هذا الحديث يأتي من بعد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وفيه: "قبل أن يخلقني أو قدره علي". وسلف في باب: وفاة موسى - عليه السلام - من حديث nindex.php?page=showalam&ids=15769حميد بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وفي آخره: "فحج آدم موسى" مرتين.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : وروى هذا الحديث أبو هلال الراسبي، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فوقفه، وكان كثيرا ما يتوقى رفعه. ولما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17233هدبة عن ابن مهدي -يعني ابن ميمون الراوي عن nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين - رفعه مرة، ثم رجع عنه فأوقفه.
وأسلفنا هناك أنه يجوز [أن] تكون محاجتهما بالأرواح أو حقيقة أو يوم القيامة، ويجوز -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي - أن يكون شرح حال بضرب مثل لو اجتمعا مآلا، ويكون تخصيص موسى بهذا دون غيره من الأنبياء، لأنه أول من جاء بالتكاليف، وموسى مال في لومه إلى الكسب، وآدم مال إلى القدر، وكلاهما حق لا يبطل أحدهما صاحبه، ومتى قضى للقدر على الكسب أخرج إلى مذهب القدرية، أو للكسب على القدر أخرج إلى مذهب الجبرية كما مضى هناك، وإنما وقعت الغلبة لآدم من وجهين:
الثاني: أن الفعل اجتمع فيه القدر والكسب، والتوبة تمحو أثر
[ ص: 612 ] الكسب، فلما تيب عليه لم يبق إلا القدر، والقدر لا يتوجه إليه لوم، وزعم nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد أن الحجة إنما صحت لادم من أجل أن الله قد غفر له، فلم يكن لموسى أن يعيره بما قد غفر له، وأما من أخطأ ولم تأته المغفرة فالعلماء مجمعون أنه لا يجوز أن يحتج بما احتج به آدم فلا يقول: أتلومني على أن قتلت أو زنيت أو سرقت وقد قدر الله ذلك علي؟! وإن كان محقا. والأمة مجمعة على جواز حمد المحسن على إحسانه ولوم المسيء على إساءته، وتعديد ذنوبه عليه، ولم يشرع للابن لوم أبيه، وإنما لم يسقط اللوم عن العاصي منا لبقائه في دار التكليف، وأحكامهم جارية عليهم من العقوبة والتوبيخ وغيرهما، وفي ذلك زجر له ولغيره عن مثل هذا الفعل، وهو محتاج إلى الزجر ما لم يمت، وأما آدم فليس في دار التكليف.
وقوله: ("فحج آدم موسى") أي: غلبه بالحجة وظهر عليه بها، والمراد بالتقدير السالف الكتابة في اللوح المحفوظ أو في صحف التوراة وألواحها، وقد سلف ذلك، أي: كتبه علي قبل خلقي بأربعين سنة، ولا يجوز أن يراد به حقيقة القدر، فإن علم الله قد تم على عباده وأراده من خلقه لا أول له. فإن قلت: فما المعنى بالتحديد المذكور في المكتوب، وفي الحديث: nindex.php?page=hadith&LINKID=664452 "إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة".
قلت: كما أجاب عنه nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي أن المعلومات كلها قد أحاط بها العلم القديم قبل وجود كل مخلوق؛ ولكنه كتبها في اللوح المحفوظ في