4746 5033 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137محمد بن العلاء ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15526بريد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11935أبي بردة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=654645 " تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها " . nindex.php?page=showalam&ids=17080 [مسلم : 791 - فتح: 9 \ 79 ]
ثم ساق من حديث جرير ، عن منصور ، مثله . تابعه بشر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة . وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن عبدة ، عن شقيق قال : سمعت عبد الله : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي .
المتابعة الأولى أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بنحوها عن nindex.php?page=showalam&ids=14898الفربري ، ثنا مزاحم بن سعيد ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة .
والمتابعة الثانية أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في "اليوم والليلة " بنحوها عن عبد الوارث بن عبد الصمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12161أبي معمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16933محمد بن جحادة ، عن عبدة ، به .
[ ص: 137 ] فصل :
إنما شبه - عليه السلام - صاحب القرآن بصاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها ، وأنه يتفصى من صدور الرجال ; لقوله تعالى : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا [المزمل : 5 ] فوصفه بالثقل ، ولولا ما أعان عباده على حفظه ما حفظوه . قال تعالى : إن علينا جمعه وقرآنه [القيامة : 17 ] وقال : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر [القمر : 17 ] فبتيسير الله تعالى وعونه لهم عليه بقي في صدورهم .
وقوله : ("أشد تفصيا" ) أي : تفلتا وذهابا ، وهو بالفاء والصاد المهملة . قال صاحب "العين " : فصى اللحم من العظم : إذا انفسخ ، والإنسان تفصى من الشيء إذا تخلص منه والاسم التفصية ، والإبل والبقر والغنم لا واحد له من لفظه ، والمعنى أنه شبه من يتفلت منه بعض القرآن بالناقة التي انفلتت من عقلها .
فصل :
قوله : ("آية كيت وكيت" ) وهو مثل إلا أنه لا يقال للمؤنث ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي ، وهي كلمة يعبر بها عن الجمل الكثيرة . قال : كيت نقلت كناية عن الأفعال ، وذيت وذيت إخبار عن الأسماء ، وزعم أبو السعادات أن أصلها كية بالتشديد ، والياء فيها بدل من إحدى التاءين ، والهاء التي في الأصل محذوفة ، وقد تضم التاء وتكسر .
[ ص: 138 ] وقوله : ("بل هو نسي" ) يعني أنه عوقب بالنسيان على ذنب كان منه أو على سوء تعهده له ، والقيام بحقه ، وقيل : إنه خاص بزمانه - عليه السلام - والقرآن ينسخ ويرفع فيذهب رسمه وتلاوته ويشتد حفظه عن حملته فيقول القائل منهم : نسيت آية كيت وكيت ، فنهاهم عن هذا القول ; لئلا يتوهموا على محكم القرآن الضياع ، فأعلمهم أن الذي يكون من ذلك إنما هو بإذن الله ; ولما فيه من الحكمة والمصلحة في نسخه ومحوه من قلبه ، وأما قول المرء : نسيت كذا . فجائز ; قال فتى موسى - عليه السلام - : فإني نسيت الحوت [الكهف : 63 ] .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : اختلف العلماء في متعلق هذا (الذنب ) فقال بعضهم : هو على نسبة الإنسان لنفسه النسيان إذ لا صنع له فيه ، فالذي ينبغي له أن يقول أنسيت مبنيا لما لم يسم فاعله ، وهذا ليس بشيء ; لأنه - عليه السلام - قد نسب النسيان إلى نفسه ; ففي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري -كما سيأتي - عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها nindex.php?page=hadith&LINKID=652461سمع - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرأ فقال : "يرحمه الله لقد أذكرني بكذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا " وفي لفظ : "أنسيتها " . وفي آخر : زاد nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع صوت nindex.php?page=showalam&ids=4582عباد بن بشر يصلي في المسجد . الحديث .
[ ص: 139 ] ننسها [البقرة : 106 ] بضم النون وترك الهمزة أي : ننسكها ، (فلا ) كان هذا كأنه نهى عن ذلك القول ; لئلا يتوهم في كثير من محكم القرآن أنه قد ضاع لكثرة الناس ، وفيه بعد . فمن أضاف النسيان إلى الله فإنه خالقه وخالق الأفعال كلها ومن نسبه إلى نفسه فلأنه فعله يضاف من جهة الاكتساب والتصرف ، ومن نسب ذلك إلى الشيطان كما قال يوشع وما أنسانيه إلا الشيطان [الكهف : 63 ] فلما جعل الله له من الوسوسة فلكل إضافة منها وجه صحيح . وقيل : إنما يكون نسيان القرآن لترك تعهده والغفلة عنه كما أن حفظه إنما يكون بتكراره والصلاة به ، كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : "لو أقام صاحب القرآن يقرأه بالليل والنهار ذكره ، وإن لم يقم به نسيه " .
[ ص: 140 ] هذا فتعلق الذم ترك ما أمر به من استذكار القرآن وتعاهده ، والنسيان ترك ذلك فتعلق الذم عليه ، ولا يقال : حفظ جميع القرآن ليس واجبا على الأعيان ، فكيف يذم من تغافل عن حفظه ; لأنا نقول من جمعه فقد علت رتبته وشرف في نفسه ، وكيف لا ، ومن حفظه فقد أدرجت النبوة بين جنبيه كما سلف ، وصار ممن يقال فيه هو من أهل الله وخاصته فإذا كان كذلك فمن المناسب تغليظ العقوبة على من أخل بمرتبته الدينية ومؤاخذته ما لا يؤاخذ به غيره ، وترك معاهدة القرآن تؤدي إلى الرجوع إلى الجهالة . ويدل على صحة ذلك قوله في آخر الحديث : "بل نسي " وهذه اللفظة رويناها مشددة مبنية لما لم يسم فاعله .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : وقد سمعتها من بعض من لقيته بالتخفيف وبه ضبط عن أبي بحر والتشديد لغيره ، ولكل وجه صحيح ، بالتشديد معناه أنه عوقب بتكثير النسيان عليه لما تمادى في التفريط ، والتخفيف معناه تركه غير ملتفت إليه ولا معتن به ، كما قال تعالى : نسوا الله فنسيهم [التوبة : 67 ] أي تركهم في العذاب أو تركهم من الرحمة .