وقوله: (يقال: ألحف علي وألح علي وأحفاني) يريد: معناهن واحد، وإن اختلف ما أخذت منه، فمعنى ألح علي: لازمني ولم يفتر، ومعنى ألحف يشتمل بالمسألة على وجوه الطلب وهو مشتق من اللحاف الذي يتغطى به، ومعنى أحفى مثل ألح ومنه: فيحفكم [محمد: 37] أي: يبالغ في مصلحتكم وهو مصدر في موضع الحال، أي: ملحفين، والجمهور على أن معنى الآية لا يسألون ألبتة؛ لتعففهم عنها، وإن كان السابق إلى الفهم خلافه، ولا شك أن الإلحاح في المسألة ممتنع عند الحاجة وعدمها، ومن سأل وله أوقية من فضة
[ ص: 123 ] أربعون درهما، أو ما يقوم مقامهما، فقد ألحف كما نبه عليه أبو عمر ، والفقراء المذكورون في الآية هم فقراء المهاجرين دون غيرهم، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن جماعة.
وأسند nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - أنهم أصحاب الصفة، وذكره أيضا مقاتل .
وقوله في الحديث: (يعني: قوله) قائله هو شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ابن أبي [مريم، وهو سعيد بن الحكم بن أبي مريم، كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي nindex.php?page=showalam&ids=12180وأبو نعيم في مستخرجيهما من طريق الحسن، عن سفيان قال: قلت لابن أبي [مريم: ما تقرأ (يعني قوله): واقرءوا إن شئتم قال: للفقراء الذين أحصروا [البقرة: 273]. قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي: وهو من تفسيره، قال: وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12430إسماعيل بن جعفر يعني المذكور عنده أولى بالتفسير منه؛ لإتيانه بالآية في الرواية تصحيحا لما قاله، وإن كان عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار وحده، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - بخلاف رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري له عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء وعبد الرحمن بن أبي عمرة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
قلت: وأبو عمرة هو بشير بن عمرو بن محصن بن عتيك، حجازي، قتل مع علي بصفين، وله صحبة، وقتل أخوه أبو عبيدة يوم بئر معونة، وقتل أخوهما ثعلبة يوم جسر أبي عبيد ، وقتل أخوهم حبيب بن عمرو بن محصن يوم اليمامة، ولثعلبة بن عمرو أيضا ولد يقال له: عبد الرحمن روى له خارج "الصحيح".
[ ص: 124 ] فائدة:
استدل nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم بهذا الحديث على أن المسكين الذي له أدنى شيء لا يقوم بحاله يصبر ولا يسأل، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : قد جعل في هذا الحديث من لا يسأل أعظم حاجة من السائل.