وسلف في بدء الخلق ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا .
[ ص: 29 ] وحديث nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مع هشام السالف في الخصومات ، وقال هنا : (كدت أساوره في الصلاة ) أي : أنكب عليه ، ومنه قوله تعالى إذ تسوروا المحراب [ص : 21 ] .
وفيه : انقياد هشام لعمر ، وكانا من أصلب الناس ، كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إذا كره شيئا يقول : لا يكون هذا ما بقيت أنا وهشام بن حكيم .
وقد سلف اختلاف العلماء في المراد بالأحرف السبعة ، وقيل : سبعة معان مختلفة كالأحكام والأمثال والقصص إلى غير ذلك . وهو خطأ ; لأنه أشار في الحديث إلى جواز القراءة بكل حروفها ، وقد قام الإجماع أنه لا يحل إبدال آية أمثال بآية أحكام قال تعالى : قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي [يونس : 15 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب : بلغني أنه في الأمر الواحد ، فلا يختلف في حلال ولا حرام . وإليه ذهب nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه يجعل مكان الكلمة كلمة بمعناها ، وروى ذلك عن مالك بن وهب قال : أقرأ nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رجلا إن شجرت الزقوم طعام الأثيم فجعل الرجل يقول : اليتيم ; فقال له nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : طعام الفاجر ; فقلت nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك : أترى أن يقرأ كذلك ؟ قال : نعم ، أرى ذلك واسعا . والذي في "المدونة " أنه منع من أن يأتم بمن يقرأ بقراءة nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وقال : يخرج ويدعه .
وأخرجه عباد بن يعقوب في "فضائل القرآن " مرفوعا بزيادة : "لكل آية منه ظهر وبطن " .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد الطيالسي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16329عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=939720 "أنزل القرآن على سبعة
اختلف في معنى قوله : "سبعة أحرف " فالأكثرون -كما قال المنذري - أنه حصر للعدد وقيل : توسعة وتسهيل لم يقصد به الحصر .
[ ص: 32 ] ثم اختلفوا في تعيينها على ما سلف ، ومنهم من جعلها في صورة التلاوة ، ومنهم من جعلها في الألفاظ والحروف ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان البستي فيها خمسة وثلاثين قولا غير أن غالبها فيه تداخل ، وجائز أن يكون منها لقريش وكنانة وأسد وهزيل وتميم وضبة وقيس ، فهذه قبائل مضر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : يستوعب سبع لغات على هذه المراتب ، وقد جاء في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنزل القرآن على لغة الكعبين : كعب قريش وكعب خزاعة ; لأن الدار واحدة . وقد أسلفنا هناك عن أكثر العلماء أنها سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة ، ونقله nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي أيضا عن الأكثرين ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، ويمكن أن يقال : أنه - عليه السلام - سمعها من جبريل في عرضات سبع أو في واحدة وأوقفه على المواضع المختلف فيها ، ثم لا يشترط أن يكون اختلاف هذه اللغات السبع في كيفيات الكلمات من الإظهار والإدغام والمد والقصر والإمالة والفتح وبين بين وتخفيفه بالحذف والنقل وبين بين والإسكان والروم والإشمام عند الوقف على أواخر الكلم ، والسكوت على اللسان قبل الهمز وما أشبهه واختلاف الإعراب فقط ، بل يحوز أن يكون في هذه كلها وفي ألفاظ مترادفة على معنى واحد ، كما قرئ فاسعوا إلى ذكر الله [الجمعة : 9 ] (فامضوا ) وهذا يدل -كما قال
[ ص: 33 ] أبو عبد الله القرطبي - على أن السبعة التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدي الناس منها إلا حرف الذي جمع عليه عثمان المصاحف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : إنما كانت سعة للناس في الحروف ; لعجزهم عن أخذ القرآن العظيم ، على غير لغاتهم ; لأنهم كانوا أميين لا يكتب إلا القليل منهم ، فكان يشق على كل ذي لغة أن يتحول إلى غيرها من اللغات ، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة ، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذ كان المعنى متفقا ، وكانوا كذلك حتى كثر من يكتب منهم وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقدروا بذلك على تحفظ ألفاظه فلم يسعهم حينئذ أن يقرءوا بخلافها .
قال أبو عمر : فلما ارتفعت تلك الضرورة ارتفع حكم هذه السبعة الأحرف وعاد القرآن حرفا واحدا .
قال أبو العباس : وأما القراءات السبعة التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ; فقال كثير من علمائنا -كالداودي والمهلب وغيرهما - : إنها ليست من الأحرف السبعة التي اكتفت الصحابة في القراءة بها ، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك السبعة التي جمع عليها عثمان المصاحف ، ذكره النحاس وغيره ، وهذه القراءات هي اختيارات أولئك السبعة ، وذلك أن كل واحد منهم اختار فيما روى وعلم وجهه من القراءات ما هو الأحسن عنده والأولى ، فالتزم طريقه ورواه وأقرأ به فاشتهر عنه وعرف به ونسب إليه فقيل : حرف nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، وحرف ابن كثير ، ولم يمنع أحد اختيار الآخر -وكل صحيح - ولا أنكره ، بل سوغه وجوزه ، وكل واحد من هؤلاء السبعة روي عنه اختياران أو أكثر
[ ص: 34 ] وكل صحيح . وقد أجمع المسلمون في هذه الأعصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة ما رووه ورأوه من القراءات ، وكتبوا في ذلك مصنفات ، فاشتهر الإجماع على الصواب ، وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : قد أكثر الناس في تأويل هذا الحديث ، ولم أجد فيه قولا يسلم من المعارضة ، وأحسن ما رأيته ما نقله أبو عمرو الداني في بعض كتبه ولم يسم قائله قال : إني تدبرت معنى هذا الحديث وأنعمت النظر فيه بعد وقوفي على أقاويل السلف والخلف ، فوجدته متعلقا بخمسة أوجه وهي محيطة بجميع معانيه : ما معنى الأحرف وكيف تأويلها ؟ ما وجه إنزال القرآن على هذه الأحرف السبعة ؟ وما المراد بذلك في أي شيء يكون اختلافها ؟ وعلى كم معنى يشتمل اختلافها ؟ وهل هي كلها متفرقة في القرآن موجودة فيه في ختمة واحدة حتى إذا قرأ القارئ بأي حرف من حروف الأئمة القراء بالأمصار المجمع على إمامتهم فقد قرأ بها كلها ، أم ليست كلها متفرقة فيه وموجودة في ختمة واحدة ؟
فأما الأول فهو يتوجه على وجهين : أحدهما : سبعة أوجه من اللغات ، وهذا قدمناه عنه ; بدليل قوله : ومن الناس من يعبد الله على حرف [الحج : 11 ] أي : الوجه والنعمة .
الثاني : أن يكون الشارع سمى القراءات أحرفا على طريق السعة مجازا كما يسمون الرسالة والخطبة كلمة ; إذ كانت الكلمة منها .
ويمكن أن تكون هذه السبعة أوجه من اللغات ، وذكر ثابت في هذا المعنى أنه يريد -والله أعلم - على لغات شعوب من العرب سبعة أو جماهيرها -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي - خمسة منها بهوازن وحرفان لسائر الناس .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نزل على سبعة أحرف صارت في عجز هوازن منها خمسة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : عجز هوازن : ثقيف وبنو سعد بن بكر وبنو جشم وبنو نضر ، خص هؤلاء دون ربيعة وسائر العرب ; لقرب جوارهم من جوار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنزل الوحي ، وإنما مضر وربيعة أخوان . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : نزل القرآن على لغة هذا الحي من لدن هوازن وثقيف إلى خزيمة .
[ ص: 36 ] أما الثالث فإنها تكون في أوجه كثيرة منها : تغيير اللفظ نفسه كـ ملك و مالك [الفاتحة : 4 ] ، و الصراط [الفاتحة : 6 ] بالسين والصاد والزاي .
ومنها : الإخبار عن النفس كقوله : نتبوأ من الجنة حيث نشاء [الزمر : 74 ] بالنون والياء (ونجعل الرجس ) [يونس : 100 ] بالنون والياء .
ومنها : التقديم والتأخير كقوله : (قتلوا وقاتلوا ) وقاتلوا وقتلوا [آل عمران : 195 ] ، و (فيقتلون ويقتلون ) [التوبة : 111 ] وكذا (زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم ) و قتل أولادهم شركاؤهم
[ ص: 37 ] [الأنعام : 137 ] وشبه ذلك .
ومنها : النهي والنفي كقوله : (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ) [البقرة : 119 ] بالجزم على النهي وبالرفع على النفي (ولا تشرك في حكمه أحدا [الكهف : 26 ] بالتاء والجزم على النهي ، وبالياء والرفع على النفي .
ومنها : الأمر والإخبار كقوله : واتخذوا [البقرة : 125 ] ، بكسر الخاء وفتحها ، و قل سبحان ربي [الإسراء : 93 ] و قال ربي يعلم [الأنبياء : 4 ] الأمر ، و قال على الخبر وشبهه .
ومنها : تغيير الإعراب وحده كـ وصية لأزواجهم [البقرة : 240 ] بالنصب والرفع ، و تجارة حاضرة [البقرة : 282 ] بهما ، و أرجلكم [المائدة : 6 ] بالنصب والجر .
ومنها : تغيير الحركات اللوازم كقوله : (ولا يحسبن ) [آل عمران : 178 ] بكسر السين وفتحها ، ومن يقنط [الحجر : 56 ] و يقنطون [الروم : 36 ] بكسر النون وفتحها ، و يعرشون [الأعراف : 137 ] و يعكفون [الأعراف : 138 ] بكسر الراء والكاف وضمهما ، و الولاية [الكهف : 44 ] بكسر الواو وفتحها .
ومنها : الإتباع وتركه فمن اضطر [البقرة : 173 ] و أن اعبدوا [المائدة : 117 ] ولقد استهزئ [الأنعام : 10 ] بالضم والكسر ; فالضم لالتقاء الساكنين إتباعا لضم ما بعدها ; والكسر للساكن من غير إتباع .
[ ص: 38 ] ومنها : الصرف وتركه كـ (عادا وثمودا ) [الفرقان : 38 ] و ألا بعدا لثمود [هود : 68 ] بالتنوين وتركه .
ومنها : التصرف في اللغات نحو الإظهار إلى آخر ما سلف .
وقد ورد التوقيف عن الشارع بهذا الضرب من الاختلاف وأذن فيه لأمته في الأخبار الثابتة ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد ، ثنا بقية ، عن حصين بن مالك قال : سمعت شيخا يكنى أبا محمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة رفعه : nindex.php?page=hadith&LINKID=912928 "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها " : مذاهبها وطباعها .
ووجه هذا الاختلاف في القرآن أنه - عليه السلام - كان يعرض القرآن على جبريل في كل عام عرضة ، وفي عام موته عرضتين ، وكان جبريل يأخذ عليه في كل عرضة بوجه من هذه الوجوه والقراءات المختلفة ; ولذلك قال أن القرآن أنزل عليها ، وأنها كلها كاف شاف . وأباح لأمته القراءة بما شاءت منها مع الإيمان بجميعها إذ كانت كلها من عند الله منزلة ومنه - عليه السلام - مأخوذة ، ولم يلزم أمته حفظها كلها ولا القراءة بها بأجمعها ، بل هي مخيرة في القراءة بأي حرف شاءت منها ، كتخييرها في كفارة حنث اليمين والفدية ، ألا ترى أنه - عليه السلام - صوب من قرأ ببعضها كما صوب قراءة هشام وعمر حين تناكرا القراءة ، وأقر أنه كذلك قرئ عليه ، وكذا أنزل عليه .
وأما الرابع ; فإنه يشتمل على ثلاث معان : اختلاف اللفظ والمعنى واحد كـ الصراط كما سلف . و عليهم و إليهم بضم الهاء مع إسكان الميم وبكسر الهاء مع ضم الميم وإسكانها وشبه ذلك .
[ ص: 39 ] اختلافهما جميعا مع جواز اجتماعها في شيء واحد لعدم تضاد اجتماعهما فيه كـ مالك و (ملك ) ، فإن المراد : الرب تعالى ، وكذا بما كانوا يكذبون [البقرة : 10 ] لأن المراد المنافقون ; وذلك لأنهم كانوا يكذبون في أخبارهم ويكذبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
اختلافهما جميعا مع الامتناع كقوله : وظنوا أنهم قد كذبوا [يوسف : 110 ] بالتشديد .
وأما الخامس : فلأنه لا يمكن القراءة بها في ختمة واحدة ، فإذا قرأ القارئ برواية من رواية القراء فإنما قرأ ببعضها لا بكلها ; لأنا قد أوضحنا أن المراد بالسبعة أحرف سبعة أوجه من اللغات ، كنحو اختلاف الإعراب والحركات والسكون وغيرهما مما قدمناه ، وإذا كان كذلك فمعلوم أنه من قرأ بوجه من هذه الأوجه ، فإنه لا يمكنه أن يحرك الحرف ويسكنه في حالة واحدة أو يقدمه ويؤخره أو يظهره ويدغمه إلى غير ذلك .
غير أنا لا ندري أي هذه السبعة كان آخر العرض ، وأن جميع هذه الأحرف قد ظهر واستفاض عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضبطتها الأمة على اختلافها عنه ، وأن معنى إضافة كل حرف منها إلى ما أضيف إليها كأبي وزيد وغيرهم من قبل أنه كان أضبط له وأكثر قراءة وأقرأ به ، وكذلك إضافة القراءات إلى أئمة الأمصار إضافة اختيار .