[ ص: 621 ] أن تلدوني". قلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: "لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر، إلا العباس، فإنه لم يشهدكم". رواه nindex.php?page=showalam&ids=12458ابن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. [5712، 6886، 6897- مسلم: 2213 - فتح: 8 \ 147]
والأبهر -بفتح الهمزة والهاء- عرق مستبطن القلب، قيل: هي النياط التي علق بها القلب فإذا انقطع [مات] ، فمات - عليه السلام - شهيدا رفعة له.
واسم المرأة التي سمته زينب بنت الحارث بن سلام، وقيل: أخت مرحب، وقد سبق في غزوة خيبر، في باب: الشاة التي سمت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر .
و (أوان) -بالفتح- على الظرف، وبنيت على الفتح لإضافتها إلى مبني وهو الماضي; لأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد، وروي بالرفع على خبر (هذا) -كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض .
[ ص: 622 ] وقوله: "ما أزال أجد .. " إلى آخره، أي: إنه كان نقص من لذة ذوقه، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، وليس [ببين] ، كما قال ابن التين; لأن نقص الذوق ليس بألم.
وقد سلف ، وقولها: (ما صلى لنا بعدها) أي: في علمها، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، قال: وكان ذلك قرب وجعه، وكانت وفاته يوم الاثنين لاثني عشرة ليلة مضت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة حين اشتد الضحاء، وبدأ به وجعه في بيت nindex.php?page=showalam&ids=156ميمونة بنت الحارث يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر، وصلى nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق في مرض موته ست عشرة صلاة قبل موته، كما قاله الشيخ أبو محمد، فتكون آخر صلاة صلاها صلاة العصر.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: والأثبت عندنا والأصح أنه توفي يوم الاثنين، حين زاغت الشمس منه، ودفن في تلك الساعة، وآخرهم عهدا به في القبر قثم على الأثبت والأصح، لا علي، ولا (...) ، ولا يصح المغيرة، بل لم يحضر دفنه.
الحديث الثالث:
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يدني nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .. إلى آخره.
[ ص: 623 ] سلف في الفتح، ويأتي في التفسير .
الحديث الرابع:
قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: يوم الخميس، وما يوم الخميس! اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه فقال: "ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده".
سلف في الجزية، في باب: إخراج اليهود من جزيرة العرب، وفي جوائز الوفد من الجهاد ، وقوله: "لن تضلوا" في بعضها "لا تضلون"، قال ابن التين: هو صوابه، وقوله: (أهجر) سلف بيانه، وهو سؤال ممن حضر في البيت، هل هو هذيان؟ يقال: هجر العليل: إذا هذى، ويحتمل أن يكون من قائله على وجه الإنكار، كأنه قال: أتظنونه هجر؟ وقيل: إن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال: غلبه الوجع، فيجوز أن يكون قال للذي ارتفعت أصواتهم على جهة الزجر، كقول القائل: نزل فلان الوجع فلا تؤذوه بالصوت، وقوله:
(فذهبوا يردون عنه) كذا في الأصول، وذكره ابن التين بلفظ: (يردوا) ثم قال: وصوابه (يردون).
وقوله: "أما الذي فيه خير مما تدعونني إليه" يريد ما أشرف عليه من لقاء ربه، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، وقال غيره: الذي أنا فيه من ترككم على كتاب خير مما تدعونني إليه أن أكتب لكم، وفيه نظر; لأنه لم يذكر أنهم دعوه إلى أن يكتب لهم، يدل عليه قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب. كما ذكره في الحديث بعده.
[ ص: 624 ] الحديث الخامس:
حديثه أيضا لما حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت رجال، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده". الحديث.
واللغو: الكلام الذي لا محصول له، واللغط بكثير القول والاختلاف.
الحديث السادس:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في
شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت.
وسلف في مناقبها وغيره ، وشيخه هناك يحيى بن قزعة، وهنا يسرة -بالمثناة تحت، ثم سين مهملة- بن صفوان أبو صفوان، وهو من أفراده، مات سنة خمس عشرة أو ست عشرة ومائتين.
والرفيق الأعلى: كأنه يتأول الآية: وحسن أولئك رفيقا [النساء: 69] والرفيق: الصاحب المرفق، وهو هنا يعني: الرفقاء، يعني: الملائكة، يقال للواحد والجماعة: رفيق كصديق وعدو، وقيل: الرفيق المرتفق: مرتفق الجنة.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي أنه اسم لكل ما سما، وأراد الأعلى منها; لأن الجنة فوق ذلك، وأنكر ذلك عليه لغرابته، وانفراده عن أهل اللغة به، وكأنه صحيف الرقيع بالقاف، وهو من أسماء السماء، وفي "الصحاح": الرفيق الأعلى: الجنة.
وقوله: (إذا لا يجاورنا) هو بفتح الراء لاعتماد الفعل على (إذا)، فإن اعترضت حشوا واعتمد الفعل على ما قبلها سقط عملها كأنا إذا أزورك، فيرفع لاعتماد الفعل على أنا.
وقوله: (ورأسه على حجر nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة) في الروايات الأخرى: مات بين حاقنتي وذاقنتي وأخرى: بين سحري ونحري.
والجمع: أن ذلك حصل إنما في تلك الحالة أو غيرها.
الحديث العاشر:
حديثها أيضا: دخل nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
[ ص: 626 ] وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره، الحديث.
معنى: (يستن): يستاك. ومعنى: (أبده): أتبعه بصره لا يرتد طرفه عنه. وقولها: (فقضمته)، أصل القضم: الكسر، والقضامة من السواك ما يكسر من شعب أراكه ويفتت. وقيل معنى: قضمته أي: مضغت رأسه بأسنانها، وروي بالصاد المهملة. والحاقنة: نقرة الترقوة، وهما حاقنتان، أي: نقرتا الترقوتين وحبل العاتق، قيل: إنها المطمئن بين الترقوة والحلق، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: ما سفل عن البطن . وعبارة بعضهم: ما دون الترقوة من الصدر. وقيل: إنها التراقي. وقيل: إنها ما تحت السرة. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد: تقول العرب: لألزقن حواقنه بذواقنه فقيل: الحواقن: ما سفل من البطن، والذواقن: ما على. وقال أبو عبيدة: الذواقن جمع ذقن وهو مجمع أطراف اللحيين. وقال ثابت: إنها طرف الحلقوم، وفسر أبو بكر لألزقن حواقنه بذواقنه: أعلاه وأسفله . وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: هو ما يناله الذقن من الصدر . وهذا كقولها: (بين سحري ونحري). وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=2737أبي الهيثم: أنها نقرة الذقن. وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس: أنها طرف الحلقوم الناتئ ، وقال أبو عبد الملك: ما بين سرتها وذقنها.
[ ص: 627 ] قيل: النفث أقل ريقا من التفل، وقيل: لا ريق معه. والمعوذات -بكسر الواو- قل أعوذ برب الفلق ، و قل أعوذ برب الناس وفي حديث أنه - صلى الله عليه وسلم - لما سحر، عقد له إحدى عشرة عقدة; فأنزل الله إحدى عشرة آية: المعوذتين بكمالهن.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: المعوذات: قل هو الله أحد ، والمعوذتين. وأصل أعوذ بالله: ألجأ إليه، وهو عياذي، أي: ملجئي.
[ ص: 628 ] والوكاء: الخيط الذي يربط به. والمخضب: شبه المركن: إجانة يغسل فيها الثياب. قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هو من حجارة كالجفنة.
حديثها أيضا، قالت: لقد راجعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا، وإلا كنت أرى أنه لم يقم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي بكر. رواه nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وأبو موسى nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. سلف
ومعنى: عبد العصا: أنه - صلى الله عليه وسلم - يموت ويلي غيره، فيكون علي وغيره مأمورين ومأجورين.
وفيه: صراحة أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا لم يسأل الولاية، وحلف على ذلك، واعلم أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تفرد بهذا الإسناد. وفي سماع nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري من عبد الله المذكور نظر، نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي وقد سلف في حديث كعب، وكذلك هو عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن عبد الله عن أبيه . وتارة nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن عبد الرحمن، [عن أبيه و] ، عن عمه عبيد الله جميعا، عن كعب .
الحديث التاسع عشر:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس - رضي الله عنه -: أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين، وأبو بكر يصلي لهم لم يفجأهم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كشف سجف حجرة nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، الحديث، وفي آخره: ثم دخل الحجرة وأرخى الستر.
يقال: فجأني الأمر يفجؤني إذا جاء بسرعة. ولما صلى -في حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - خلف أبي بكر كانت صلاة الظهر يوم الأحد، وتوفي في يوم الاثنين.
وقولها: (بين سحري ونحري) السحر: الرئة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هو ما بين الثديين.
وقوله: (وبين يديه ركوة أو علبة) يشك عمر -يعني ابن سعيد- أحد رواته. والركوة: من الأدم، راؤها مثلثة كما سلف، والعلبة: قدح من خشب ضخم يحلب فيه، أو من جلود الإبل، أو أسفله جلد وأعلاه خشب مدور أو غصن أو جذور، وجمعه: علب وعلاب.
وقولها: (وأنا مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وقولها بعده (وهو مستند إلى صدري)، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله- عند ابن سعد- عن علي رضي الله عنه أنه قال: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مسنده إلى صدري، وفي حديث عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، لما ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجري، قلت: يا عباس أدركني; فإني هالك، فكان جدهما جميعا أن أضجعاه.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "إكليله" من حديث عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن أبيه، عن جده العرني، عن علي - رضي الله عنه -، قال: أسندت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري فسالت نفسه. ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة: كان علي - رضي الله عنه - آخرهم عهدا به جعل يسارة فاه على فيه حتى قبض.
ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حضره الموت: "ادعو إلي حبيبي" فقلت: أدعو nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب، فوالله ما يريد غيره. فلما رآه نزع الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه .
الحديث الحادي بعد العشرين:
حدثنا إسماعيل: حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال، قال nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة: وأخبرني أبي، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: "أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟ ". الحديث.
nindex.php?page=showalam&ids=12427وإسماعيل هذا هو ابن أبي أويس، ومات سنة ست أو سبع وعشرين ومائتين، ومات شيخه سليمان سنة اثنتين أو سبع وسبعين ومائة بالمدينة. قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم في الأول: محله الصدق مغفل، وضعفه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .
وقوله: (لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها) وقد أسلفنا أن المراد: ليس عليك بعد هذه الموتة كرب مقبورا، ولا عند نشرك، ولا في الموقف، ولا في أحوال يوم القيامة كلها.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: لا يموت في قبره موتة أخرى كما قيل في الكافر والمنافق بعد أن ترد إليه روحه ثم يقبض، وقال قبله: أي لا يجمع الله عليك كرب هذا الموت، قد عصمك الله من عذابه ومن أهوال يوم القيامة، وقيل: أراد بذلك ردا لقول من قال لم يمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشد من كان في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، وذلك أنه قال: ليبعثه الله فليقطعن أيدي رجال، فأخبر أبو بكر أنه مات، وليس يحيى ثم يموت، فيكون
[ ص: 633 ] له موتتان، وقد عالج من الموت شدة، وقال: "إن للموت سكرات"، وقيل: أراد: موتك في موت شريعتك; يدل على ذلك قوله في الحديث: "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات". وقول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه -: (ما هو إلا أن سمعت قوله في الحديث: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات- أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي) أي: تحيرت ودهشت.
عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي: عقر الرجل ونحر: إذا تحير، ضبطه أبو الحسن بضم العين، وضبطه غيره بفتحها، وكذا هو في كتب أهل اللغة. وتقلني: تحملني، قال تعالى: حتى إذا أقلت سحابا ثقالا [الأعراف: 57].
قوله: (وحتى هويت إلى الأرض) هوى بالفتح يهوي هويا: سقط إلى أسفل، وهوي يهوى: إذا أحب، وأهوى إليه بيده ليأخذه، وبتلاوة nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق هذه الآية: وما محمد إلا رسول إلى قوله: الشاكرين [آل عمران: 144] ،كان يسمى: أمير الشاكرين .
وفيه: أنه - صلى الله عليه وسلم - ربما انتقم لنفسه، ويكون معنى حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها: إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها، أي: ما أصيب به في بدنه قد انتهكت به حرمة الله، وإن ترك الانتقام ترك الأموال.