هذا الحديث أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
قيل: معناه: صاحب الدهر ومدبر الأمور المنسوبة إلى الدهور.
وقيل: المعنى: إنكم تسبون الدهر ; لما ينزل بكم، والفعل إنما هو لله، فمن سب الدهر لما يطوي عليه دخل في هذا الحديث، لا لما يرى من المنكر فيه، وكانت العرب إذا أصابتهم مصيبة يسبون الدهر، ويقولون عند ذكر موتاهم: أبادهم الدهر، ينسبون ذلك إليه، ويرونه الفاعل لهذه الأشياء، ولا يرونها من قضاء الله وقدره، وأنه أزلي لا أول له، فأعلمهم الله أنه محدث، يقلب ليله ونهاره، لا فعل له،
[ ص: 229 ] إنما هو ظرف للطوارئ.
وكان أبو بكر بن داود الأصبهاني يرويه بفتح الراء من الدهر، منصوب على الظرف، أي: أنا طول الدهر، بيدي الأمر، وكان يقول: لو كان مضموم الراء لصار من أسماء الله تعالى، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: نصبه بعضهم على التخصيص. قال: والظرف أصح. وقال أبو جعفر النحاس : يجوز النصب، أي: بأن الله باق معهم أبدا لا يزول.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي فقال: هو باطل من وجوه:
أحدها: أنه خلاف أهل النقل، فإن المحدثين المحققين لم يضبطوها إلا بالضم، ولم يكن ابن داود من الحفاظ ولا من علماء النقل.
ثالثها: تأويله يقتضي أن تكون علة النهي لم تذكر ; لأنه إذا قال: "لا تسبوا الدهر فأنا الدهر، أقلب الليل والنهار" وكأنه قال: لا تسبوا الدهر فأنا أقلبه. ومعلوم أنه يقلب كل شيء من خير وشر، وتقليبه للأشياء لا يمنع ذمها، وإنما يتوجه الأذى في قوله: "يؤذيني ابن آدم" على ما أشرنا إليه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : أي: يخاطبني من القول بما يتأذى به من يصح في حقه التأذي، لا أن الله تعالى يتأذى ; لأن التأذي ضرر وألم، والرب تعالى منزه عن ذلك، وهذه توسعات يفهم منها أن من يعامل الله بتلك المعاملات تعرض لعقابه ومؤاخذته، ولا شك في كفر من نسب تلك الأفعال -يعني: الممدوحة والمذمومة- أو شيئا منها للدهر حقيقة أو اعتقد ذلك، وأما من جرت على لسانه ولا يعتقد صحتها فليس بكافر، ولكنه تشبه بأهل الكفر، وارتكب ما نهاه عنه الشارع، فليتب وليستغفر.