[ ص: 585 ] فانطلقا يمشيان على الساحل، فمرت بهما سفينة، فعرف الخضر فحملوهم في سفينتهم بغير نول -يقول: بغير أجر- فركبا السفينة. قال: ووقع عصفور على حرف السفينة، فغمس منقاره البحر، فقال الخضر لموسى: ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره قال: فلم يفجأ موسى، إذ عمد الخضر إلى قدوم فخرق السفينة، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت الآية [الكهف: 71] فانطلقا إذا هما بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه فقطعه. قال له موسى: أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا [الكهف: 75، 74] إلى قوله فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض [الكهف: 77] فقال بيده: هكذا فأقامه، فقال له موسى إنا دخلنا هذه القرية، فلم يضيفونا ولم يطعمونا، لو شئت لاتخذت عليه أجرا [الكهف: 77]. قال: هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا [الكهف: 78]. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا من أمرهما". قال: وكان nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس يقرأ: وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا، وأما الغلام فكان كافرا. [انظر: 74 - مسلم: 2380 - فتح: 8 \ 422]
وضبط (تنقاض) مشددة الضاد ومخففة، ومعناه مخالف لمعنى الأول، فإن معنى ينقض: ينكسر وينهدم ويسقط بسرعة، وينقاض ينقلع من أصله، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : انقاضت البيضة انشقت. ومن قرأ ينقاص بالصاد المهملة، قيل: معناه انشق طولا، وقيل: ينشق وينقلع من أصله.
[ ص: 586 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد: انقاص غير معجمة: ولم يبن، وبالمعجمة انكسر وبان، وأراد به ميله. ومثله حديث: "لا تتراءى نارهما" أي: لو وقف إنسان في موضع إحدى النارين لم ير نار الأخرى.
وقوله: (وفي حديث غير عمرو قال: وفي أصل (الصخرة) عين يقال لها الحياة لا تصيب من مائها شيئا إلا حيي).
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : لا أرى هذا يثبت، وإن كان محفوظا فذلك كله من خلق الله وقدرته إذا أراد إحياء ميت أنشره، قال: وفي دخول الحوت في العين دلالة على أنه حي قبل دخوله فيها، لو كان كما في هذا الحديث فلا يحتاج إلى العين، والله تعالى قادر أن يحييه بلا عين.
قال: وقوله: (فلما استيقظ موسى قال لفتاه آتنا غداءنا). وهم، إنما قال له بعد أن ساروا يوما وليلة. قال: وكذلك قوله: (وجدناه عند الصخرة). وهم.
واعترض ابن التين فقال: قوله: إن الحوت دخلها وهو حي، إنما قال: (وأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك). وتوهيمه الثاني قد سلف في الحديث السالف مثله أيضا.
وقراءة nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (سفينة صالحة). وافقه عليها عثمان أيضا.