سبب نزولها: أنه لما أسر nindex.php?page=showalam&ids=18العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون، فعيروه بالكفر وأغلظ له علي، فقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس: ما لكم تذكرون مساوئنا دون محاسننا، فقال له علي: ألكم محاسن؟ قال: نعم. إنا لنعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاج، ونفك العاني، فأنزل الله هذه الآية.
[ ص: 536 ] وهذا الحديث ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الجهاد.
والكلام عليه من أوجه:
أحدها:
ابن ابن عباس هو السجاد؛ لكثرة عبادته، الثقة، ولد ليلة قتل علي في شهر رمضان سنة أربعين فسمي باسمه، وكني بكنيته، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان: لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعا، فغير كنيته فصيرها أبا محمد، ولي الخلافة، وكان له خمسمائة شجرة، فصلى عند أصل كل شجرة ركعتين، فكان يصلي في اليوم ألف ركعة، مات بعد العشر ومائة، إما سنة أربع عشرة، أو سبع عشرة، أو ثمان عشرة، أو تسع عشرة، عن ثمان أو تسع وسبعين سنة، روى له الجماعة خلا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ففي الأدب.
الثانية:
قوله: (انطلقا إلى nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد فاسمعا من حديثه) فيه: أن العالم يبعث ولده إلى عالم آخر ليتعلم منه؛ لأن العلم لا يحويه أحد.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار أول من بنى لله مسجدا. قال السهيلي: فكيف أضاف إليه بنيانه، وقد بناه معه الناس؟! فنقول: إنما عنى بهذا مسجد قباء؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا هو الذي أشار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببنيانه، وهو الذي جمع الحجارة له، فلما أسسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استتم بنيانه nindex.php?page=showalam&ids=56عمار، كذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق.
الثالثة:
التعاون في بنيان المسجد من أفضل الأعمال؛ لأن ذلك مما يجزى الإنسان أجره بعد مماته، ومثل ذلك حفر الآبار، وتحبيس الأموال التي يعم العامة نفعها، والولد الصالح يدعو له بعد موته، قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: وفيه: بيان ما اختلف فيه من قصة عمار.
وقوله: "يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار" إنما يصح ذلك في الخوارج الذين بعث إليهم nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا يدعوهم إلى الجماعة، وليس يصح في أحد من الصحابة؛ لأنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يتأول عليهم إلا أفضل التأويل؛ لأنهم الصحابة الذين [ ص: 538 ] أثنى الله عليهم وشهد لهم بالفضل بقوله: كنتم خير أمة أخرجت للناس . قال المفسرون: وهم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد صح أن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا بعثه علي إلى الخوارج يدعوهم إلى الجماعة التي فيها العصمة بشهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أمته لا تجتمع على ضلال.
[ ص: 539 ] وفيه: أن nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا فهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن هذه الفتنة في الدين يستعاذ بالله منها، وفي الاستعاذة منها دليل أنه لا يدري أحد في الفتنة أهو مأجور أم مأثوم إلا بغلبة الظن، فلو كان مأجورا لما استعاذ بالله من الأجر، وهذا يرد الحديث المروي: nindex.php?page=hadith&LINKID=883979 "لا تستعيذوا بالله من الفتنة فإنها حصاد المنافقين".