ذكر فيه حديث سالم ، عن أبيه أنه - عليه السلام - قال: "مفاتيح الغيب خمس … " الحديث سلف في آخر الاستسقاء من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا، ويأتي في سورة الرعد ولقمان والاعتصام.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق في "تفسيره"، عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
والمفاتح: جمع مفتح وهو المفتاح، وقيل: جمع مفتح، وهو القرن، أي: عنده الوصلة إلى علم الغيب، وكل ما لا يعلم إذا استعلم يقال فيه: افتح علي، وعبارة nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : خزائن الغيب، ومقاتل : غيب العذاب متى ينزل بكم.
[ ص: 328 ] وعبارة غيرهما: ما غاب عن ابن آدم من خزائن الأرض والرزق والمطر والثواب.
وما أحسن من قال: إنه الشقاوة والسعادة.
وقيل: أي: عنده معرفة المطر يفتحه ليخلقه، وقيل: عواقب الأعمال وخواتم الأعمال.
وقيل: هي ما لم يكن بعد أنه يكون ثم لا يكون، وما يكون كيف يكون.
ولما كانت المفاتح يوصل بها إلى ما في المخازن المستوثق منها بالإغلاق والإقفال، ومن علم مفاتحها وكيف يفتح توصل إلى علم المغيبات كمن عنده مفاتح أقفال المخازن، وهو عالم بفتحها.
ومفاتح الغيب خمس -كما ذكر في الحديث- لا يعلمها إلا الله، وذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أنه استدل بأحاديث لا يحتج بمثلها في الأحكام أنه بقي من الدنيا من الهجرة نصف يوم من أيام الآخرة، وهو خمسمائة عام، قال: وتقوم الساعة، ويعود الأمر إلى ما كان عليه قبل أن يكون شيء غير الباري ولا يبقى غير وجهه. وهذا عجيب منه، والمشاهدة تدفعه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : إنه كفر ظاهر لا يحتمل تأويلا، وجعل يذكر في كتابه ما رواه المتركون ويؤول ظاهر القرآن والسنن الثابتة التي تخالف حكايته، انتهى.
وليس في كلام nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري نفي البعث، وإنما قال: يبقى الأمر كما كان قبل أن يكون شيء، لعله يريد: ثم يكون البعث والحساب.
[ ص: 329 ] فائدة:
روى nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أن الرشيد رأى في منامه ملكا أو نبيا، فسأله عن وقت موته، فأشار بأصابعه الخمس، فعبره بعضهم بالشهور، وبعضهم بالسنين، وبعضهم بالأيام، وفسره أبو يوسف القاضي بما في "الإبانة" وقال: إنه إشارة إليه أن الله عنده علم الساعة … إلى آخرها. فكأنه قال: هذا من العلوم التي لا يعلم حقيقتها إلا الله، فسري عنه.