت منها ليلا، فأحرم بالعمرة ثم رجع من ليلته فبات ثم غدا يوم الخميس وانصرف إلى المدينة.
وفي لفظ: لم يكن معه يومئذ إلا أبو سفيان بن الحارث.
وفي حديث يعلى بن عطاء: أنه - عليه السلام - اقتحم يومئذ عن فرسه، وأخذ كفا من تراب وضرب بهم وجوههم، فلم يبق منهم أحد إلا امتلأت عيناه وفوه ترابا . وعند ابن هشام وغيره فيمن ثبت معه يوم حنين nindex.php?page=showalam&ids=300قثم بن عباس، وفيه نظر; لأنه - عليه السلام - توفي وهو صغير . وعند الزبير بن أبي بكر: وكان عتبة ومغيث ابنا أبي لهب ممن ثبت يومئذ، nindex.php?page=showalam&ids=12563ولابن إسحاق: وأيمن ابن أم أيمن .
nindex.php?page=showalam&ids=13332ولابن عبد البر : وجعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأم سليم.
[ ص: 464 ] ولعبد الغني: nindex.php?page=showalam&ids=14وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب. ولابن الأثير: nindex.php?page=showalam&ids=222وعقيل بن أبي طالب ، ولابن عباس في "تفسيره": nindex.php?page=showalam&ids=262وأبو دجانة، ونفر من الأنصار تعلقوا بثغر النخلة، nindex.php?page=showalam&ids=13933وللبيهقي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود بقيت أنا معه في ثمانين رجلا من الأنصار والمهاجرين، وناولته كفا من تراب فضرب به وجوههم، فامتلأت أعينهم ترابا . وقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس:
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فر من قد فر منهم وأقشعوا وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه لما مسه في الله لا يتوجع
يريد بالميت أيمن ابن أم أيمن. ولأبي معشر : ثبت معه يومئذ مائة رجل بضعة (وثلاثين) من المهاجرين وسائرهم من الأنصار، وسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيفه، ثم طرح غمده وقال: "أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب"
وقال لأبي سفيان بن الحارث: "ناولني ترابا" فناوله .. الحديث، وكان - صلى الله عليه وسلم - على بغلته البيضاء التي أهداها له فروة بن نفاثة . وقال ابن هشام: [قال - صلى الله عليه وسلم -] حينئذ لبغلته -أي: الشهباء، كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم في "دلائله"-: "البدي" فوضعت بطنها على الأرض وأخذ حفنة فضرب بها وجوه هوازن .
[ ص: 465 ] وعند ابن سعد أن هذه البغلة هي: دلدل، وتبعه أبو عمر nindex.php?page=showalam&ids=13064وابن حزم وغيرهما، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم: (بغلته الشهباء) . يعني: دلدل التي أهداها المقوقس، ويجوز أن يكون ركبهما يومئذ معا.
فصل:
ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب أحاديث:
أحدها:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون، نا إسماعيل قال: رأيت بيد nindex.php?page=showalam&ids=51ابن أبي أوفى ضربة، قال: ضربتها مع رسول الله يوم حنين. قلت: شهدت حنينا؟ قال: قبل ذلك.
قلت: هو ممن بايع تحت الشجرة، وهو آخر الصحابة موتا بالكوفة سنة ست وثمانين، وهو: nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي أبو معاوية أو أبو إبراهيم أو أبو محمد، أبوه صحابي أيضا، بعث مع ابنه عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصدقة.
هذا الحديث سلف في الجهاد في باب: بغلته البيضاء ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=187أبو حميد: أهدى ملك أيلة إليه بغلة بيضاء ، وباب: من صف أصحابه عند الهزيمة وغيرهما .
وقوله: (سرعان) هو بفتح السين والراء أي: (أخفاؤهم) والمستعجلون منهم، وحكي سكون الراء، وحكي أيضا ضم السين جمع سريع، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: بعضهم يقوله بكسر السين وهو خطأ، قال: وأما قولهم: سرعان ما فعلت فبالفتح والضم والكسر . وقال ابن التين: هو بضم السين وقيل: الصواب فتحها مع فتح الراء.
الحديث الثالث:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12544ابن أخي ابن شهاب: قال nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن شهاب: وزعم nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير أن مروان nindex.php?page=showalam&ids=83والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ..
الحديث.
[ ص: 467 ] وقد سلف في الخمس سندا ومتنا . ومعنى: (قفل من الطائف): رجع، والقافلة: الراجعة من السفر، ويذكر أن الأقرع بن حابس وعيينة بن حصين وعباس بن مرداس أبوا أن يطيبوا فقوبلوا في مال لهم.
الحديث الرابع:
حديث نذر اعتكاف nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - في الجاهلية وأمره - عليه السلام - بوفائه.
سلف في الاعتكاف، ورواه هناك من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، وفيه: أعتكف ليلة . ورواه هنا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، عن نافع، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: لما قفلنا من حنين سأل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن ذلك.
ثم قال: وقال بعضهم: حماد، عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب به، وخرج ذلك مخرج الحض على الوفاء لا اللزوم، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة. وهو الأصح عندنا.
الحديث الخامس:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حنين، ثم ذكر قصة السلب.
ثم قال: وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث: ثنا يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح، عن أبي محمد -مولى أبي قتادة- أن nindex.php?page=showalam&ids=60أبا قتادة .. فذكره أيضا، وقد أسلفت الكلام عليهما في باب: من لم يخمس الأسلاب .
ومعنى: (يختله) بكسر التاء: يخدعه.
[ ص: 468 ] وقوله: (واشتريت به خرافا): هو اسم ما يخترف من الثمر كالخرفة، فأقام الثمر مقام الأصل والمراد هنا: البستان، كما جاء في الرواية الأخرى: (مخرفا).